اكتسبت حركة جديدة لاستقلال ولاية تكساس الأمريكية تسمى "تيكسيت"، والتي تم تسميتها على غرار خطة الـ بريكست البريطانية للخروج من الاتحاد الأوروبي، زخمًا كبيرًا خلال الأيام الماضية، حيث احتلت الفكرة عناوين الأخبار وأثارت جدلًا كبيرًا، خاصة مع المواجهة الحامية بين الحكومة الفيدرالية والولاية بسبب أزمة الحدود وتدفق المهاجرين، ودعا أصحابها لإجراء استفتاء شعبي بهدف الخروج من أمريكا.
وتعد تكساس، ثاني أكبر ولاية في الولايات المتحدة من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 30.03 مليون نسمة، كما أنها ثاني أكبر ولاية من حيث مساحة الأرض في البلاد، ما جعلها الأسرع نموًا بين الولايات، كما يعتمد اقتصادها بشكل كبير على النفط والكيماويات والصادرات بـ 300 مليار دولار سنويًا، وبحسب موقع statista للإحصائيات، بلغ الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للولاية 1.88 تريليون دولار أمريكي في عام 2022، كما أنها موطن لعدد من الجامعات الكبرى.
اهتمام كبير
وتحظى الحركة التي تدعو إلى انفصال تكساس عن الولايات المتحدة باهتمام كبير، حيث يعتبر دانييل ميلر، هو الوجه الفعلي لحركة تكساس القومية الحديثة، الملقبة بـ "تيكسيت"، وبحسب موقع Business Insider، فقد دعا إلى الانفصال بالوسائل السلمية، مرجعًا السبب وراء الحملة، إلى الإحباط من الحكومة الفيدرالية، والرغبة في الحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي.
ورغم وجود فكرة انفصال تكساس الحديثة منذ عقود، إلا أن الحركة الجديدة، اكتسبت الاهتمام المتزايد، كون الولاية كانت في مركز عواصف سياسية متعددة، كان آخرها المواجهة على الحدود الجنوبية بين سلطات الولاية والسلطات الفيدرالية بشأن الهجرة، عندما منعت الولاية المسؤولين الفيدراليين من قطع الأسلاك الشائكة المثبتة على طول الحدود حتى يتمكنوا من الوصول إلى المهاجرين.
إجراء استفتاء
ويرى الانفصاليون، بحسب مجلة تايم الأمريكية، أن الخطوة الأولى لكي تصبح تكساس مستقلة، ستكون إجراء استفتاء على مستوى الولاية، وفي وقت سابق من هذا الشهر، قدم ميلر وغيره من مؤيدي الانفصال عريضة تحمل أكثر من 170 ألف توقيع إلى مكتب حاكم ولاية تكساس جريج أبوت، داعين الحاكم إلى عقد جلسة خاصة في الهيئة التشريعية لولاية تكساس للتصويت على الاستقلال.
ويرى سكان تكساس، كما يقول ميلر، أنفسهم محرومين بشكل متزايد من حقوقهم بسبب النظام الفيدرالي الذي تم كسره بشكل نهائي، مشيرًا إلى أنه يتعين على شعب تكساس أن يتخذ قراره من خلال الاستفتاء الشعبي، لافتًا إلى أنه إذا انفصلت تكساس، فسوف تصوت بعد ذلك على شكل جديد من الحكومة وتتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن أشياء مثل التجارة والدفاع المشترك.
معارضو الانفصال
العديد من الخبراء القانونيين، كما يقول الموقع الأمريكي، أكدوا أنه لا توجد طريقة قانونية لانفصال أي دولة عن الولايات المتحدة، مشيرين إلى أنه على الرغم من أن حركة الاستقلال قد تكون صاخبة، إلا أنها غير واقعية ولا تحظى بدعم كبير بين مواطني تكساس، مستشهدين بقضية تكساس ضد المحكمة البيضاء العليا لعام 1869، والذي خلص حكمها إلى أن الولايات لا يمكنها المغادرة من جانب واحد، معتبرين أن أمريكا "اتحاد غير قابل للتدمير".
كما يرى الاقتصاديون أن حدوث اضطراب كبير مثل إعلان الاستقلال من شأنه أن يهدد نجاح الولاية في الاستمرار كقوة اقتصادية، مؤكدين أن كل المحاولات السابقة للانفصال فشلت بسبب عدم دعم مجتمع الأعمال لها، مشيرين إلى أن اقتصاد تكساس مبني في الأساس، على العلاقات خارج الولاية، وأن أي شيء يعيق ذلك سيكون ببساطة "سيئًا للأعمال التجارية".