أدانت محكمة أمريكية رئيس هندوراس السابق، خوان أورلاندو هيرنانديز، بتهمة التواطؤ مع عصابات المخدرات، وتسهيل تهريب مئات الأطنان من الكوكايين إلى الولايات المتحدة. وفق صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.
وبعد محاكمة استمرت أسبوعين، أصدرت هيئة المحلّفين في نيويورك، المكونة من 12 عضوًا حكمًا بالإجماع بإدانة هيرنانديز.
وأُدين "هيرنانديز" في كل من التهم الثلاث الموجهة إليه، التي تشمل التخطيط لاستيراد الكوكايين، والاستخدام غير القانوني وحمل الأسلحة الرشاشة، وحيازة أسلحة آلية كجزء من "مؤامرة لاستيراد الكوكايين"، بحسب لائحة الاتهام.
ويمكن أن يواجه أحكامًا تصل إلى السجن مدى الحياة، وفقًا للمدعين العامين الأمريكيين، الذين يقولون إن هيرنانديز "حوّل بلاده إلى دولة مخدرات" خلال فترة ولايته.
كان ألقي القبض على هيرنانديز وتسليمه إلى الولايات المتحدة في أبريل 2022، بعد 3 أشهر من تركه منصبه.
وقال ممثلو الادعاء للمحلفين إن الرئيس الهندوراسي السابق شارك في مخطط استمر 18 عامًا، لمساعدة تجار المخدرات مقابل رشاوى بملايين الدولارات.
كما ربط الادعاء بين هيرنانديز وعصابة "سينالوا" الشهيرة للمخدرات، التي كان يرأسها في ذلك الوقت تاجر المخدرات المكسيكي الشهير خواكين جوزمان "إل تشابو".
وتم سجن هيرنانديز في مركز احتجاز متروبوليتان في بروكلين منذ تسليمه.
رشاوي ضخمة
قبل وقت طويل من رئاسته، اتهم هيرنانديز سابقًا بالتآمر مع تجار المخدرات في عام 2004، قبل عشر سنوات من وصوله لسدة الحكم.
وخلال فترة رئاسته، التي امتدت من 2014 إلى 2022، كان فيها حليفًا للولايات المتحدة، تلقت هندوراس أكثر من 50 مليون دولار كمساعدات أمريكية لمكافحة المخدرات، وعشرات الملايين الأخرى كمساعدات أمنية وعسكرية.
في تلك الفترة، أدين شقيق هيرنانديز، توني، بتهم تهريب المخدرات وتجارة الأسلحة، في أكتوبر 2019، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في مارس 2021.
وقال ممثلو الادعاء إن توني قَبِل رشاوي بملايين الدولارات، بما في ذلك من "إل تشابو"، لتوجيه حكم بلاده.
ورأت المحكمة أن هرنانديز "أساء استخدام سلطته، وقَبِلَ رشاوى لتسهيل تهريب المخدرات"، ما ساعده في حملته السياسية.
وقال المدعي العام ميريك جارلاند، في بيان بعد صدور الحكم: "لقد استغل خوان أورلاندو هيرنانديز منصبه كرئيس لهندوراس لإدارة البلاد كدولة مخدرات".
وأضاف: "سمح لمهربي المخدرات العنيفين بالعمل مع الإفلات الفعلي من العقاب، واضطر شعبا هندوراس والولايات المتحدة إلى تحمل العواقب".
في المقابل، أكد محامو هيرنانديز أن "المدعين كانوا يعتمدون على شهادة المجرمين الذين كانوا يحاولون تخفيف الأحكام الصادرة بحقهم، والانتقام من حملة هيرنانديز على العصابات".
وفي مرافعته الختامية، أكد ريناتو ستابيلي، محامي هيرنانديز، أن "الحكومة حصلت على شهادات من أشخاص خططوا للانتقام من الرئيس السابق عبر تلفيقهم الأكاذيب".
وشدد على هيئة المحلفين أن الحكومة حصلت على شهادات من أشخاص "أخبروكم أنهم يقتلون من أجل الانتقام، يقتلون لأسباب تجارية، وأحيانًا يقتلون دون سبب على الإطلاق".
رفض الإدانة
خلال المحاكمة، اعترف هيرنانديز بأن الرشاوى استخدمت لدفع أموال لأحزاب سياسية في هندوراس، لكنه نفى قبول الرشاوى بنفسه. كما نفى الاجتماع مع المهربين أو تلقي رشاوى منهم، بمن فيهم المكسيكي "إل تشابو".
وقال: "كانت لدي سياسة ضد هؤلاء الأشخاص -تجار المخدرات- لأنني لم أستطع تحمّلهم. لقد تسببوا في أضرار جسيمة في البلاد".
وقال الرئيس السابق لأصدقائه وعائلته أثناء مغادرته قاعة المحكمة: "أنا بريء، أخبروا العالم".
وفي عاصمة هندوراس "تيجوسيجالبا"، علّقت السيدة الأولى السابقة آنا جارسيا دي هيرنانديز، بأن إدانة زوجها "ظالمة وتفتقر إلى الدليل، وهي انتقام لهؤلاء المجرمين" الذين قالت إنه استهدفهم كرئيس.
وقالت في تحذير لرؤساء أمريكا اللاتينية الآخرين، قاصدة الولايات المتحدة: "اليوم كان خوان أورلاندو، وغدًا يمكن أن يكون أي شخص منكم"، بحسب "رويترز".