ذكرت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، أن المملكة المتحدة حثت ألمانيا "سرًا" على تزويد أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى، وهي خطوة رفضها المستشار الألماني أولاف شولتس، قائلًا إنها ستورّط برلين بشكل عميق في الحرب الروسية الأوكرانية.
وأثار "شولتس" استياء المسؤولين البريطانيين بعد أن بدا أنه يكشف عن تفاصيل حساسة بشأن القوات البريطانية والفرنسية التي تساعد أوكرانيا في تشغيل الأسلحة طويلة المدى، قائلًا إن "ما يفعله البريطانيون والفرنسيون من حيث التحكم في الهدف ومرافقة التحكم في الهدف لا يمكن القيام به في ألمانيا".
ووصف أحد النواب البريطانيين التعليقات بأنها "خاطئة وغير مسؤولة وصفعة في وجه الحلفاء".
لماذا تريد أوكرانيا هذه الأسلحة؟
وبحسب وكالة "رويترز" للأنباء، طلبت أوكرانيا من ألمانيا لعدة أشهر تزويدها بصواريخ "توروس"، التي تتمتع بمدى أطول من تلك الموجودة في ترسانتها الحالية، ما سيسمح لكييف بضرب أعمق في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا.
وقال نائب وزير الدفاع الأوكراني: "هذه الصواريخ قادرة على ضرب مواقع لا يمكن الوصول إليها للطائرات العدو وأنظمة الصواريخ ومستودعات الذخيرة. لكن بينما تعقد الضربات طويلة المدى حياة القوات الروسية، فهي ليست بديلًا عن هجوم بري كبير إذا تمكنت أوكرانيا مرة أخرى من تجميع القوى البشرية والإمدادات لاختراق الدفاعات الروسية".
وانتهت محاولة كييف لاختراق خطوط الدفاع الروسية الصيف الماضي بالفشل، لكن ثلاثة خبراء أمنيين جادلوا بأن كييف قد تكون جاهزة لشن هجوم جديد العام المقبل إذا حصلت على مساعدة غربية كافية.
وتتمتع الصواريخ المتقدمة من طراز "توروس" بمدى يصل إلى 310 أميال، التي من شأنها أن تسمح لأوكرانيا بمواصلة حملتها من الضربات العميقة خلف خطوط روسيا. وبينما تلقت كييف أسلحة مماثلة من فرنسا والمملكة المتحدة، فإن كلا البلدين يمتلكان مخزونات محدودة للاستعانة بها.
انقسام أوروبي
بالإضافة إلى الخلاف حول الصواريخ، انقسم الشركاء الأوروبيون حول كيفية تزويد أوكرانيا بالذخيرة، وما إذا كان يجب استبعاد إرسال قوات برية إلى منطقة النزاع، حسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن فرنسا طالبت بأن تنفق أموال الاتحاد الأوروبي فقط لتعويض مشتريات الذخيرة والأسلحة لأوكرانيا من داخل المنطقة الاقتصادية الأوروبية، مؤكدة أن أموال الدفاع الأوروبية يجب أن تساعد في تعزيز صناعة الدفاع الأوروبية. وعلى النقيض من ذلك، جادلت إيطاليا وبولندا وفنلندا بأن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى النظر خارج حدود أوروبا للحصول على الإمدادات العسكرية لأن المنتجين الأوروبيين لا يستطيعون تلبية مطالب أوكرانيا، وفقًا لما ذكرته الصحيفة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه "لا يجب استبعاد أي شيء" بشأن إمكانية إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، ما اضطر القادة الغربيين إلى التعامل مع قضية كانت في الخلفية سابقًا. وسرعان ما نفى قادة من الولايات المتحدة وألمانيا ودول حلف شمال الأطلسي الفكرة.
وقال دبلوماسي ألماني سابق: "إذا عرضت ألمانيا وفرنسا أنفسهما بالمشاحنة والخلاف في عيون الروس، أين ستنفجر فلين الشمبانيا؟ ليس في واشنطن ولا في إيطاليا، ولكن في موسكو".