الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المايسترو أمل القرمازي: أعمال "فرقة مزيكا" دعوة للشباب للفخر بموروثهم العربي

  • مشاركة :
post-title
المايسترو أمل القرمازي

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

اخترنا رامي عياش للمرة الثانية في الأوركسترا لموهبته المميزة.. والموسيقى لغة عالمية تصل للقلوب
واجهنا صعوبة الإنتاج في بداية تأسيس الفرقة ونسعى لنشر الموسيقى بمعايير عالية

حرصت التونسية أمل القرمازي، قائدة ومؤسسة "فرقة مزيكا"، على تقديم الموسيقى العربية بتفاصيل دقيقة، وانطلاقًا من رغبتها في الارتقاء بالمنتج العربي لينافس في المحافل العالمية، لتُصبح أول مايسترو عربية تقود حفل أساطير الطرب في باريس، وجاءت قيادتها للأوركسترا امتدادًا لسنوات طويلة من دراستها لعلوم الموسيقى وتخصصها في الموسيقى العربية.

وفي حوار خاص لـ موقع "القاهرة الإخبارية" تحدثت أمل القرمازي عن تفاصيل مشروعها المرتقب لأوركسترا "مزيكا"، والسبب وراء حماسها لإعادة التعاون مع الفنان اللبناني رامي عياش في الأوركسترا، وأهمية إحياء أغنيات أساطير الطرب على الجيل الجديد، والصعوبات التي واجهتها في بداية تأسيس "فرقة مزيكا"، وطموحاتها في عالم الموسيقى، وغيرها من الأمور الأخرى نقرأها في هذه السطور..

ما هي تفاصيل المشروع المرتقب لفرقة مزيكا؟

تستعد الأوركسترا لإحياء العديد من الفعاليات في الشهور القليلة المقبلة، منها نسخة جديدة من "ليالي الشرق"، في مسرح الباتكلان بباريس، وحفل للمطرب اللبناني رامي عياش في مسرح كازينو باريس، وتعد هذه المرة الثانية التي تدعو فيها الأوركسترا للمطرب اللبناني إلى واحد من أعرق المسارح الفرنسية في العاصمة باريس، وحفل في مسرح ضخم يجهز خصيصًا لاستضافة الأوركسترا ضمن مهرجان الصيف في ميناء مرسيليا.

وما السبب وراء إعادة التعاون مع رامي عياش للمرة الثانية في الأوركسترا؟

اختيار الفرقة للفنانين العرب يتم وفقًا لمعايير فنية، ومن بين هؤلاء الفنانين يبرز صوت رامي عياش كواحد من أجمل الأصوات العربية، ويعتبر من الفنانين النادرين الذين يضاهي أداؤه الحي مستوى التسجيل الاستوديو، ولديه أغان تتناسب بشكل مثالي مع الطابع الأوركسترالي، مثل "جبران"، "اشتقتلك"، وغيرها من الأعمال المعروفة، بالإضافة إلى الموهبة الفنية، يتمتع رامي بصفات إنسانية مميزة، فهو شخص ممتع ومتعاون وبسيط في التعامل.

تحيون في أوركسترا "مزيكا" توليفة من أشهر أغنيات أساطير الطرب مثل كوكب الشرق.. فإلى أي مدى ترين أهمية إحياءً هذه الموسيقى في الجيل الحالي؟

في وقتنا الحالي نحن أمام تحدٍّ كبير في مواصلة إحياء الموسيقى العربية بمعايير عالمية، حيث تتميز بالجودة والدقة الموسيقية والتقنية وتقديمها على أكبر المسارح الأوروبية، ومن خلال هذا نسعى لأن يكون ما نقدمه دعوة للشباب للفخر بموروثهم الموسيقي، وجهدًا لجذب الجمهور الغربي وتعريفه بجماليات الموسيقى العربية.

