رفض الناس لي أصعب ما واجهني في بدايتي.. واستطعت تجاوز الخوف والفشل وعدم وضوح الرؤية
استوحيت "ضلك أبكي" من حزني.. و"ما في منك" غيّرت مسار حياتي الفنية
الصدق أهم شيء في أعمالي.. وألغيت أغنيات كثيرة لمجرد أنني لم أشعر بها
أتمنى خوض تجربة التمثيل مع أحمد عز وهنا الزاهد.. وتعلمت من تامر حسني
تَطلُع الفنان الأردني عزيز مرقة الدائم نحو الاختلاف، دفعه لإطلاق ما يعرف بموسيقي الراز، حيث واجه العديد من الصعوبات في بداية مشواره الفني لإقناع الناس بموسيقاه وأسلوبه المختلف في الغناء، حتى تمكن خلال فترة وجيزة من تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة في الوطن العربي، وقرر في العام الجديد أن يغير من طريقته في نوعية الأغنيات التي يقدمها للجمهور، ليصدر أغنية رومانسية مؤثرة بعنوان "ضلك أبكي"، تدور فكرتها حول حالة حب متفردة، يناجي فيها الحبيب حبيبته، التي تملك عزة نفس وكبرياء وترفض أن تبوح بما تحمله في داخلها.
حول أغنيته الجديدة، تحدث عزيز مرقة في حوار لموقع "القاهرة الإخبارية"، ليكشف عن كواليسها، ومعايير اختياره للأغنيات التي يقدمها، والصعوبات التي واجهته في بداية مشواره الفني، وتجربته مع الممثل المصري أحمد عز في أغنية "ما في منك"، ورأيه في انتشار الأغنية المنفردة، ورغبته في دخول عالم التمثيل، وأمور أخرى كثيرة في هذه السطور:
** طرحت مؤخرًا أغنية "ضلك أبكي" حاولت فيها تقديم شكل غنائي جديد.. كيف كانت كواليس العمل؟
لفترة طويلة كنت غير قادر على كتابة أغنية مختلفة عما أقدمه بشكل عام نظرًا لتغير قناعتي، إذ كنت أرى في البداية أنه لابد من تقديم أغنيات مُسلية للجمهور والابتعاد عن الحزن، ولكن بعد فترة اكتشفت أنه لا بد أن أتجاوز الحزن من خلال التعبير عنه، ولن أستطيع أن أخطو إلى الأمام دون التعبير عن مشاعر الناس، ومن هنا كتبت "ضلك أبكي"، إضافة إلى أنني في هذه الفترة كنت أعاني من الحزن الشديد بسبب ضغط العمل والسفر الكثير، فكانت مشاعر الحب صادقة في الكتابة وشعرت بعد إنجازها بالراحة، فقررت أن أقدمها إلى الجمهور وأشاركهم التجربة.
** هل شعرت بحالة من الرضا بعدما عبرت عما بداخلك؟
بالفعل، بعد أن كتبت الأغنية شعرت بالتصالح مع نفسي، لذا تحمست إلى أن يسمعها الجمهور، لأني دائمًا لدي إيمان بأن كل شخص له ذوق ومطرب مفضل ونوعية أغنيات مقربة إليه، ودائمًا أقول إن هناك أناس يشبهونني، لذلك أشعر أن من واجبي التعبير عن مشاعر الناس من خلال الموسيقى.
** لماذا طرحت الأغنية بشكل منفرد؟
في رأيي أن الألبوم أصبح يستغرق وقتًا طويلًا، وأغلب جهات الإنتاج حاليًا تُفضّل طرح الأغنيات بشكل منفرد، وأرى أنها الطريقة الأفضل والخيار الموفق للفنانين في هذا العصر، لأنها توضح على الفور مدى تفاعل الناس على الأغنية سواء بالسلب أو الإيجاب، وبالتالي يستطيع الفنان أن يتعلم بشكل سريع، ونحن أصبحنا في زمن السرعة والألبوم أصبح ثقيلًا مع سرعة وتطور العالم.
