مكاسب كبيرة من المنتظر أن يحصل عليها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بعد التصديق الرسمي على انضمام السويد للحلف، وهو القرار الذي طال انتظاره في غرفة المشاورات منذ مايو 2022، بسبب تعنت دولة المجر القريبة من روسيا، ومن وجهة نظر الخبراء، فإن الناتو اكتسب جيشًا صغيرًا صُمم خصيصًا لإحباط روسيا واستنزاف جيشها.
ويرجع الهدف من تأسيس "الناتو"، هو الحد من توسع نفوذ الاتحاد السوفييتي، حيث بدأ بـ 12 دولة فقط عام 1949، وعقب انهيار الاتحاد السوفييتي، انضمت عدة دول في أوروبا الشرقية إلى الحلف، وظلت السويد وفنلندا على الحياد لعقود من الزمن، وبعد الحرب الروسية الأوكرانية تقدمت الدولتان بطلب للانضمام إلى الحلف، وعلى الرغم من عدم وجود جيش خاص بالحلف، إلا أن المعاهدة المبرمة بين الدول، بحسب شبكة الـ "بي بي سي نيوز" البريطانية، تمكنها في حال تعرض أي منها لهجوم، من اتخاذ إجراءات عسكرية جماعية.
قاعدة صناعية
ويعد توسيع التزام الحلف بالدفاع الجماعي بموجب المادة 5 ليشمل الدول الاسكندنافية، جزءًا من تحول شمال أوروبا إلى معقل للناتو، وبحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية، فإن السويد ستجلب إلى حلف شمال الأطلسي جيشًا مجهزًا تجهيزًا جيدًا، وأكثر من مئة مقاتلة نفاثة متقدمة، وبحرية حديثة بما في ذلك خمس غواصات، بالإضافة إلى قاعدة صناعية دفاعية متقدمة تقنيًا، ستمكن الناتو من لف حبل المشنقة حول رقبة روسيا.
وتتكون قوات السويد المسلحة، من حوالي 24.000 فرد نشط فقط، يدعمهم 11.400 فرد احتياطي، و21.000 من الحرس الداخلي، واعتبارًا من عام 2025، تخطط "ستوكهولم" أيضًا لتجنيد 8000 مجند في احتياطياتها سنويًا، ارتفاعًا من 6000 حاليًا، كما يتم دعم وحدات المشاة السويدية بحوالي 500 مركبة قتالية مدرعة، بما في ذلك CV-90 الحديثة.
سيطرة جوية
ومن أهم مساهمات السويد في حلف شمال الأطلسي قواتها الجوية والبحرية الهائلة، المصممة لتغطية ساحل البلاد الذي يبلغ طوله 2000 ميل، وبحر البلطيق، والمجال الجوي الممتد إلى منطقة القطب الشمالي، وبحسب الخبراء في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، تمتلك السويد حوالي 100 طائرة مقاتلة من طراز Gripen، والتي تعتبر من أكثر الطائرات تنوعًا في الغرب، بجانب 4 طائرات استطلاع.
وبهدف الدفاع عن الأرض، تمتلك السويد أربع بطاريات من أنظمة باتريوت "أرض-جو" أمريكية الصنع مع صواريخ اعتراضية يصل مداها إلى حوالي 75 ميلًا، والتي تمكنها من معالجة التهديدات قصيرة المدى.
بحر البلطيق
وتلعب السويد، بحسب المجلة الأمريكية، دورًا رئيسيًا في سيطرة حلف شمال الأطلسي على بحر البلطيق، الذي يخدم الموانئ الروسية الحيوية في سان بطرسبرج وكالينينجراد، وستكون الغواصات السويدية ذات أهمية خاصة، والتي تمتلك منها ثلاث سفن وغواصة واحدة تعمل بالديزل والكهرباء، ومن المنتظر أن يتم تعزيزها بغواصتين هجوميتين جديدتين، والتي من المقرر إطلاقها بين عامي 2027 و2028.
والغواصات السويدية مصممة للعمل في مياه بحر البلطيق الضحلة، مقارنة بغواصات الدول الأعضاء الأكبر في حلف شمال الأطلسي المستخدمة في المياه العميقة في أماكن أخرى، وهو الأمر الذي سيساعد التحالف في سعيه لتتبع السفن الروسية ومنع التطورات في قاع البحر، مثل تخريب خطوط أنابيب نورد ستريم، والتدخل في كابلات الاتصالات الحيوية تحت البحر، كما تشمل السفن السويدية الأخرى سبعة طرادات وثماني كاسحات ألغام وسفينة دورية كبيرة وأكثر من اثنتي عشرة سفينة دورية أصغر.