تعد مؤسسة "فرقة مزيكا" أول أوركسترا موسيقية عربية في أوروبا.. كيف جاءت هذه الفكرة وما الذي حمسك لتنفيذها؟

كانت الفكرة الأساسية هي خلق فرقة في أوروبا بمستوى عالٍ، يعيد الحياة إلى الفن العربي بأعلى المعايير، ومع مرور الوقت تحولت تجربتنا "مزيكا" إلى فرقة بمستوى فني يتماشى مع أكبر الأوركسترات العربية، التي هي بالأساس قليلة، لذا استغللنا هذا النجاح بتطبيق معايير عالمية، مما أدى إلى وصولنا إلى مرحلة عالية لا يقتصر تأثيرها على أوروبا وحدها، بل امتدت إلى العالم العربي بأسره. من خلال الاستماع إلى تسجيلات عروض "مزيكا"، يمكن أن نلاحظ تميز نوعية الموسيقى وأداءها مقارنة بأكبر الفرق العربية المشهورة في المهرجانات، وذلك بفضل اعتمادنا على المنهجية الغربية والأوروبية في عملنا. على الرغم من الإمكانيات البشرية والمادية المحدودة التي كنا نمتلكها في أوروبا، تمكنا من الوصول إلى مستوى يتفوق في بعض الأحيان على الأداء الأصلي لبعض الأغنيات.

وما التحديات أو الصعوبات التي واجهتكم في بداية تأسيس فرقة مزيكا؟

من بين التحديات التي واجهناها كان العثور على الموارد المالية اللازمة لإطلاق المشروعات الأولى، فالفرقة هي مؤسسة مستقلة تعتمد على الإنتاج الذاتي، بالإضافة إلى التحديات الرئيسية في جمع موسيقيين أكاديميين محترفين من مستوى عالٍ لتشكيل الأوركسترا، وبعدها كان علينا كسب ثقة الجمهور والمطربين من خلال عرض فكرة المشروع المشترك عليهم. كما كان من بين التحديات المهمة أيضًا تغيير نظرة الجمهور العربي، الذي كان يركز بشكل أساسي على المغنين، ليتمكن من تذوق الفن الأوركسترالي، ولم يكن من الضروري وجود فنان مشهور معنا؛ لضمان جودة العمل.

وكيف ترين تأثير التراث العربي على الجمهور الغربي؟

نحن لا نقتصر على استهداف الجمهور العربي فقط، بل نسعى أيضًا إلى جذب الجمهور الغربي الذي يمثل نسبة كبيرة من جمهورنا، نحن نسعى جاهدين لتصدير ثقافتنا التي نفتخر بها إلى العالم الغربي. الموسيقى هي لغة عالمية، تصل إلى القلب مباشرةً دون الحاجة إلى وسيط، بغض النظر عن الخلفية الثقافية للشخص، نحن نسعى أيضًا إلى تقديم مُنتج موسيقي يتمتع بمستوى عالٍ من الجودة، ونترك السحر والصدق الذي تحمله الموسيقى لتكمل باقي المهمة.

بعد حصولك على جوائز عالمية.. كيف تقيمين دورك في إحياءً التراث وتوصيل رسالتك؟

أعتقد أن الاعتراف لم يزدني إلا التزامًا وإحساسًا بالمسؤولية تجاه موروثنا الثقافي الغني للغاية، حيث أبذل قصارى جهدي لتقديم الفن العربي في أبهى صوره، وهذا هو أحد أهدافي الرئيسية، وعلى الرغم من أن المسار قد يكون طويلًا، فإن شغفي وإيماني بثقافتي يزيدني إصرارًا وحماسًا.

وما الذي تسعين لتحقيقه من خلال فرقة مزيكا؟

نسعى لنشر هذا المستوى الموسيقي في العالم العربي، ونعتبر ذلك خطوة نوعية في عالم الموسيقى، ونعتمد في ذلك على دقة الكتابة وجودة التنفيذ، وتحقيق التوازن المثالي بين الفن والتسويق.