يُمثل عنصر الديكور دورًا مهمًا في العملية الفنية، من خلال قدرته على خلق صورة وأجواء مناسبة، تُسهم في دعم القصة التي يجرى تصويرها، مما يجعله عاملًا أساسيًا في نجاح العمل الفني، إذا ما تم توظيفه بالشكل المناسب، ويعتبر مسلسل "الحشاشين" بطولة النجم المصري كريم عبد العزيز من الأعمال التي تطلبت ديكورات ذات طبيعة خاصة تناسب أحداثه، وتعبر عن قصته، الأمر الذي استلزم مواصفات خاصة تلائم الحقبة الزمنية، وتبرز تفاصيل حياة الأشخاص اليومية، وهو ما تطلب تحضيرًا من نوع خاص ومراجعة تاريخية، تجنبًا للوقوع في فخ استخدام عناصر لم تكن متاحة في هذا التوقيت.
يؤكد مهندس الديكور المصري أحمد فايز لـ موقع "القاهرة الإخبارية" أنه كانت هناك دقة في تنفيذ وتصميم الديكور الخاص بمسلسل "الحشاشين"، هذا العمل التاريخي المهم، لاسيما أن مراجعه لم تكن متاحة؛ مما جعل هناك صعوبة واضحة في البحث وتحديد المرحلة الزمنية الخاصة.
وأضاف: "تطلب الأمر تعمقًا كبيرًا في دراسة الحقبة؛ حتى يكون الوصف دقيقًا، وهو ما جعلني أستعين بالكتب القديمة لمعرفة كيف كانت تعيش هذه الفئة، وما هي الأدوات التي كانوا يستخدمونها مثلًا في الكتابة، والسيوف في المعارك".
يُشير فايز إلى أن التحضير لبناء ديكورات مسلسل "الحشاشين"، تطلب جهدًا كبيرًا، إذ يقول: "تم بناء مدينة أصفهان على مساحة 12 ألف متر مربع، واستغرق العمل عليها 6 أشهر، أما القلعة فكانت على مساحة 9 آلاف متر واستغرقت نحو 4 أشهر، حيث تم بناؤهما في مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، كما سافرنا لأكثر من مكان مثل مالطا وكازاخستان لبناء القرى، لقربها في الطبيعة والتضاريس من الأماكن التي دارت فيها الأحداث".
لم تتوقف مهمة مهندس الديكور أحمد فايز عند هذا الحد، لكن كان هناك تحدٍ آخر في المسلسل قال عنه: "حرصت بقدر الإمكان على إبراز الأصالة العربية وانعكاسها على الديكورات والتصميم والإضاءة بعيدًا عن التأثر بمسلسلات عالمية مثل "صراع العروش"، و"سيد الخواتم"، ليكون ديكور هذا العمل ذات طابع فريد ومميز".
جودر
رغم نجاح مهمة مهندس الديكور أحمد فايز في مسلسل "الحشاشين"، لكن كان أمامه تحدٍ آخر تمثل في تجربة مسلسل "جودر" بطولة النجم ياسر جلال، ويعرض في النصف الثاني من شهر رمضان، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي تاريخي، وحول هذا التحدي الجديد يقول: "تجربتي في هذا العمل كانت مريحة بشكل كبير للغاية؛ لأن أحداث القصة تدور في إطار من الفانتازي، وبالتالي كان التحكم في ديكوراتها أسهل من "الحشاشين"، بالإضافة إلى أن الديكور كان متنوعًا، ولكن صعوبته تكمن في كثرته، فنحن قمنا ببناء أكثر من 70 ديكورًا، وهذا الأمر تطلب فريق عمل كبيرًا تم توزيعه على الديكورات المختلفة، وكل بناء استغرق نحو شهر، لأن الديكورات كانت عبارة عن قصور وكهوف ومداخل غريبة وعوالم مختلفة".
وأضاف: "تم بناء جزء كبير في مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، بينما قمنا ببناء الجزء الآخر في دولة المغرب، وهذا الجزء كان عبارة عن أسواق".