قدمت ثلاثة أجيال مختلفة في "صيد العقارب".. وغادة عبدالرازق موهبة استثنائية
أحمد داش وعصام عمر موهوبان.. وانشغالي منعني من استكمال كتابة مسلسلهما
تتسم أعمال المؤلف المصري باهر دويدار بطبيعة خاصة؛ لقدرته على تقديم حبكة درامية تُكسب مسلسلاته أهمية خاصة، وتصبح معها عوالمه وشخوصه ذات مكانة خاصة وموضع اهتمام، فتكون قريبة من الجمهور الذي يحرص على متابعتها والتفاعل معها بشكل خاص، ليحفر اسمه في عالم الدراما التلفزيونية من خلال أعمال حققت نجاحًا ولا تزال.
يخوض باهر دويدار السباق الرمضاني هذا العام بمسلسلين هما "صيد العقارب"، للنجمة المصرية غادة عبدالرزاق، وتجربة شبابية "مسار إجباري" للنجمين أحمد داش، وعصام عمر، ليبرز من خلالهما تجارب وعوالم جديدة تضاف إلى سلسلة نجاحاته السابقة.
حلم مؤجل
يؤكد الكاتب باهر دويدار لـ موقع "القاهرة الإخبارية"، أن تجربته في مسلسل "صيد العقارب"، لها مكانة خاصة على قلبه، إذ يقول: "عملت في بداياتي كهاوٍ وكان لدي أكثر من تجربة تأخرت في الظهور مثل مسلسل "حكايات بنات، الميزان"، ثم سافرت بعدها خارج مصر وعند العودة كانت ظروفي قاسية، فبدأت الاتجاه مرة أخرى للكتابة وفكرت في عمل مشروع بعيدًا عن السوق التجاري، يكون خاصًا بي وأستمتع به حتى يخرجني من الحالة الصعبة التي مررت بها".
ويضيف: "من وحي هذه المعاناة كانت فكرة مسلسل "صيد العقارب"، إذ كنت أريد تقديم عمل يشبه مسلسلات التسعينيات والألفينات، في تكوينه، والتي تعتمد على خطوط درامية كثيرة ودارما عرضية لا تكتفي بشخصية محورية واحدة، وبدأت العمل على الفكرة في عام 2014، ولكن نظرًا لظروف معينة لم أستكمل هذا المشروع، وبدأت أقدم أعمالًا جديدة، وفي الوقت المتاح لي كنت أقوم بالعمل على المسلسل ومعالجته، وبدأت أحاول تسويقه من وقت لآخر، فهو كان بالنسبة لي حلمًا كبيرًا مؤجلًا، وتحقق الآن".
ثلاثة أجيال
يتطرق دويدار في "صيد العقارب" إلى ثلاثة أجيال مختلفة، وحول هذه الفكرة يقول: "كان جزءًا من تفكيري في المسلسل عند كتابتي له، مناقشة أكثر من جيل وفئة، خصوصًا أنني كنت دائمًا أرى أن الدراما محصورة في جيل واحد؛ لذا كان حلمي أن أقدم عملًا مليئًا بالتفاصيل والشخصيات المختلفة، ما بين الأغنياء والفقراء، المتعلمين وغير ذلك، الأبناء والأحفاد والأجداد، فيصبح هناك تنوع كبير في الشخصيات بدرجات متفاوتة، كما أحببت مشاركة شخصية من ذوي القدرات الخاصة في العمل، حتى يكون الأمر واسعًا وواقعيًا في الوقت نفسه".
الانتقام
يسعى المؤلف المصري إلى تقديم رسائل عبر العمل، يستخلصها الجمهور من خلال الأحداث، إذ كان لديها قناعة محددة فضّل طرحها، وحول ذلك يقول: "شخصيتي في الحقيقة مسالمة وتكره الانتقام، وأرى دائمًا أن الانتقام يضر صاحبه في النهاية، وحاولت في هذا العمل إيصال قناعاتي للمشاهد، خصوصًا أن تيمة الانتقام لها رواج واسع عند الناس، فكان التحدي بالنسبة لي كيفية تقديم هذه الفكرة بشكل مختلف، وخلق حالة من الاستمتاع عند الناس، وفي الوقت ذاته أقدم رسالتي من خلاله".
