الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

معركة ضد المستقبل.. بوتين يسعى لرفع معدل المواليد بأي ثمن

  • مشاركة :
post-title
روسيا تواجه أزمة ديموغرافية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، ينشغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برفع معدل المواليد بأي ثمن، لمواجهة الأزمة الديموغرافية التي تعاني منها بلاده مع ارتفاع نسب الشيخوخة بين السكان.

شيخوخة سكانية

موقع منظمة "فير أوبزرفر" الدولية الأمريكية، أعد تقريرًا حول مستقبل الدولة الروسية وسط أزمة ديموغرافية مع انخفاض المواليد، موضحًا أنه "إلى جانب الاتجاه طويل المدى لشيخوخة السكان، فإن الطلب على الجنود وانهيار تدفقات المهاجرين يدفعان البلاد إلى أزمة ديموغرافية"، بحسب مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية.

ويشير اقتصاديون إلى أن هذه الضغوط سوف تجتمع على المدى المتوسط ​​لتؤدي إلى انخفاض إنتاجية العمل، لافتين إلى أن "بوتين" منشغل برفع معدل المواليد بأي ثمن، ويواصل الكرملين كفاحه ضد العلاقات المثلية والإجهاض بينما يعمل على تشجيع الأسر التقليدية، وأعلن الرئيس بوتين عام 2024 عامًا للأسرة وخصص جزءًا كبيرًا من خطابه الرئاسي لعام 2024 لدعم الأسر الكبيرة.

انخفاض المواليد في روسيا

وتظهر كل من الإحصاءات الحكومية والمؤشرات غير المباشرة أن معدل المواليد في روسيا انخفض منذ 2016-2017، وعلى سبيل المثال، يشتكي ناشرو الكتب من تلاشي جمهور كتب الأطفال بحلول عام 2027.

ويتوقع علماء السكان انخفاضًا بنسبة 23% في الفئة العمرية الرئيسية التي تتراوح أعمارها بين 5 إلى 9 سنوات، بناءً على نفس الانخفاض في نسبة صفر إلى 9 سنوات في أربع فئات عمرية بين عامي 2017 و2022.

ومع تحول المجتمع الروسي إلى الحداثة، وانتقال الناس إلى المدن، أصبحوا أكثر تعليمًا، وأقل إنجابًا للأطفال، ولكن هناك سبب آخر وراء انخفاض معدل المواليد في روسيا اليوم وهو أن بوتين يحتاج إلى الجنود والعمال في مصانع المجمع الصناعي العسكري، وأن عدداً أقل من الروس اليوم يريدون أن يكبر أطفالهم ليصبحوا جنودًا وعمالًا.

فلاديمير بوتين
نقص العمالة

ومن ناحية أخرى، أدى انخفاض عدد السكان في سن العمل بسبب شيخوخة السكان في المقام الأول ودخول أعداد أصغر إلى سوق العمل إلى نقص هائل في العمالة، ففي عام 2023، كان هناك مليوني وظيفة شاغرة أكثر من عدد العمال. ووفقًا لتوقعات المتخصصين في سوق العمل وعلماء السكان، بحلول عام 2035، سينخفض ​​عدد العاملين الروس بمقدار ثلاثة إلى أربعة ملايين، وستنخفض نسبة الشباب في سوق العمل بشكل مطرد، وسيظل مستوى التعليم بين القوى العاملة في حالة ركود.

وفي ظل السيناريو الأكثر تشاؤمًا الذي صاغته خدمة الإحصاءات الحكومية، بحلول عام 2046، سوف يتقلص عدد سكان روسيا بإجمالي 15.4 مليون نسمة، أي ما يعادل 15.4 مليون نسمة. متوسط ​​الانخفاض السنوي في عدد السكان 700.000.

قنبلة موقوتة

وأوضح التقرير أن الجهود التي تبذلها الحكومة الروسية لمعالجة هذه القنبلة الديموغرافية الموقوتة أصبحت سخيفة على نحو متزايد، ولن يؤدي أي حظر على عمليات الإجهاض التي ليست شائعة في روسيا أكثر من الدول الأوروبية المتقدمة إلى إنعاش معدل المواليد، ولن ينجح أيضًا إقناع الناس بالانتقال إلى المناطق الريفية ليعيشوا حياة تقليدية، نظرًا لأنه من الصعب إعالة أسرة عددها كبير.

ورأى التقرير أن مشروع بوتين المكلف في أوكرانيا أدى إلى زرع حقل ألغام في ظل المستقبل الديموغرافي للبلاد، لذلك فإن حرب بوتين هي معركة ضد المستقبل.