الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لا يحضر خطاب "حالة الاتحاد".. "الناجى المعين" يرأس أمريكا حال وقوع الكارثة الكبرى

  • مشاركة :
post-title
الناجى المعين لم يحضر خطاب حالة الاتحاد

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يتساءل كثيرون لماذا غاب وزير التعليم الأمريكي ميجيل كاردونا، عن خطاب حالة الاتحاد، الذي ألقاه الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام الكونجرس؟

وحقيقة الأمر أن هذا الغياب كان متعمدًا، فكاردونا هو "الناجي المعين" هذا العام، فخلال خطاب حالة الاتحاد تتبع الولايات المتحدة نظامًا يقضي بغياب وزير عن الخطاب، وهو تقليد بدأ في الخمسينيات من القرن الماضي نتيجة الخوف من وقوع هجوم نووي خلال الحرب الباردة.

وبموجب هذا التقليد الذي يعود تاريخه إلى الحرب الباردة، والخشية من وقوع هجوم نووي، يبقى أحد أعضاء الحكومة الأمريكية بعيدًا عن مبنى الكابيتول، خلال خطاب الرئيس السنوي أمام جلسة مشتركة للكونجرس.

وهذه المهمة التي أوكلها البيت الأبيض لكاردونا هذا العام تعني أنه سيكون الشخص الذي يتولى قيادة البلاد في حال حدث هجوم قضى على الرئيس والحكومة الأمريكية بأكملها خلال إلقاء الخطاب في مبنى الكابيتول.

والهدف من تعيين ناج هو أن يكون هناك مسؤول كبير على قيد الحياة في حال وقعت كارثة، وقضت على القيادة الأمريكية العليا، أي الرئيس ونائبه وأعضاء الحكومة ورئيسي مجلس النواب والشيوخ وأعضاء المحكمة العليا الذين يجتمعون في المكان نفسه لسماع الخطاب.

وكاردونا مدرس سابق للصف الرابع، حصل على الدكتوراه وعمل مفوضًا للتعليم في ولايته كونيتيكت، قبل أن يعينه بايدن في حكومته.

ويكون "الناجي المعين" رئيسًا للبلاد في حال وقع حدث ينجم عنه عجز من هم في سلسلة خلافة الرئيس عن أداء مهامهم، لكن في حال نجا من هو أعلى منه رتبة، يتولى الأخير هذه المهمة، وفق شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

وتسلسل الخلافة، بحسب "سي. إن. إن" بعد الرئيس يأتي كالتالي، نائب الرئيس، رئيس مجلس النواب، رئيس مجلس الشيوخ المؤقت، وزير الخارجية، وزير الخزانة، وزير الدفاع، وزير العدل، وزير الداخلية، وزير الزراعة، وزير التجارة، وزير العمل، وزير الصحة والشؤون الإنسانية، وزير الإسكان، وزير النقل، وزير الطاقة، وزير التعليم، وزير شؤون المحاربين القدامى، وزير الأمن الداخلي.

وألهمت هذه الفكرة صناع الدراما فهناك مسلسل أمريكي يحمل هذا الاسم "Designated Survivor" بدأ عرضه عام 2016، يروي قصة وزير للإسكان الذي تم تعيينه "الناجي المعين" خلال خطاب حالة الاتحاد، ثم يجد فجأة نفسه مكلفًا برئاسة البلاد، بعد تعرض أعضاء الحكومة لهجوم.

وظهرت أيضا الفكرة في مسلسل The West Wing الذي عرض عام 1999، ويروي تكليف وزير الزراعة بمهمة "الناجي المعين".

وتشير "سي إن إن" إلى أنه لم يتم تعيين أي وزير تعليم من قبل، في حين تم تحديد "الناجي المعين" ثلاث مرات من وزارة شؤون المحاربين القدامى، وكان ذلك في عهد رؤساء جمهوريين.

وكان الرؤساء الديمقراطيون الوحيدون الذين عينوا وزراء للصحة والنقل والأمن الداخلي خلال خطاب "حالة الاتحاد".

ويقول مركز الدستور الوطني، إن الدستور لا ينص صراحة على تعيين هذا الشخص، ولكن هذه الممارسة كانت تقليدا بدأ في خمسينيات القرن الماضي، بسبب مخاوف من وقوع هجوم نووي خلال الحرب الباردة.

ولم يتم تحديد اسم الشخص الذي كانت توكل إليه هذه المهمة، حتى عام 1981، عندما أعلن اسم تيريل بيل، وزير التعليم في عهد الرئيس الراحل، رونالد ريغان.

ومنذ ذلك الحين، يتم تحديد "الناجي المعين" ليس فقط في جلسات "حالة الاتحاد"، ولكن أيضًا في حفلات التنصيب، والخطب الرئاسية في الجلسات المشتركة للكونجرس، وفق موقع مركز الدستور الوطني.

وأيضا خلال السنوات الماضية، تم توكيل بعض أعضاء الكونجرس بالتغيب عن خطاب حالة الاتحاد كإجراء احترازي. والرئيس هو من يتخذ القرار بشأن من يتغيب من الإدارة لتولي المهمة. وتقول خدمة أبحاث الكونجرس إن أغلب من تولوا المهمة، منذ عام 1984، كانوا وزراء الداخلية والزراعة والتجارة.