الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شهادة مسؤول أمريكي.. الأطباق الطائرة خيال و"واجهة" لبرامج إنفاق سرية

  • مشاركة :
post-title
ديفيد جروش يدلي بشهادته حول "الأطباق الطائرة" خلال جلسة الاستماع في مجلس النواب يوم الأربعاء 26 يوليو 2023

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

لا تزال الأجسام الطائرة المجهولة محورًا لنظريات المؤامرة بين العاملين داخل أروقة الحكومة الأمريكية وخارجها. وما بين الادعاء بأن الولايات المتحدة تتستر على وجود أجسام طائرة متقدمة من خارج عالمنا، والتأكيد بأن هذا الأمر مجرد "واجهة" لبرامج إنفاق سرية، تُثير وسائل الإعلام الأمر كلما ظهر جديد.

وآخر مَن تحدثوا في هذا الأمر كان شون كيركباتريك، أول مدير لمكتب حل الظواهر الغامضة الشامل التابع لوزارة الدفاع الأمريكية (Aaro)، الذي أنشئ في عام 2022 لجمع التقارير العسكرية لصالح البنتاجون عن مشاهدات للظواهر الشاذة غير المحددة (UAP) وجعلها أكثر شفافية بشأن ما تعرفه الحكومة.

وأكد "كيركباتريك" -الذي تمت تنحيته عن منصبه أخيرًا- أن أول تقرير شامل أعده المكتب الذي ترأسه، وتم تقديمه إلى الكونجرس، ومن المقرر نشره في وقت لاحق من هذا العام، لا يحتوي على أي دليل على وجود حياة غريبة، أو أي تستر حكومي.

وأوضح أن كل هذا يستهلك من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، ويُزيد من الإنفاق الحكومي.

لا دليل

قال كيركباتريك لبودكاست "في الغرفة مع بيتر بيرجن In the Room With Peter Bergen" إن العديد من المشرّعين الأمريكيين "سعداء للغاية" بتبني القصص غير الموثقة، التي وزعتها "مجموعة مُحددة" حول البرامج البحثية الحكومية السرية عن الأجسام الطائرة المجهولة. 

وتشمل هذه القصص الادعاءات التي أطلقها مسؤول المخابرات الأمريكية السابق ديفيد جروش، في العام الماضي حول مركبات غريبة سليمة و"مواد بيولوجية" غير بشرية، أو مواد بيولوجية، مخزنة في منشأة نائية.

وأضاف: إنهم بعض الأشخاص الذين كانوا يعملون خلف الكواليس مع الكونجرس لكتابة التشريعات. وقد عملوا مع الجيش الأمريكي لاستكشاف قطعة من المواد التي يزعمون أنها UAP أو أجسام طائرة غير معروفة المصدر، وهي في الحقيقة قطعة من غلاف صاروخ من الخمسينيات.

وقال إن هؤلاء الأشخاص دفعوا مسؤولين مثل جروش للإدلاء بشهادات حول هذه الأجسام "وهؤلاء تقدموا ليقولوا: مرحبًا، ليس لدي أي دليل مباشر، لكن كل هؤلاء يخبرونني بذلك".

 ورفض كيركباتريك تحديد هوية "الأشخاص" الذين تحدث عنهم بالاسم. لكنه وافق على ما قاله بيرجن بأن "المؤامرة الفعلية تنفذها مجموعة لإشراك الحكومة في أعمال التحقيق حول الكائنات الفضائية". حسب ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وقال كيركباتريك: "أفضل شيء يمكن أن يحدث في هذه الوظيفة هو أنني وجدت الكائنات الفضائية، وكان بإمكاني إخراجهم، لكن لا يوجد شيء. لا يوجد دليل على وجود كائنات فضائية، ولا يوجد دليل على مؤامرة الحكومة".

أنصاف حقائق

كتب بيرجن، مراسل الأمن القومي لشبكة CNN، في مقاله حول الحلقة: "منذ أن تمت صياغة مصطلح "الطبق الطائر" لأول مرة، نشأ الكثير من التفكير التآمري حول الأجسام الطائرة المجهولة من قِبل أشخاص يلتقطون لمحات من طائرات أمريكية شديدة السرية ويريدون إجابات. وعندما لا تقدم الحكومة إجابات، يتولى الخيال العام المسؤولية".

وفي مقال استقالته الذي نشرته مجلة "ساينتفيك أمريكان" الأسبوع الماضي كتب المدير السابق لمكتب حل الظواهر الغامضة الشامل: "ما يثير القلق هو استعداد البعض لإصدار أحكام واتخاذ إجراءات بشأن هذه القصص دون رؤية أو حتى طلب أدلة داعمة، وهو إغفال يصبح أكثر إشكالية عندما تكون الادعاءات غير عادية للغاية".

وأكد أن بعض أعضاء الكونجرس "يفضلون إبداء آرائهم حول الكائنات الفضائية للصحافة بدلاً من الحصول على إحاطة مبنية على الأدلة حول هذه المسألة".

وأكد في الحلقة الإذاعية أن مهمة المكتب الذي ترأسه تمثلت في "استخدام إطار علمي صارم ونهج قائم على البيانات لجمع وتقييم تقارير ومشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة التي تعود إلى عقود مضت".

لكن، حسب قوله، هذه التقارير "قد أعاقتها التحريفات وأنصاف الحقائق وغيرها من المعلومات الخاطئة من مصادر غير موثوقة".

وقال: "هناك أشخاص يتحدثون مع أشخاص يأتون لرواية القصة، أو إخبار وسائل الإعلام، ويأتي أشخاص آخرون، لكن اتضح ألا أحد منهم لديه أي دليل أو معرفة مباشرة. إنهم جميعًا ينقلون القصص التي سمعوها من أشخاص آخرين".

وأوضح كيركباتريك إن ما تمكن فريقه من استنتاجه هو أن ما لا يقل عن 90% من مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة المسجلة، بما في ذلك بعض مقاطع الفيديو للمواجهات العسكرية التي رفع البنتاجون عنها السرية في السنوات الأخيرة، لها تفسير منطقي تمامًا.

ويقول إن تحقيقاته وجدت أن معظم مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة كانت ذات تكنولوجيا متقدمة تحتاج حكومة الولايات المتحدة إلى إبقائها سرية، أو طائرات تستخدمها الدول المنافسة للتجسس على الولايات المتحدة أو طائرات بدون طيار مدنية حميدة وبالونات.

وأكد أنه: "في معظم الأوقات، عندما لا نتمكن من تقديم تفسير، يكون ذلك بسبب نقص البيانات، المتسقة والثابتة والمسجلة التي يمكنك وضعها في جهاز كمبيوتر ويمكنك إجراء التحليل عليها".

ولفت كيركباتريك إلى أن هناك من هم غير المرجح أن يقبلوا التفسيرات العلمية على الإطلاق.