ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن خطابه الثالث عن حالة الاتحاد، والذي يعد من بين أهم الخطابات التي يلقيها خلال رئاسته وهو يتجه نحو إعادة انتخابه، وانتظر حتى نهاية خطابه لمواجهة السؤال السائد في أذهان العديد من الناخبين حول عمره.
وأصبح النقاش حول السن والصحة العقلية للمرشحين الرئاسيين في الولايات المتحدة موضع اهتمام كبير في الآونة الأخيرة، وخاصة بالنسبة للرئيس الحالي جو بايدن، البالغ من العمر 81 عامًا، إذ إن تقدمه في السن، أثار بعض المخاوف حول قدرته العقلية والصحية على القيام بمهام منصبه بفعالية لفترة ولاية ثانية كاملة.
عمر الرئيس الأمريكي
وقال "بايدن" مازحًا في كلمته الختامية خلال خطاب حالة الاتحاد: "أنني هنا منذ فترة، وعندما تصل إلى عمري، تصبح بعض الأمور أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، أنا أعرف القصة الأمريكية".
ومع تزايد المخاوف بشأن عمره وذاكرته، وجد "بايدن" نفسه يلعب دور الدفاع بعد مزاعم حول حالته العقلية، إذ سلط المستشار الخاص روبرت هور الضوء على ضعف لياقته العقلية، وذكر –في تقرير سابق- أن "بايدن" كافح من أجل تذكر التواريخ الرئيسية والعام الذي توفي فيه ابنه، مما دفع هور إلى وصفه باعتباره "رجلًا مسنًا حسن النية وذو ذاكرة ضعيفة"، وهو ما ينفيه بايدن.
واختتم بايدن حديثه قائلًا: “إن المشكلة التي تواجه أمتنا ليست في عمرنا، بل في عمر أفكارنا، الكراهية والغضب والانتقام والقصاص هي من أقدم الأفكار، لكن لا يمكنك قيادة أمريكا بأفكار قديمة لا تؤدي إلا إلى العودة إلى الوراء، لكي تقود أمريكا، تحتاج إلى رؤية لمستقبل ما يمكن أن تكون عليه وما ينبغي لها أن تكون عليه".
شكوك حول صحته العقلية
في أكتوبر الماضي، أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب -المرشح الجمهوري الأوفر حظًا- تساؤلات حول حالته العقلية، عندما أشار بشكل غير صحيح إلى رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوروبان، باعتباره زعيم تركيا. وتكرر الأمر حينما قال بايدن إنه التقى مؤخرًا الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران الذي توفي منذ 30 عامًا بدلا من الرئيس إيمانويل ماكرون، وذلك أمام حشد من المواطنين في لاس فيجاس بولاية نيفادا.
كما اختلط الأمر على بايدن بين زعيمة أوروبية، وسلفها المتوفى، إذ قال خلال مناسبة انتخابية إنه التقى المستشار الألماني هيلموت كول الذي توفي عام 2017، بدلًا من أنجيلا ميركل.
قلق الناخبين
تظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين الأمريكيين يشعرون بقلق متزايد بشأن عمر بايدن الذي سيكون 82 عامًا في بداية ولايته الثانية، و86 عامًا في نهايتها.
ويبدو الناخبون أقل قلقًا بشأن عمر منافسه المحتمل الجمهوري دونالد ترامب، البالغ 77 عامًا الذي يترشح لولاية رئاسية أخرى، لكنه ارتكب أيضًا بعض الأخطاء.
مخاوف خطيرة
وأثار طبيب سابق في البيت الأبيض و83 عضوًا جمهوريًا آخر في مجلس النواب الأمريكي، "مخاوف خطيرة" بشأن القدرات الإدراكية للرئيس جو بايدن، قائلين إنه يجب اختباره لإثبات لياقته للمنصب، بعد أن أشار تقرير المدعي العام، إلى أنه كبير في السن ومرتبك بحيث لا يمكن محاكمته.
وكتب النائب الأمريكي، روني جاكسون، وهو جمهوري من ولاية تكساس عمل طبيبًا للبيت الأبيض في عهد الرئيسين السابقين، دونالد ترامب وباراك أوباما، رسالة إلى بايدن يدعو فيها الأخير لإجراء اختبار إدراكي، وفقًا لما أفادت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية.