الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استهداف جسر القرم.. تسجيل مسرب يفضح تورط ألمانيا في الحرب الأوكرانية

  • مشاركة :
post-title
استهداف جسر القرم - أكتوبر 2022

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في تطور مُثير للجدل، أثاره تسريب تسجيل صوتي على الإنترنت يحتوي على ما يُزعم أنه مناقشة لعملية ألمانية مُحتملة لقصف جسر القرم في روسيا، وفيما يبدو التسجيل الذي تبلغ مدته 40 دقيقة، تضمن محادثة بين أربعة أشخاص، يُزعم أنهم يشغلون مناصب رفيعة في القوات المسلحة الألمانية، وفيما أحد الأشخاص المسجلين في الملف الصوتي هو الجنرال، إنجو جيرهارتز، قائد القوات الجوية الألمانية.

منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، أصبح الجسر هدفًا محتملًا للهجمات، حيث يمكن أن يؤدي تدميره إلى عرقلة الإمدادات العسكرية الروسية وإضعاف سيطرة موسكو على المنطقة، وقد أثار انفجار الجسر في 8 أكتوبر 2022 تساؤلات حول مسؤولية أوكرانيا أو حلفائها عن الهجوم، على الرغم من عدم وجود مطالبات رسمية بالمسؤولية في ذلك الوقت.

تفاصيل التسريب

نشرت مارجريتا سيمونيان، رئيسة تحرير قناة روسيا اليوم، النص الكامل لما يُزعم أنه مناقشة مسربة أجراها كبار ضباط الجيش الألماني، حول كيفية مهاجمة جسر القرم في روسيا، وذكرت أن مسؤولين أمنيين روس سربوا التسجيل قبل ساعات وتعهدت بنشر المقطع الكامل قريبًا.

حددت "سيمونيان" الضباط على أنهم الجنرال إنجو جيرهارتز، قائد القوات الجوية الألمانية، وكبار القادة المسؤولين عن تخطيط المهمة، وجرت المحادثة المزعومة في 19 فبراير الماضي، بحسب مصدر التسريب.

ناقش المسؤولون كفاءة صاروخ كروز الفرنسي البريطاني المسمى ستورم شادو البريطاني وسكالب الفرنسي، بعد أن تبرعت كلتا الدولتين ببعض مخزونهما لأوكرانيا.

كما ناقشوا ما إذا كان نظام الأسلحة مناسبًا لضرب الجسر، والذي يربط شرق شبه جزيرة القرم بمنطقة كراسنودار عبر مضيق كيرتش.

وبحسب نص التسريب، ناقش الضباط مدى قرب العمل الذي يجب أن يقوم به الجيش الألماني في العملية المقترحة حتى لا يتجاوز "الخط الأحمر" للتورط مباشرة.

وبحسب نص المحادثة المسربة، لاحظ أحد المشاركين أنه نظرًا لحجم جسر القرم، الذي يعد الأطول في أوروبا، فإن حتى 20 صاروخًا قد لا تكون كافية لإلحاق أضرار جسيمة به، مشيرًا إلى أنه يمكن مقارنته بمدرج في هذا الصدد.

ونُقل عن الجنرال جيرهارتز قوله: "إنهم يريدون تدمير الجسر.. لأن له أهمية استراتيجية عسكرية وأهمية سياسية أيضًا"، في إشارة على ما يبدو إلى مسؤولين في كييف.

وأضاف: "سيكون من المقلق إذا كان لدينا اتصال مباشر مع القوات المسلحة الأوكرانية".

كما ناقش الضباط مدى قرب عمل الجيش الألماني في العملية المقترحة حتى لا يتجاوز "الخط الأحمر" للتورط المباشر، واعتبروا أن تدريب الأوكرانيين سرًا على استخدام الأسلحة الألمانية ومساعدتهم في التخطيط للعملية أمر مقبول، بينما أثاروا مخاوف بشأن اكتشاف الصحافة لمثل هذا التعاون، وفقًا للنص المسرب.

وفقا للنص، ناقش الضباط كيف أن الهجوم الناجح على جزء رئيسي من البنية التحتية الروسية سيتطلب بيانات أقمار صناعية إضافية، ونشر محتمل لصواريخ من مقاتلات داسو رافال الفرنسية، وشهرًا على الأقل من التحضير.

ردود الفعل

كان رد فعل برلين الأول على الكشف يوم الجمعة، عن مناقشة العديد من الجنرالات الألمان لمساعدة أوكرانيا في مهاجمة روسيا هو إطلاق تحقيق حول كيفية تسرب التسجيل.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية لصحيفة "بيلد" إنهم يتحققون مما إذا كانت الاتصالات داخل القوات الجوية قد تم اختراقها، مضيفًا أنهم لا يستطيعون قول أي شيء عن محتوى الاتصالات التي تم اعتراضها على ما يبدو.

وفي الوقت نفسه، لجأ الجيش الألماني أيضًا إلى الرقابة، إذ تم حظر حسابات متعددة على منصة إكس "تويتر سابقًا" نشرت التسجيل في ألمانيا اعتبارًا من مساء الجمعة.

وزعمت بيلد أنه "يبدو من الواضح" أن الجواسيس الروس "أو أحد شركائهم" كانوا وراء التسجيل.

وتشير الصحيفة، استنادًا إلى التسريب، أن ألمانيا سترسل ما يصل إلى 50 صاروخًا من طراز "توروس" بعيد المدى إلى أوكرانيا، وناقشوا الطرق التي يمكن بها تحقيق ذلك.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها ستطالب ببيان من برلين لتوضيح الأمر، ومن جهته قال رئيس مجلس "الدوما"، الروسي فياتشيسلاف فولودين، إن مسألة بحث ضباط ألمان الهجوم على جسر القرم سيتم عرضها ومناقشتها في الاجتماع المقبل لمجلس الدوما، مشددًا على أن القيادة الألمانية يجب أن تقدم تفسيرًا وإيضاحًا حول خطط الضباط الألمان.

علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في وقت سابق من اليوم على التسريب الصوتي على صفحتها الخاصة على منصة "تيليجرام": "الصحافة الألمانية لديها سبب لإثبات استقلالها وطرح الأسئلة على وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، بعد ظهور تسجيل صوتي يناقش فيه ضباط ألمان الهجمات على جسر القرم ومشاركة البلاد في الصراع الأوكراني".

ولم تعلق حكومة المستشار أولاف شولتز رسميًا على المقطع المسرب.