الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الضاحك الباكي" في عيون صنّاعه.. تجسيد لحياة نجيب الريحاني ومرحلة من تاريخ مصر

  • مشاركة :
post-title
الضاحك الباكي

القاهرة الإخبارية - إنجي سمير

تقديم شخصية فنية ثرية في عمل درامي ليس بالمهمة السهلة لأي صانع دراما، سواء ممثلًا أو مخرجًا أو مؤلفًا، فالمقارنات جاهزة وحالة الترقب قبل وبعد وأثناء عرض العمل حاضرة، خصوصًا إذ كان عملًا فنيًا عن نجيب الريحاني، واضع أسس المسرح المصري التي سار عليها بعد ذلك عبد المنعم مدبولي وعادل إمام وفؤاد المهندس، على حد وصف الأخير.

قَبِلَ المخرج المصري محمد فاضل خوض المغامرة لتقديم السيرة الذاتية لنجيب الريحاني بالتعاون مع المؤلف محمد الغيطي، مستعرضًا جميع مراحل حياته منذ الطفولة وحتى مفارقة الحياة، مع تقديم الشخصيات التي أثرت فيه، ورافقهما الفنان المصري عمرو عبد الجليل مجسدًا شخصية الفنان الراحل، إضافة إلى الفنانة المصرية فردوس عبد الحميد التي جسدت دور والدته.

التقى "القاهرة الإخبارية" بصنّاع مسلسل "الضاحك الباكي" ليتحدث كل منهم عن هذه التجربة الدرامية التي انتهى عرضها أخيرًا، إذ أعربت فردوس عبد الحميد عن سعادتها بردود الفعل الإيجابية التي تلقتها عقب عرض مسلسل "الضاحك الباكي"، وأنها لم تهتم على الإطلاق بأي جدل أثير حول دورها في العمل، خصوصًا بمواقع التواصل الاجتماعي، فلا تهتم بأشخاص لا تعرف أغراضهم أو هويتهم كما وصفتهم، ولا يعنيها إلا النقد الهادف الذي يطلق آراءه بكل حيادية واحترام وليس التجريح.

عمرو عبد الجليل: لم أقلد نجيب الريحاني

راهن الفنان المصري عمرو عبد الجليل على أن يقترب أكثر من روح نجيب الريحاني، إذ قال إنه حرص على عدم تقليد الفنان الشهير بـ"كشكش بيه"، معتبرًا أن هذا الأمر كان سيضره كثيرًا، لذا ركّز أكثر على ملامح الشخصية وطريقة أدائها وروحها.

وأضاف أن المخرج محمد فاضل ساعده كثيرًا في هذا الأمر، إذ كان يشعر بأنه في أيدي أمينة، خاصة بعد أن عقد معه العديد من جلسات العمل قبل التصوير، الأمر الذي يفتقده في الوسط الفني، إضافة إلى أن السيناريو كان مكتملًا تمامًا قبل التصوير، وهذا مهم للغاية.

فردوس عبد الحميد: قدمت شخصية والدته بكل تفاصيلها

توضح الفنانة المصرية فردوس عبد الحميد أنها ليست المرة الأولى التي تقدم فيها مسلسلات السيرة الذاتية، إذ سبق أن قدمت من قبل شخصية هدي شعراوي في مسلسل "مصر الجديدة" عام 2004 وغيرها من الشخصيات، مشيرة إلى أنها تحرص في البداية على مذاكرة الشخصية التي تجسّدها ومعرفة أبعادها، وتتعمق فيها وتتقمصها، وعندما ذاكرت شخصية والدة نجيب الريحاني وجدت نفسها فيها ودخلت في أجواء حياتها بشكل كبير، وتعايشت معها، وهذا ما يحدث في كل الأعمال التي تقدمها، لأنه لابد من تقديم الشخصية بكل جوانبها ونفسيتها وشكلها، مؤكدة أنها تعشق الفن وتحترمه، وتحاول بكل الطرق تقديمه بالشكل اللائق.

وأضافت "فردوس" أنها في الحقيقة تحب الفنان الراحل نجيب الريحاني حيث تسميه "شارلي شابلن العرب" لأنه كان شخصية فريدة، وبالفعل هو "الضاحك الباكي"، ويستطيع أن يُضحِك مَن أمامه، وفجأة يجعله يبكي، وهذه موهبة لا يمتلكها أي فنان.

