الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بشارة واكيم.. المحامي الذي رفض الزواج وعشِق الفن

  • مشاركة :
post-title
بشارة واكيم

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

عشق بشارة واكيم الفن منذ الصغر، تعلق بكل ماله علاقة بهذا العالم، فرغم أن ظروف الحياة قادته للالتحاق بـ مدرسة الحقوق سنة 1917، لكن بعد تخرجه بعامين رأى أن هذا الطريق لا يشبهه، ولا يشعر بشغف تجاه تلك المهنة التي فرضتها عليه حياته، فقرر أن يترك كل هذه السنوات خلفه، ويذهب إلى شغفه، واختار الفن، وحرص أن يصبح نجمًا؛ رغم رفض عائلته لهذا الأمر، ولكن هذا الشاب الحالم صنع تاريخًا عنوانه "بشارة واكيم".

صعوبات مشواره

تعرض "واكيم" الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1890 بالقاهرة، إلى العديد من الصعوبات في حياته، فدخوله مجال الفن لم يكن بالأمر السهل سواء على أسرته أو إيجاد فرصة مناسبة له، وبعد سعي طويل تمكن من الالتحاق بفرقة جورج أبيض، ليحصل على فرصة المشاركة بأحد المشاهد التي استلزمت حلق شاربه، ولكن هذه المشاركة لم تمر مرور الكرام على عائلته، ليطرده شقيقه من المنزل، ويصفه بـ"المشخصاتي"، ولكن ما حدث لم يُضعف عزيمة الفنان الشاب، وذهب للمبيت في أحد ردهات المسرح ليُكمل مشواره.

المسرحيات الفرنسية

بدأ "واكيم" يتردد على مسارح عماد الدين بحثًا عن فرصة، وقام بترجمة مسرحيات بالفرنسية لصالح فرقة فاطمة رشدي وعزيز عيد، بجانب عمله في فرقة جورج أبيض وتقديمه لمسرحيات باللغة الفرنسية، ومع كل فرصة كان يأخذ منها الراحل جزءًا يضيفه على موهبته.

جاءت للراحل فرصة للانضمام إلى فرقة عبدالرحمن رشدي، وهنا بدأ اسمه يبرز على الساحة الفنية، وشارك في عدد من المسرحيات المهمة منها "شمشون ودليلة" وغيرها، وبعدها طلبت منيرة المهدية أن تلحقه بفرقتها فشارك في مسرحية "الغندور"، لتكون تلك اللحظة نقطة انطلاقة قوية في مسيرة هذا النجم الناشئ، فقد استمر عرض المسرحية 3 شهور، لتأتي بعدها فرصة المشاركة مع فرقة نجيب الريحاني، وانطلق مشواره بقوة، ووقف أمام يوسف وهبي بعد أن كان يقوم بترجمة المسرحيات التي تقدمها الفرقة.

السينما

لم يتوقف "واكيم" عند المسرح فقط، بل حرص على الانطلاق إلى السينما، وكانت بدايته من خلال فيلم "الباشكاتب" عام 1923 للمخرج محمد بيومي، وبعدها انطلق في هذا العالم وقدم عددًا من الأعمال المهمة، بالإضافة إلى مشاركته في الإنتاج في عدد من الأعمال منها "ابن الشعب" عام 1934 مع سراج منير، ومن أبرز أفلامه "العقل في إجازة"، "عنبر"، "عروسة للإيجار"، "نداء القلب"، "رصاصة في القلب".

رفض الزواج

لم يفكر واكيم في الزواج وبرر هذا في أحد حواراته النادرة وقال: "قد يكون الزواج نعمة، لكن الذي رسخ في ذهني منذ الصغر عن الزواج جعلني لا أحب أن اقترب منه، كانت والدتي كلما غضبت عليّ دعت عليّ بقولها "روح إلهى يبتليك بجوازة تهد حيلك"، ومنذ ذلك الحين وأنا أرى في الزواج مصيبة ونكبة يُبتلى بها المرء، لكي يودع معه أيام الهدوء وراحة البال".

الوفاة

توفي بشارة واكيم في 30 نوفمبر عام 1949 عن عمر نناهز 59 عامًا، رحل "واكيم" وهو يستعد لعمل مسرحي، وترك وراءه إرثًا من الإبداع لن ينتهي، فبرغم ظهوره بدور "السنيد" أو الدور الثاني في السينما، لكنه كان من المؤثرين الذين لن يمحى اسمهم من تاريخ تلك الصناعة.