أظهرت اللقطات المنشورة للحظات سقوط طائرة يفجيني بريجوجين، قائد فاجنر من السماء، قبل أن تتحطم في حقل بمقاطعة تفير شمال غربي موسكو، بينما كانت في طريقها إلى سان بطرسبرج، أنها تفقد جناحًا، كما انفصل عنها زيلها، ليدور الجدل حول الحادث، هل هو مجرد حادث أم عملية مدبرة؟
وقالت السلطات الجوية الروسية إن بريجوجين ونائبه دميتري أوتكين وثمانية آخرين كانوا على متن طائرة خاصة تحطمت يوم الأربعاء الماضي، ما تسبب في مصرعهم جميعًا، فيما ووجهت أصابع الاتهام إلى ضلوع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالحادث على خلفية تمرد المجموعة في يونيو الماضي، إلا إن الكرملين نفى ذلك بشدة.
ترجيح الانفجار
وتعليقًا على الحادث، قال ماركوس شيلر، خبير صواريخ عمل محللًا لصالح حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، إن مقاطع الفيديو المتاحة، وانتشار الحطام على مساحة واسعة تشير إلى "انفجار قوي"، مضيفًا: "لا يمكن فصل ذيل الطائرة وجناحها عن الطائرة، إلا نتيجة انفجار قوي".
وأضاف أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه قنبلة على متنها أم صاروخ، لأن الذيل والجناح لا يمكن أن يسقطا بأي طريقة أخرى، بحسب "سي إن إن".
لم يختلف رأي خبير الصواريخ، روبرت شموكر، وهو أيضًا يقدم المشورة لحلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة، عن سابقه كثيرًا، إذ قال إن الحسم لن يتم إلا بإجراء تحقيق شامل وتحليل للصندوق الأسود، أو مسجلات بيانات الرحلة لتحديد السبب، لكن الأدلة المتاحة تشير إلى احتمالية سقوط الطائرة بسبب انفجار وليس عطل ميكانيكي.
وأوضح أن لحظة سقوط الطائرة، لا يمكن أن تكون بسبب الصيانة السيئة أو خطأ التأثير، فكلاهما لا يمكن أن يسبب التأثير الذي رأيناه، فمثل هذه الطائرات لا تسقط من السماء فحسب، مضيفًا: "رأينا سقوط الجناح وظهور انفجار في السماء هذه الطائرة بالتأكيد لم تنهار بسبب مشاكل جوية أو ميكانيكية، كما أن اللقطات ومظهر الحطام، لا ترجح أن تكون الطائرة أصيبت بصاروخ من الجو، أو صاروخ لمنظومة الدفاع الجوي من الأرض.
تحقيق روسي
من جهته، وعد الرئيس الروسي، بإجراء تحقيق لكشف أسباب الحادث، مؤكدًا أن ضحايا الطائرة قدموا مساهمة كبيرة في أوكرانيا.
ووصف الرئيس الروسي، زعيم فاجنر، بأنه موهوب، لكنه ارتكب أخطاءً، معربا عن تعازيه لأسر الضحايا الذين لقوا حتفهم في الحادث، وعلى رأسهم رئيس فاجنر.
أكد الرئيس الروسي، خلال كلمة متلفزة، على ضرورة انتظار نتائج التحقيق الرسمي في الحادث، مؤكدًا أنه سيستغرق بعض الوقت.
تشكيك بايدن
أثار الرئيس الأمريكي، غضب روسيا، مجددًا، بعد الحادث، إذ شكك في أن نظيره الروسي، قد يكون خلف الحادث، قائلًا إنه لم يتفاجأ باحتمال استهداف رئيس فاجنر.
وفي لقاء مع "سي إن إن"، قال "بايدن" إنه حذر من قبل (بعد التمرد)، قائلًا: "قلت من قبل إنني (لو كنت مكانه) سأكون حذرًا من وسائل النقل التي سأستقلها، لا أعرف حقيقة ما حدث، لكنني لست متفاجئًا".
وأجاب بايدن على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن بوتين خلف مقتل قائد فاجنر: "ليس هناك الكثير مما يحدث في روسيا والذي لا يكون بوتين خلفه، ولكنني لا أعرف ما يكفي لمعرفة الجواب، لقد كنت أمارس الرياضة منذ ساعة ونصف الساعة".
موسكو ترفض اتهامات الغرب
فيما خرجت الرئاسة الروسية "الكرملين"، اليوم الجمعة، وقالت إن تصريحات الغرب حول تورطها في وفاة قائد قوات فاجنر، "كذبة مطلقة"، معتبرة تصريحات بايدن "غير مقبولة".
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، إن تصريحات الغرب بأن الكرملين وراء وفاة بريجوجين كذبة مطلقة، وأن التحقيق سيوضح الحقائق كاملة حول وفاته.
وأكد "بيسكوف" أن روسيا ستنشر النتائج الرسمية للتحقيق في الحادث، كما وصف سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسية، تصريحات بايدن، بأنها "غير مقبولة"، بحسب وكالة "تاس" للأنباء.