حذّرت موسكو من أن الحرب الروسية الأوكرانية قد تخرج عن نطاق السيطرة بسبب ما وصفته بتصرفات الدول الغربية، معلنًة على لسان رئيسها فلاديمير بوتين، من أنها مستعدة أكثر من أي وقت مضى للحرب النووية، من الناحية العسكرية والفنية، ومن المنتظر أن تقوم بنشر قواتها على حدود فنلندا لأول مرة، بعد انضمامها إلى الناتو رفقة السويد.
ورسميًا، باتت فنلندا والسويد آخر المنضمين حديثًا لحلف شمال الأطلسي، بعد عقود طويلة من الحياد عقب الحرب العالمية الثانية، بهدف البحث عن الأمان تحت المظلة الأمنية للناتو، بسبب المخاوف من انتقال الحرب الروسية الأوكرانية إلى أراضيهم المجاورة لأرض المعركة، وهي الخطوة التي اعتبرتها الدولتان ترسم حقبة جديدة مع حلفاء جدد في وقت السلام والحرب.
خطط جديدة
وتوالت التصريحات الروسية التي ترفض خطوة انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، إذ انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحاته اليوم تلك الخطوة، وبحسب وكالة "سبوتنيك"، فقد وصفها بالخطوة التي لا معنى لها، مشيرًا إلى أنه في الماضي لم يكن لديهم قوات هناك، إلا أن ذلك التصرف جعل روسيا تخطط رسميًا لنشر قوات على طول حدود البلاد مع فنلندا.
وعلى قدم وساق تسعى فنلندا عقب انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي في أبريل 2023، إلى بناء سياج عازل على طول الحدود مع روسيا، التي يبلغ طولها 830 ميلًا، بتكلفة نحو 143 مليون دولار، وهي الحدود التي وصفتها الحكومة الفنلندية بأنها كانت تتمتع بحماية أمنية قليلة، وخلال الشهور الماضية قامت بإغلاق المعابر بشكل كامل، بحجة قيام روسيا باستغلال الناس وتوجيههم إلى الحدود الفنلندية للعبور بدون تأشيرة.
صدام نووي
وحاول الرئيس الروسي إظهار قوة الكرملين العسكرية في وجه الآلة الغربية والأمريكية، مؤكدًا، كما تشير الوكالة، أن روسيا من وجهة النظر العسكرية والفنية مستعدة لحرب نووية، وفي حالة استعداد قتالي دائم، على الرغم من أنه لا يوجد ما يشير إلى الصدام المباشر الآن، إلا أن النخب الغربية تسعى إلى تجميد الوضع الراهن الذي وصفه بالظالم في الشؤون الدولية، مشددة على أن تزويد كييف بالأسلحة لن يغير أي شيء في ساحة المعركة.
وأعلن البيت الأبيض أنه جمع 300 مليون دولار من المساعدات العسكرية لاستخدامها كإجراء مؤقت، تتضمن ذخائر وطلقات، بهدف الصمود في وجه الهجمات الروسية خلال الأسبوعين المقبلين، كما أعلنت التشيك تمكنها من تجهيز 800 ألف قذيفة مدفعية تصل قيمتها إلى 1.5 مليار دولار.
حافة الهاوية
كما حذّرت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، من أن الحرب في أوكرانيا قد تخرج عن نطاق السيطرة وتتوسع جغرافيًا بسبب تصرفات غير مدروسة من جانب دولة أو دولتين عضوين في حلف الناتو العسكري، معتقدة وفقًا لـ"الجارديان" البريطانية، أن الغرب يسير "على حافة الهاوية" ويدفع العالم إلى الحافة أيضًا بأفعاله بشأن أوكرانيا، ناصحة أوروبا بالتخلي عن فكرة هزيمة روسيا استراتيجيًا.
يذكر أن الحرب الروسية الأوكرانية كسرت حاجز الـ 700 يوم، وسط توغل روسي بطيئ في الأراضي الأوكرانية، حيث تعتبر المساعدات الغربية والأمريكية مهمة جدًا لإنقاذ كييف من السقوط المدوي أمام الجيش الروسي، الذي وصل عدده إلى قرابة نصف مليون جندي مع آخر حملة تجنيد قامت بها موسكو الفترة الماضية.