وسط هتافات أنصاره، أقيمت جنازة المعارض الروسي أليكسي نافالني في العاصمة موسكو، اليوم الجمعة، وسط إجراءات أمنية مشددة، وتم نقل جثمانه إلى كنيسة "أيقونة والدة الرب"، لإقامة مراسم الدفن بعد تسليمه إلى عائلته في المشرحة.
وقد وصل دبلوماسيون أجانب، بمن فيهم سفيرا فرنسا والولايات المتحدة لدى روسيا، لتقديم العزاء للعائلة، وحمل أربعة من حاملي النعش الذي يحتوي على رفات المعارض الروسي إلى الكنيسة، بينما هتف بعض أنصاره الواقفين في الخارج باسمه.
لا تتوقفوا
كان نافالني، الذي كان من أشد منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد توفي في 16 فبراير الماضي، عن عمر ناهز 47 عامًا، في ظروف وصفتها وسائل إعلام غربية بـ "الغامضة"، أثناء سجنه في أحد معسكرات الاعتقال في القطب الشمالي. بينما نفت موسكو وجود أية شبهة جنائية أدت إلى وفاته.
وتجنبا لأي إجراءات أمنية، قرر أنصاره بث جنازته مباشرة عبر الإنترنت، كما حثوا الروس على حضور مراسم جنازته ودفنه في مقبرة "بوريسوف" في موسكو.
ودعت كيرا يارميش، المتحدثة باسم نافالني، وزوجته يوليا نافالنايا، محبي المعارض الراحل إلى المشاركة في جنازته وحضورها.
كما شكرت يارميش، عبر قناة يوتيوب نظمها أنصار نافالني لهذه المناسبة: "أنا ممتنة للغاية لأولئك الذين جاءوا إلى الكنيسة اليوم، وأولئك الذين سيأتون إلى المقبرة".
وأضافت: "كل أولئك الذين يدعمون أليكسي ويكتبون عنه، إنه مهم جدًا الآن وسيكون أكثر أهمية لاحقًا. لذا من فضلكم لا تتوقفوا".
وأضافت أن "الأوقات الصعبة والصراعات الأكبر تنتظرنا. لذلك لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نستسلم. يجب أن نستمر في الحديث عن ذلك ويجب أن نتذكره".
تحذير موسكو
بعد أيام من وفاته، سلمت السلطات الروسية جثمان نافالني إلى والدته، إثر مطالبات متكررة، وتمت الموافقة على إقامة جنازته، بعد أن رفضت والدته دفنه سرًا.
لذا، حذّر الكرملين من عدم سماحه لأنصار نافالني بالاحتجاج خلال الجنازة.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس"، عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قوله إن "أي تجمعات غير مرخص بها ستكون انتهاكًا للقانون، ومن يشارك فيها سيتحمل المسؤولية".
ورغم التحذير، ذكرت وكالة "رويترز" أن أكثر من ألف شخص تجمعوا بالقرب من كنيسة "أيقونة والدة الرب"، حيث أقيمت الجنازة.
كما شوهدت حشود من الناس تصطف على الطريق المؤدي إلى الكنيسة.