** هل هناك معايير في اختيار الأعمال الغنائية التي تقدمها؟
كنت لفترة أحرص على الالتزام بطريقة معينة في الغناء، ولكن اكتشفت اليوم أن الشيء الوحيد الذي لا بد من المحافظة عليه، هو نفسي كفنان، وأنني لدي دور واحد في الحياة يتمثل في تأليف موسيقى وكتابة أعمال غنائية للجمهور، وطريقة أدائي على المسرح، وألا ألتفت لنوع أغنيات معينة، وأهم شيء أن تكون الأغنية صادقة ونابعة من داخلي، لذا ألغيت أغنيات كثيرة لمجرد أنني لم أشعر بجملة واحدة بها، فالصدق أهم شيء أعتمد عليه في تقديم أعمالي
** ما الموضوعات التي تتمنى تقديمها خلال الفترة المقبلة؟
أحب الاستعانة بموضوعات الحب، لتكون مدخلًا لموضوعات أخرى، فمن الممكن أن يكون موضوع الأغنية اجتماعيًا أو نفسيًا، ولكنني ألجأ للون الرومانسي لكي يمنحها شكلًا أفضل، خاصة أن الجمهور بطبيعة الحال لا يحب الشخص الذي يقدم دروسًا له، فهو يفضل طريقة تقديم الرسالة بشكل سلس ومريح، وأشعر أن أسهل طريقة لتوصيل رسالة في الحياة تكون عن طريق الحب.
** معنى ذلك أن أعمالك الغنائية لابد أن تتضمن رسالة؟
أعتقد أن الأغنيات لا بد أن تحمل جانبًا هادفًا وآخر للترفيه والتسلية، ومن حق أي فنان أن يختار أحدهما فقط، ولكني أبحث عن الأغنية التي تحمل هدفًا أو رسالة معينة، لأن ذلك يعطيني دورًا في الحياة، وتأثيرًا على الشباب العربي، فالإنسان يرحل ويبقي الفن للأبد، وأنا أحب أن يكون فني موجودًا للأبد ويؤثر في الناس.
** ظهرت بموسيقى مختلفة وجديدة.. ما الصعوبات التي واجهتك في بدايتك؟
عدم وضوح الرؤية، فكل إنسان في بداية دخوله أي مجال جديد، يكون تائهًا في الخطوات، واستطعت تجاوز صعوبة كانت كبيرة جدًا بالنسبة لي تتمثل في "الخوف من الفشل"، لأخوض تجارب أتعلم منها وأحقق أحلامي وأهدافي، ومن أكثر الصعوبات التي واجهتني في البداية رفض الناس لي وللموسيقى الجديدة التي أقدمها، فلم أكن أمتلك سوى عدد قليل من المساندين.
** ما الأغنية التي تعتبرها انطلاقتك الحقيقية؟
محطات كثيرة في حياتي أعتبرها انطلاقة حقيقية، ولكن أغنية "بنت الناس" عام 2007، تعد البداية الحقيقية لي، إذ كنت أعرّف نفسي بهذه الأغنية، فدائمًا كنت أقول "أنا عزيز مرقة صاحب أغنية بنت الناس".
** مؤلف وملحن ومغنٍ.. كيف تستطيع الموازنة بين هذه المواهب؟ وهل امتلاكك لها يُسهّل عليك تقديم أغانيك؟
أشعر بالراحة والاسترخاء لإلمامي بكل الشؤون التي تتعلق بمهنة الموسيقى، فأنا أحب الكتابة وأشعر بالملل لو أنني مجرد مطرب فقط، ولكن الصعوبة تظهر في أنها تستغرق مني وقتًا طويلًا حتى أقتنع بالأغنية لأني من كتبها.
