اجتذب منزل سويدي معروض للبيع، وبداخله ملجأ يتحمل قنبلة تزن 500 طن، تم إنشاؤه في حقبة الحرب الباردة، اهتمامًا كبيرًا من السويديين، الذين يتطلعون للحصول على مخبأ خاص بهم في زمن الحرب، حال التصعيد في جميع أنحاء أوروبا، وهو الأمر الذي كشف عن المخاوف المُتزايدة من تطورات الحرب الروسية الأوكرانية وتوسعها، في البلد الذي انضم حديثًا وبعد عناء لحلف الناتو.
وتمتلك السويد شبكة من الملاجئ مكونة 64 ألف ملجأ عام، وتهدف إلى استيعاب 7 ملايين شخص، حيث بدأت في إنشائها خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن تم بناء معظمها خلال الحرب الباردة، وخلال عام 2002، وبعد زوال تهديد الاتحاد السوفيتي، توقفت عن العمل وتعرضت للإهمال، ورغم جاهزيتها من الناحية النظرية، إلا أنها أصبحت عتيقة إلى حد كبير، ولكن الأمر اختلف بحسب "الجارديان" البريطانية، منذ اندلاع الصراع الروسي الأوكراني.
تسويق الملاجئ
وأبدى السويديون اهتمامًا كبيرًا بالعقارات التي تحتوي على مخابئ وملاجئ مبنية في الصخور وتحت الأرض في الأشهر الأخيرة، بحسب وكلاء العقارات، وفي الوقت نفسه بدأت الشركات في تسويق ملاجئ خاصة مضادة للهجمات النووية، مع تسويق بناء ملاجئ خاصة للأثرياء في منازلهم.
وتصاعدت التصريحات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، خلال الأيام الماضية، حيث طرحت فرنسا فكرة دعم الجيش الأوكراني بجنود من الناتو، يخدمون بعيدًا عن ميادين القتال، وهو الأمر الذي ردت عليه روسيا فورًا بأنها خطوة يمكن أن تؤدي إلى حرب نووية أكيدة.
وتقع معظم شبكات الملاجئ في السويد، والمشار إليها بعلامة مثلث برتقالية وسوداء، تحت المباني السكنية والمدارس والقاعات الرياضية، وغالبًا ما تستخدم كمواقف للسيارات والدراجات أو مناطق تخزين، ولكن هناك أيضًا ملاجئ ذات سعة أكبر في المدن الكبرى، مثل ملجأ "كاتارينابيرجيت" الضخم في "ستوكهولم"، وهو أيضًا موقف للسيارات، يمكنه استيعاب 16000 شخص في حالات الطوارئ.
الدولة تستعد
وخلال العامين الماضيين، ومع انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية، كانت المخاوف المتزايدة بنشوب حرب، سببًا في زيادة الاهتمام بمثل هذه الملاجئ، حيث تمت زيادة عمليات التفتيش على آلاف الملاجئ، والتي من المفترض أن تكون جاهزة للاستخدام فور الاحتياج إليها، وقامت الحكومة التي حذّرت السكان بالاستعداد للحرب يناير الماضي، بحسب الجارديان البريطانية، بدعم وكالة الطوارئ المدنية بـ 7 ملايين إسترليني للقيام بعمليات التحضير اللازمة للملاجئ.
وتأتي تلك المخاوف مع سيطرة روسيا على ربع دولة أوكرانيا، مع استمرار القتال العنيف على مستوى كل محاور الصراع، حيث يواجه الجيش الأوكراني انكماشًا دفاعيًا خطيرًا، بعد فشل الهجوم المضاد منذ أشهر، ونقص المعدات من قبل الحلفاء، وهو ما دفع موسكو للسيطرة على المزيد من الأراضي، كان آخرها مدينة أفدييفكا الحيوية.