وترى "فردوس" أن الفنان الراحل عانى كثيرًا في حياته، فمنذ طفولته تعاملت معه والدته على أنه رجل البيت المسؤول عن تأمين حياة الأسرة ماديًا، وبالتالي تحمّل الكثير من الهموم، وكان يتعامل مع هذه الأمور الصعبة بسخرية ولكنها سخرية ممزوجة بالمرارة، إذ نشعر، وهو يقدم المشاهد الكوميدية أن بداخله شرخًا وجرحًا كبيرًا.

وأشارت "فردوس" إلى أنها تستمتع كثيرًا بالتعاون مع المخرج محمد فاضل؛ لأنه يُحضّر كل شيء ويريد أن يقدم جميع الممثلين في أفضل صورة، بالإضافة إلى اهتمامه بجميع التفاصيل، ويشتركان معًا في حب الفن.

أما عما أثير حول ظهورها في مرحلة سنية أصغر مما هي عليه، قالت إن تقديمها دور والدة نجيب الريحاني في مرحلة الشباب كان في الحلقة الأولى فقط، وأرادت من خلالها العبور للشخصية وتوضيح معيشتهم الثرية قبل تدهور الحال بهم، مضيفة: "نحن نقدم تاريخ هذه الشخصية قبل المعاناة"، لافتة إلى أنها كانت تريد الاستعانة بممثلة أخرى تؤدي الشخصية في مرحلة الشباب، ولكن أخبروها بأن هناك قفزة سريعة في المرحلة العمرية للشخصية.

محمد فاضل: استعرضنا حياة مصر الثقافية والاجتماعية

يؤكد المخرج محمد فاضل أنه سعيد بردود الفعل على العمل، خاصة أنه لم يتم تقديم عمل يتناول السيرة الذاتية للفنان الراحل نجيب الريحاني من قبل، مشيرًا إلى أنه أحب الموضوع كثيرًا وتحمّس له منذ قراءة السيناريو، فهو من خلاله لم يقدم شخصية نجيب الريحاني فقط ولكنه استعرض حياة مصر الثقافية والفنية والسياسية في النصف الأول من القرن العشرين، الذي شهد العديد من التحولات في العالم، وتطورًا كبيرًا خاصة في الثقافة والفنون والكفاح من أجل الاستقلال.

وأوضح أن نجيب الريحاني وسيد درويش وغيرهما من الفنانين كان لهم دور وطني مهم للغاية في تاريخ مصر والحركة الوطنية، وهذا ما حمّسه للعمل لتقديم تاريخ مصر في هذه الفترة، ليخدم دور الدراما الكبير في التثقيف والتوجيه.

وأكد "فاضل" أن من أكثر التحديات التي قابلته في العمل أن أحداثه تدور منذ أكثر 100 عام، ولا توجد أي معالم بصرية من هذه الفترة الآن، مما اضطرهم إلى بناء ديكور شارع عماد الدين بما يتضمنه من مسارح ومعالم في هذه الفترة، أما التحدي الآخر فتمثل في اختيار الممثلين، خاصة أنه يبتعد عن الاعتماد على التشابه الشكلي قدر اهتمامه بالشخصية، كما فعل سابقًا في فيلم "ناصر 56"، وهو ما يمثل "أسلوبي الإخراجي دائمًا في تناول الأعمال التاريخية، فلابد من اقتراب الممثل من الشخصية التي يقدمها وألا يكون مختلفًا عنها تمامًا، ويقدمها بروحها وليس تقليدًا لها".

وانتقد "فاضل" جزءًا كبيرًا من ردود الفعل التي لم يعجبها المسلسل، ووصفها بـ "التربص بالعمل الفني"، مشيرًا إلى أن هناك من علّق على العمل بمواقع التواصل الاجتماعي قبل بدء الحلقة الأولى، متسائلًا: هل يجوز النقد قبل انتهاء الحلقة الأولى؟

وأكد مخرج المسلسل أنه اعتاد على مثل هذه الأمور، ولا تشكّل له إزعاجًا، بل يهمه في المقام الأول جودة العمل الفني، مشيرًا إلى أنه كان يُصوّر مشاهد من المسلسل وقت عرضه، وهذا تحدٍ كبير له، وكان الممثل الذي يريد تغيير شكله من مرحلة لأخرى يستغرق ساعة على الأقل.

وأوضح أن الجدل الذي حدث بسبب ظهور النجمة فردوس عبد الحميد مجسدة والدة نجيب الريحاني في مرحلة الشباب في 7 مشاهد فقط بحلقة واحدة لا يستحق كل هذه الضجة.

وسوم :