** من المطرب الذي تحب أن تتعاون معه خلال الفترة المقبلة؟
تعاونت من قبل مع الفنان المصري تامر حسني، وكان في منتهي الجمال والسهولة، فهو شديد الذكاء وأنا أتعلم منه، بالإضافة إلى أنني أحب صوت المطرب المصري أحمد سعد بشكل كبير.
ولكنني هذه الفترة، أتمنى الاتجاه نحو بلاد المغرب العربي، وأقدّم فيها خطوات موفقة لأني مولود في تونس، وقضيت طفولتي هناك.
كيف تُقيّم تجربتك في أغنية "ما في منك" خاصة أنها حققت نجاحًا كبيرًا في مصر؟
جاءت فكرتها بشكل جديد ومختلف، لذلك أعتبرها من أهم الخطوات في حياتي المهنية، وغيّرت مسار مشواري الفني، حيث أنجزنا هذه الأغنية بشكل غير معتاد، يعتمد على تسجيل الصوت والصورة في المكان نفسه، حيث تم ذلك في شوارع إسطنبول، وكانت تجربة صعبة جدًا لأن في كل مرة يحدث شيء خارجي يظهر في التسجيل، يتم إعادة المشهد من جديد، والمشاهد كانت طويلة جدًا، فكان التحدي بالنسبة لنا هو كيفية إيصال هذا الشعور الحقيقي إلى كل شخص يسمع الأغنية، وبالفعل استطعنا أن نفعل ذلك، وكنت متحمسًا لهذا التحدي وأشعر بنوع من السلام والحب وأنا أغني، لذلك ظهرت للناس بشكل مليء بالطاقة والحيوية.
** كيف أثر نجاحك في مصر على مشوارك الفني؟
مصر بشكل عام حاضنة لكل إنسان عربي، ودائما أشعر بأن الوطن العربي كله وطن واحد، ومصر لها فضل كبير عليّ، فهي التي احتضتني في وقت كنت قد فقدت الأمل في حلمي، لذلك دائمًا أشعر بالامتنان والفضل إلى مصر وشعبها والمؤسسات الفنية فيها، وصرت محسوبًا على الشارع المصري والموسيقى المصرية، فدائمًا أتعلم منهما.
** معنى ذلك أنك قد تستقر في مصر؟
أنا بشكل عام لا أحب الاستقرار في حياتي، فأنا أتنقل ما بين أمريكا ومصر والإمارات والأردن، ولكن أكثر مكان أتردد عليه وأقيم فيه فترة طويلة هو مصر.
** يتجه بعض المطربين إلى التمثيل.. هل من الممكن أن نراك قريبًا في عمل سينمائي؟
بالفعل درست في ورشة تمثيل وتعلمت الكثير، وغيّرت من طريقة أدائي على المسرح، ولكن أشعر أنني بحاجة إلى المزيد من التدريبات والورش من أجل خطوة التمثيل، ولديّ شغف كبير لتقديم فيلم كامل يكون من إنتاجي وأشارك فيه أيضًا بالتمثيل.
** من تختاره للوقوف بجانبك في أول تجربة تمثيل إن وُجدت؟
أحب الفنان المصري أحمد عز وطريقته في التمثيل، والفنانة المصرية هنا الزاهد، وأحب أن أشارك الكثير من المصريين وأتعلم منهم، بالإضافة إلى السورية رشا بلال، والأردنية ركين سعد.
** ما الأعمال الفنية التي تستعد لها خلال الفترة المقبلة؟
أستعد لتقديم مجموعة أغنيات متنوعة ومختلفة ستكون مفاجأة للجمهور، تتنوع ما بين استعراضية وعاطفية، بالإضافة إلى وجود أغنيات حزينة ومؤثرة، فهذا العام سيشهد الجمهور تنوعًا واختلافًا كبيرًا في نوعية الأغنيات التي سأقدمها.