عدوان إسرائيلي متواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي، جعل مشاهد جرائم الحرب والمجازر أمرًا عاديًا، ولم يعد قصف المدارس والمساجد والمسشفيات وحتى المؤسسات الدولية غريبًا، لتصدق مقولة "لا مكان آمن في غزة".
آخر جرائم الاحتلال اليوم الجمعة، كانت باستهداف مدخل مستشفى الشفاء في غزة، لينتج مشهدًا دمويًا جديدًا، الدماء تسيل على الطرقات، لتسفر تلك الغارة عن استشهاد وإصابة 60 شخصًا، من المرضى وعائلاتهم وطواقم الإسعاف والنازحين، ممن لجأوا إلى المستشفى وساحاته بعد تدمير منازلهم.
كما استهدف الاحتلال اليوم، قافلة مركبات إسعاف تقل جرحى، بعد انطلاقها من المجمع باتجاه معبر رفح لنقلهم لتلقي العلاج، في المستشفيات المصرية، وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، استهدف الاحتلال مركبات الإسعاف عند دوار أنصار، وفي شارعي العباس والرشيد.
كما قصف الاحتلال اليوم محيط مستشفى القدس، في منطقة تل الهوى، ومحيط مستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
مجزرة اليوم تضاف إلى مجازر أفظع ارتكبها الاحتلال خلال الأيام الماضية أبرزها مجزرة مخيم جباليا ومجزرة مستشفى الأهلي المعمداني.
ولا تقتصر جرائم الاحتلال في غزة حيث يزعم أن حربه عليها تأتي في إطار حق الدفاع عن النفس، بل تصل الاعتداءات إلى الضفة الغربية، حيث لا وجود لحركة حماس، بالتزامن مع حربه على غزة، وفي أقل من 24 ساعة فقط، استشهد 11 فلسطينينا في الضفة، لترتفع حصيلة شهدائها منذ السابع من أكتوبر إلى 143 شهيدًا كلهم من المدنيين.
ويثبت الاعتداء المتواصل لجيش الاحتلال على الفلسطينيين في الضفة الغربية، أن الفكرة لا علاقة لها بالقضاء على المقاومة، بل الفكرة في تسهيل عملية القتل والقمع على جيش الاحتلال، إذ يرغب قادة إسرائيل على ما يبدو في أن يتمكنوا من التنكيل بالفلسطينيين دون أي مقاومة منهم.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في تصريحات اليوم الجمعة، قبل اجتماعه مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوج، إن إسرائيل لها الحق في بذل كل ما في وسعها لضمان عدم تكرار "هجوم" السابع من أكتوبر مرة أخرى "مطلقًا".
لا مكان آمن
استهدف الاحتلال الإسرائيلي، منذ عدوانه الذي بدأ في السابع من أكتوبر، كل الأماكن في قطاع غزة، المستشفيات والمدارس ودور العبادة وحتى المؤسسات الدولية، وفي تصريح لمدير الأونروا في غزة اليوم، قال إن علم الأمم المتحدة لم يعد كافيًا لحماية الفلسطينيين.
وقال مدير الأنروا، أن أكثر من 600 ألف فلسطيني لجأوا إلى مدارس أممية في قطاع غزة، واستشهد 38 شخصًا فيها، مؤكدًا أنهم لا يستطيعون توفير الأمن لهم تحت راية الأمم المتحدة.
وقتل 72 شخصًا من موظفي الأونروا وتضرر نحو 50 من مبانيها، خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين، إن 4 ملاجئ تابعة للأونروا تضررت في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبحسب المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، قتل ما لا يقل عن 20 شخصًا، وأُصيب أخرون، اليوم الجمعة، نتيجة أضرار لحقت بمدرسة تم تحويلها إلى ملجأ في مخيم جباليا للاجئين.
أما في جنوب غزة، والتي دعا الاحتلال الفلسطينين للتوجه إليه، أُصيبت مدرستان تم تحويلهما لملاجئ في مخيم البريج، ما أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة 31 آخرين.
وأوضح لازاريني إنه منذ بداية الحرب، أصيبت مباني تابعة للأونروا بشكل مباشر، وهي مباني مستخدمة كملاجئ حيث تستضيف الأونروا حاليا نحو 700 ألف شخص، ويقع 25 من هذه الملاجئ في شمال غزة، وهي تستضيف 112 ألف شخص، بحسب موقع "الأمم المتحدة".
لا وقف لإطلاق النار
وقال رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، إن حكومته تعارض أي وقف مؤقت لإطلاق النار، في غزة، حتى تطلق المقاومة سراح جميع الرهائن المحتجزين، مؤكدًا أن حكومته ستواصل منع دخول الوقود إلى قطاع غزة.
تصريحات نتنياهو، تأتي ردًا على زيارة وزير الخارجية الأمريكي، الذي قال إن الجهود الرامية إلى إدخال المساعدات الإنسانية وإخراج الرهائن "ستسهلها الهدنة الإنسانية"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة وإسرائيل حددتا آليات لتوفير الوقود الذي تحتاجه المستشفيات.