تحولت صخرة سولوفيتسكي في موسكو مرة أخرى إلى مركز للتجمع والتعبير عن التضامن، بعد إعلان وفاة المعارض الروسي البارز ألكسي نافالني، في وقت سابق من اليوم داخل السجن، إذ شهدت الصخرة، التي تقع في ساحة لوبيانكا المواجهة لمقر جهاز الأمن الفيدرالي السابق، توافد العشرات لوضع الزهور الحمراء والبيضاء؛ تكريمًا للمعارض الروسي.
تعود جذور هذه الصخرة إلى عام 1923 عندما تم إنشاء أول معسكر دائم للنظام العقابي السوفييتي على جزر سولوفيتسكي البعيدة في شمال البلاد. ومنذ ذلك الحين، اكتسبت الصخرة الضخمة المجلوبة من هناك في عام 1990 رمزية خاصة كنصب تذكاري لضحايا القمع السياسي في الاتحاد السوفييتي.
وفي عام 1990، وبعد سنوات من المطالبات من قبل المجتمع المدني، تم وضع الصخرة على قاعدة جرانيتية بارتفاع نحو ثلاثة أمتار، ومنذ ذلك الحين، أصبحت الصخرة مكانًا لإحياء ذكرى الضحايا سنويًا في 30 أكتوبر.
وفي أعقاب وفاة نافالني، الذي كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 19 عامًا، شهدت الصخرة مرة أخرى اليوم، تجمعات من المواطنين الروس للتعبير عن التضامن مع المعارض البارز.
كما تم تصوير عدد من الأشخاص وهم يتجمعون لوضع الزهور على جسر مجاور للكرملين، حيث قُتل المعارض بوريس نيمتسوف في عام 2015.
فيما حذرت موسكو المواطنين من النزول إلى الشوارع للاحتجاج اليوم الجمعة، بعد ساعات من وفاة المعارض البارز للكرملين.
وقال مكتب المدعي العام في العاصمة الروسية، إنه على علم بدعوات عبر الإنترنت "للمشاركة في مسيرة حاشدة وسط موسكو"، وأوضح أنه "من الضروري التحذير من انتهاك القانون".
توفي نافالني، البالغ من العمر 47 عامًا، وهو أحد أبرز المعارضين في روسيا، أثناء قضائه عقوبة السجن لمدة 19 عامًا في مستعمرة عقابية نائية في المنطقة القطبية.
تم اعتقال نافالني في البداية عام 2021 بسبب قضية احتيال تتعلق بشركة التجزئة الفرنسية إيف روشيه، وبعد حادثة تسمم مزعومة في سيبيريا في الصيف السابق، تم نقله إلى ألمانيا للعلاج قبل عودته إلى روسيا.
وفي عام 2023، حكم على نافالني بعقوبة إضافية مدتها 19 عامًا في مرفق أمني مشدد "نظام خاص" بتهمة التطرف.
وأفاد الكرملين بأن الرئيس فلاديمير بوتين أُبلغ بوفاة نافالني، وأحال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الأسئلة إلى خدمة السجون الاتحادية، قائلًا إن سبب الوفاة لا يزال غير واضح في الوقت الحالي.
ورفض محامي نافالني، ليونيد سولوفيوف، التعليق، لكنه قال إنه التقى بموكله مؤخرًا يوم الأربعاء وكان كل شيء طبيعيًا.
كان نافالني في الأصل ناشطًا قوميًا روسيًا، واشتهر كأحد قادة المسيرات القومية اليمينية المتطرفة "مسيرة روسيا" التي كانت تُعقد سنويًا، ومع ذلك، أصبح لاحقًا له دور بارز أكثر ليبرالية في الاحتجاجات الجماهيرية في عامي 2011-2012 التي تمحورت حول ساحة بولوتنايا في موسكو، وفي عام 2013، حصل على 27% من الأصوات في انتخابات رئاسة بلدية موسكو.