أشارت أبحاث حديثة إلى أنه من المتوقع أن يتقلص عدد المراهقين في أمريكا في العقد المقبل، بينما سيزداد عدد الذين تبلغ أعمارهم 70 عامًا أو أكثر بمقدار 14.5 مليون.
وقالت مؤسسة "جون بيرنز"، وهي مؤسسة أبحاث صناعة الإسكان الأمريكية، إن عدد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا في الولايات المتحدة، سينخفض بمقدار 700 ألف بين عامي 2023 و2033، وكذلك عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 14 عامًا.
ونقلت مجلة "نيوزويك" عن كريس بورتر، كبير علماء السكان في "جون بيرنز"، أن البحث استمد النسبة الأصغر من المراهقين في نهاية هذا الجدول الزمني، من الانخفاض العام في الولادات بالولايات المتحدة، من عام 2007 حتى اليوم.
وقال: "المراهقون في عام 2033 سيولدون بين عامي 2014 و2020، وقد شهدنا انخفاض الولادات خلال تلك الفترة من نحو 4 ملايين في عام 2014 إلى 3.6 مليون في عام 2020".
وأضاف: "أما بالنسبة لكبار السن، فقد شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في عدد السكان الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا خلال العقد الماضي. ومع تقدم هؤلاء الأشخاص في السبعينات من عمرهم خلال العقد المقبل، سنشهد نموًا كبيرًا في عدد كبار السن".
كما يعد متوسط العمر المتوقع الأطول مقارنة بالأجيال السابقة عاملاً في هذا النمو الضخم، بحسب "بورتر".
معدل الخصوبة
بين عامي 1971 و2021، انخفض معدل الخصوبة في الولايات المتحدة بنسبة 26%؛ أي أن المرأة التي كانت تنجب في المتوسط 2.26 طفل قبل 50 عامًا، صار لديها 1.66 طفل الآن.
ويقول الخبراء إن مجموعة متنوعة من العوامل يمكن أن تساهم في خفض معدلات الخصوبة، بدءًا من تعزيز الوصول إلى وسائل منع الحمل، إلى تحسين الرخاء الاقتصادي، فضلًا عن انخفاض معدل وفيات الأطفال، الذي يجعل الأمهات أقل احتمالًا لإنجاب المزيد من الأطفال.
وفي الوقت نفسه، تتوقع مؤسسة "جون بيرنز" أن يرتفع عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 70 عامًا أو أكثر من 40.8 مليون إلى 55.3 مليون بحلول عام 2033.
ولفتت "نيوزويك" إلى أن هذا "قد يشكل مشكلة اقتصادية متنامية بالنسبة للولايات المتحدة"، حيث إن شيخوخة السكان ستؤدي إلى دخول عدد أقل إلى سوق العمل، بينما تتقاعد نسبة أكبر في الوقت نفسه.
وهذا، بالنسبة للنظام المالي الأمريكي، يعني أنه سيكون هناك عدد أقل من دافعي الضرائب لتمويل عدد أكبر من معاشات التقاعد.
المهاجرون
يُعّد أكبر عامل غير متوقع في التوقعات السكانية هو الهجرة، التي ارتفعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ويكون أغلب المهاجرين في سن العمل.
وأصبح أكثر من مليون شخص مقيمين قانونيين دائمين في عام 2021، في حين تشير إحصاءات الجمارك وحماية الحدود الأمريكية إلى وجود ما يقرب من مليوني لقاء مع مهاجرين غير شرعيين في العام نفسه.
وكان هناك 2.8 مليون لقاء آخر في عام 2022، و3.2 مليون في عام 2023، معظمهم من البالغين غير المتزوجين.
ويوفر هذا التدفق بعض الراحة لسوق العمل الضيقة، لكنه يعني أيضًا طلبًا أقوى على البيوت والشقق، سواء مستأجرة أو للبيع.