ويضيف: "هناك تحديات أخرى واجهتني تكمن في الخطوط الدرامية الواسعة التي أشرت إليها في السابق، فهي تكون عبئًا كبيرًا على أي مؤلف في كيفية الموازنة بين هذه الخطوط، ورد فعل الشخصيات تجاه كل حدث، ولكن وجود مجموعة مميزة من النجوم في هذا العمل سهّل على الأمر".
موهبة استثنائية
أمنية أخرى حققها باهر دويدار من خلال" صيد العقارب" تمثلت في التعاون مع النجمة غادة عبدالرازق، إذ يقول: "كانت أمنية منذ سنوات طويلة، التعاون مع غادة عبدالرازق، فهي موهبة استثنائية ومُخلصة في عملها، ومحترفة إلى درجة كبيرة، فكانت الكتابة لها مريحة للغاية، حيث إنني أكتب دون خوف من إمكانيات الممثل فهي قادرة على التنوع، وتجسيد كل الشخصيات، وإتقان جميع المشاهد الصعبة، لذا الأمر كان ممتعًا ومريحًا بالنسبة لي، وسعدت للغاية بهذه التجربة المثمرة، والتحدي بالنسبة لي في غادة كممثلة أنها نجحت كثيرًا وجسدت أغلب الشخصيات، فكان لا بد من تقديمها في شخصية مختلفة تكون إضافة لها في تاريخها الفني وليس مجرد مشروع فقط".
مسار إجباري
تحمّس باهر دويدار لتنفيذ "صيد العقارب" لم يمنعه من أن يخوض تجربة أخرى بالحماس نفسه، إذ يقدم مسلسل "مسار إجباري"، وحول هذه التجربة يقول: "عندما تواصلت معي الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وطلبت مني كتابة مسلسل لشابين، تحمست للغاية خصوصًا أنني أميل إلى هذه النوعية وقدمتها من قبل، فأنا أحب إعطاء الشباب الموهوب فرصة، والنجمان أحمد داش وعصام عمر، مواهب تستحق هذه الفرصة".
ويضيف: "بدأت العمل على الفكرة وقدمتها للشركة المتحدة ووافقت عليها، ثم اجتمعت بكل من "داش وعمر"، ومخرجة العمل نادين خان، وقدمت المعالجة للفكرة كاملة وكتابة أول خمس حلقات، ولكن نظرًا لانشغالي بمسلسل "صيد العقارب"، تم إسناد المهمة للمؤلف أمين جمال وورشته، ومشاركتهما أثرت العمل، وشكلت إضافة قوية له".
وتابع: أردت في "مسار إجباري"، الحديث عن مفهوم العائلة بشكل كبير وكيفية تأثير البشر على بعضهم، وأن المأزق أو المحنة من الممكن أن تخرج أفضل ما بداخلك وأنت لا تعلم به، فكانت تجربة شبابية ممتعة وأتوقع لها نجاحًا كبيرًا.
أقوى المواسم
يرى صاحب أعمال "حكايات بنات، حق ميت، الاختيار، هجمة مرتدة، والعائدون"، أن الموسم الرمضاني الحالي من أقوى المواسم التي مرت على تاريخ الدراما المصرية، إذ يقول: "هذا الموسم من أفضل المواسم على مستوى التنوع وتقديم موضوعات مختلفة عن بعضها، فكان في وقت من الأوقات هناك تيمة واحدة يسير عليها جميع صنّاع الدراما لكونها نجحت، ولكن الموسم الرمضاني الحالي شهد تنوعًا كبيرًا ما بين التاريخي والاجتماعي اللايت والأكشن والدرامي العائلي، لذا هذا الموسم تحرر من فكرة السير على التيمة نفسها، وهذا هو الطريق الصحيح الذي لا بد من السير عليه حتى تغذي الدراما المصرية وتقدم للجمهور وجبة درامية دسمة ومختلفة".