تزامنًا مع حالة الغليان التي شهدتها مدن القدس والضفة الغربية المحتلة مؤخرًا بسبب الانتهاكات الصارخة التي تمارسها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني، والتي دفعت الشعب الفلسطيني إلى تصعيد العنف هو الآخر لحماية نفسه ومقدساته من بطش الاحتلال، تراجع عدد مؤدّي الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال بشكل أثار قلق قادته.
ونشرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الاثنين، تقريرًا يؤكد أن مستقبل الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال سيواجه خطرًا كبيرًا في العقدين القادمين، الأمر الذي يثير مخاوف القيادات الأمنية والعسكرية بشكل كبير، في ظل تراجع الالتزام بالتجنيد والتهرب من تأدية الخدمة العسكرية.
تراجع هيبة الجيش
وأشار التقرير إلى أن نسبة الملتحقين بالجيش الإسرائيلي لن تتجاوز 41% من الإسرائيليين في العام 2050، بينما ستصل نسبة مؤدي الخدمة المدنية إلى 6.3%، لتصبح نسبة المتهربين من الخدمة العسكرية 52.3% وهي النسبة الأعلى منذ إقامة الاحتلال وسن قانون التجنيد الإلزامي.
وتأتي مخاوف القادة الإسرائيليين من تراجع هيبة الجيش الإسرائيلي في ظل استمرار رفض اليهود المتشددين المعروفين باسم "الحريديم" تأدية الخدمة العسكرية في الجيش، باعتبار أن أداء الخدمة العسكرية لا يتوافق مع حياتهم وممارساتهم الدينية، فهم يرفضون فكرة إقامة دولة باسم إسرائيل من الأساس، بالإضافة إلى سعي أحزابهم السياسية بإعفاء اليهود من الخدمة العسكرية من أجل التركيز على التعليم الديني.
وجدير بالذكر أن قوانين إعفاء الحريديم من تأدية الخدمة الإجبارية في الجيش الإسرائيلي، تم تشريعها في عهد شمعون بيريز، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، لضمان تأييدهم للحكومة والتخلص من صداعهم وعدم الطعن في شرعية ما يسميه الاحتلال بـ"دولة إسرائيل" الذي يتناقض مع تعاليم التوراة، شريعة إسرائيل.
إعفاء من الخدمة
ووفقًا للتقديرات، اتضح أن حوالي 36% من الأشخاص الذين يرفضون التطوع في الجيش كانوا من "الحريديم"، بالإضافة إلى 54% من فلسطيني الداخل "عرب 48"، إلى جانب 10% من اليهود الإسرائيليين الذين حصلوا على إعفاء من الخدمة العسكرية لأسباب مختلفة.
وتعليقًا على التقرير الذي يؤكد تراجع رغبة الإسرائيليين في الالتحاق بالجيش، أعرب بيني جانتس، وزير الجيش الإسرائيلي، عن قلقه تجاه هذه الاحتمالات التي قد تؤدي إلى انهيار الجيش الإسرائيلي، وخصوصًا أن الجيش يواجه خطر النقص في الوحدات التكنولوجية والقتالية في الوقت الحالي.