الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شرعية الحكومة الأوكرانية في خطر.. سيناريوهات ما بعد كارثة الانهيار العسكري

  • مشاركة :
post-title
مصير الحرب الأوكرانية ربما لا يزال غامضا

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بعد سنوات من المعركة، ربما يكون الخط العسكري الأوكراني على وشك الانهيار، وربما لن يتغير الكثير، فروسيا لن تكون على استعداد للمخاطرة بإثارة التدخل الغربي من خلال الاستيلاء على المزيد من الأراضي، لكن الانهيار قد يؤدي أيضًا إلى تحطيم شرعية الحكومة الأوكرانية.. فهل تتمكن الروح المعنوية الوطنية في أوكرانيا من النجاة من كارثة عسكرية؟

مستقبل الحرب

موقع منظمة "فير اوبزرفر" الدولية الأمريكية أعد تقريرًا حول مستقبل الحرب في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن هناك تحولًا ملحوظًا في التغطية الإعلامية الغربية للحرب بين روسيا وأوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، مع بعض الاستثناءات.

وأوضح أن التقارير والتعليقات الإعلامية كانت تعتمد بشكل وثيق على المصادر الأوكرانية الرسمية، ونتيجة لذلك، اتسمت بتفاؤل لا هوادة فيه، والآن بدأت تترسخ وجهة نظر أكثر واقعية، مدفوعة بعدة عوامل، منها فشل الهجوم الأوكراني في صيف عام 2023؛ والمكاسب الروسية المستمرة والمتزايدة، والشكوك المستمرة حول استمرار المساعدات الأمريكية.

طريق مسدود

ومع كل هذه التطورات، يفكر المتفرجون الآن في إمكانية الوصول إلى طريق مسدود طويل الأمد، واعترفت العديد من المصادر العام الماضي بأن هذا كان أكثر احتمالًا من تحقيق النصر الأوكراني المباشر، وأنه من خلال التخمين أكثر، قد نبدأ في النظر ليس فقط إلى الجمود، بل أيضًا إلى الانهيار العام للخط الأوكراني، وفق التقرير.

ورغم أن مصائر الحرب غامضة دائمًا، إلا أنه يجب علينا أن نأخذ في الاعتبار المسارات التي قد تتخذها الأمة إذا حدث هذا الانهيار، فما النتائج التي يمكن أن نراها بالنسبة لأوكرانيا؟

أفراد من الجيش الأوكراني يبحثون عن قذائف غير منفجرة

سيناريو التغيير

أحد السيناريوهات المعقولة هو أنه لن يكون هناك تغيير يذكر، حيث إن روسيا تسيطر بالفعل على ما يكفي من الأراضي الأوكرانية لتحقيق معظم الأهداف الرئيسية التي دفعتها إلى الحرب، وتحتاج إلى تقدم محدود نسبيًا لاحتلال ما تبقى من أراضي دونيتسك ولوهانسك الأوكرانية، وهو ما من شأنه أن يفي بوعود روسيا لحلفائها في منطقة دونباس.

وأتاحت السيطرة الروسية على منطقة خيرسون لها بالفعل كسر الحصار الذي تفرضه أوكرانيا على شبه جزيرة القرم، ومعالجة القضايا الاقتصادية وقضايا إمدادات المياه التي طرحها هذا الحصار.

وحتى لو فسرت روسيا مرسوم الضم الخاص بها على أنه يتطلب الاحتلال الكامل لخيرسون وزابوريجيا، فضلًا عن دونيتسك ولوهانسك، فإن الغزو الجديد سوف يكون محدودًا، فروسيا ببساطة ليست في حاجة إلى احتلال مساحات شاسعة من أوكرانيا لتحقيق أهدافها الحربية.

عاملان يعوقان روسيا

ومع ذلك، هناك عاملان يعوقان احتمال زيادة الشهية الروسية، هما التهديد بالمواجهة الغربية والتمرد الأوكراني.

أولًا، يظل رد فعل الغرب متغيرًا لا يمكن التنبؤ به، ومن الممكن أن تؤدي المكاسب الروسية السريعة والضخمة إلى تجديد الاستثمار الغربي في الحرب، بل ويمكن أن يؤدي ذلك إلى انتشار قوات حلف شمال الأطلسي.

ثانيًا، تنتشر النزعة القومية الأوكرانية المناهضة لروسيا في غرب أوكرانيا، كلما اتجه المرء نحو الغرب، أصبح أقوى، وحتى الآن خلال الحرب، تمكنت روسيا من تجنب الصعوبات مع التمرد، وإدارة الأراضي التي احتلتها بتكلفة منخفضة نسبيًا.

أوكرانيا منزوعة الشرعية

هناك سيناريو آخر معقول، فانهيار المؤسسة العسكرية الأوكرانية سوف يكون كارثيًا على سلامة الشعب، والفشل في الوقوف ضد روسيا من شأنه أن يعرّض شرعية الدولة الأوكرانية للخطر، لأن النظام الحالي يستمد شرعيته من الجاذبية القومية لمقاومته لروسيا، وليس أمامها الكثير لتقف عليه، نظرًا لفشلها في تحقيق أي إنجاز في أي مجال آخر.

وختم التقرير بالإشارة إلى أن صمود أوكرانيا كان مشروطًا بتوقعات غير واقعية لكنها متأصلة بأن تحقيق نصر شامل على روسيا من شأنه أن يسفر عن امتيازات مذهلة أخرى، منها أن الشعب يرغب في الحصول على مساعدات غربية مستدامة، والاندماج السريع في الاتحاد الأوروبي، وتحقيق التقدم السريع الذي من شأنه أن يعيد اقتصاد أوكرانيا سريعًا إلى مستواه السابق بل وإلى مستويات أعلى بكثير.