كشف استطلاع رأي أجرته وسائل إعلام إسرائيلية، عن تأييد غالبية الإسرائيليين لخطة القاهرة في وقف إطلاق النار، عقب 5 أشهر من الحرب المستعرة في قطاع غزة، بينما طالبوا الأحزاب المعارضة بضرورة إجراء انتخابات فورية وتغيير الحكومة.
ومنذ اندلاع الهجوم الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة، عقب أحداث طوفان الأقصى، الذي كان نتاج القمع الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، عملت مصر بشكل مكثف على إنهاء معاناة الفلسطينيين ووقف إطلاق النار، وقامت بحشد العالم في قمة "القاهرة للسلام 2023" بمشاركة عدد كبير من الملوك والرؤساء والمنظمات العربية والإقليمية والدولية، كما وقفت حائط صد ضد أي محاولات لتهجير الأشقاء من غزة، وأخيرًا استضافت محادثات بين الطرفين، ورسمت خططًا لوقف الحرب قبل رمضان.
خطة القاهرة
وفي استطلاع رأي أجرته القناة الـ 13 الإسرائيلية، أيد 43% من الإسرائيليين خطة القاهرة لصفقة الرهائن، والتي تتضمن إطلاق سراح 45 مختطفًا، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى وتهدئة طويلة الأمد للقتال، بعد 5 أشهر من اندلاع الحرب، حيث مازال هناك 134 محتجزًا لدى الفصائل الفلسطينية في القطاع المحاصر والمدمر بالكامل.
واستشهد حتى الآن أكثر من 30 ألفًا، أغلبهم من النساء والأطفال، بينما أُصيب 70 ألفًا آخرون، بجانب تدمير هائل في البنية التحتية وأكثر من 60% من المباني في الشمال والجنوب، وبسبب عدم وجود مقومات للحياة، نزح قرابة 80% من السكان - ما يقرب من مليون ونصف المليون فلسطيني- في مخيمات وملاجئ بمدينة رفح الفلسطينية، المكتظة أساسًا بالسكان، إذ أصبحوا يقيمون على مساحة 20% فقط من أراضي غزة.
انتخابات مبكرة
وعلى خلفية التظاهرات المناهضة لحكومة الاحتلال، بسبب الفشل في إنهاء الحرب وتحرير المحتجزين، والتسبب في غضب عالمي واسع ضد إسرائيل، أيد 49% من أفراد العينة خطوات المعارضة التي تهدف لإجراء انتخابات فورية واستبعاد حكومة نتنياهو، وأكد 38% من المستطلعين إن وضعهم الاقتصادي قد تغير إلى الأسوأ بعد الحرب.
وتسعى إسرائيل إلى مداهمة مدينة رفح الفلسطينية منذ أسابيع، وطالبت السكان بالإخلاء الفوري، وسط مزاعم بوجود ممرات وملاجئ آمنة، وهو الأمر الذي عارضه الكثير من دول العالم على رأسهم مصر وتركيا، حيث كشفت المجزرة التي ارتكبها الاحتلال منذ فترة، من أجل تحرير محتجزين اثنين فقط، بحسب الجارديان البريطانية، أن تلك العملية البرية وعدد القتلى المدنيين فيها، يسلط الضوء على المخاطر الهائلة التي تهدد حياة الفلسطينيين في حال شن هجوم إسرائيلي على رفح الفلسطينية.
النصر المزعوم
وكشف الاستطلاع عن وجود حالة كبيرة من الانقسام بين الشعب الإسرائيلي، حول الإيمان بفكرة النصر الكامل، التي وعدهم بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كما انقسموا أيضًا حول المسؤول الذي من المفترض أن يتحمل مسؤولية الإخفاق عن أحداث 7 يناير، فمنهم من اتهم نتنياهو بالتسبب في الكارثة التي حلت بهم، بينما يلقي آخرون اللوم على رؤساء الأجهزة الأمنية على رأسهم رئيس الأركان ووزير الدفاع.
وتكافح مصر من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لضغوط هائلة من قبل الاحتلال، الذي يستغل المساعدات الإنسانية والإغاثية كورقة مساومة من أجل تنفيذ أجندته، وتهدف القاهرة إلى حماية المدنيين، وتحقيق إنجاز في صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وإدخال عدد كبير من القوافل الإنسانية والمساعدات والوقود إلى قطاع غزة.