مع دخول الحرب عامها الثالث، أحرزت القوات الروسية تقدمًا كبيرًا في أوكرانيا، استنادًا إلى "خرائط" نشرها معهد الحرب الأمريكي، إذ فرض الجيش الروسي سيطرته على عدة مناطق أوكرانية، وسط تراجع مقلق لكييف.
مكاسب كبيرة
بحسب صحيفة "نيوزويك" الأمريكية، أظهرت إحدى خرائط معهد الحرب تقييمه للمكاسب المؤكدة التي حققتها القوات الروسية بالقرب من كريمنا وباخموت وأفدييفكا. بالإضافة إلى استيلائها على لاستوتشكين، غرب مدينة دونيتسك التي سيطرت عليها أيضًا بعد قتال شرس لعدة أشهر.
وأظهرت لقطات من موقع المعارك نشرت أمس الثلاثاء دخول القوات الروسية إلى الجزء الجنوبي الشرقي من سيفيرن، غرب أفدييفكا. وقال مدونون عسكريون روس إنها احتلته بالكامل، إلى جانب تونينكي القريبة، على الرغم من أن "معهد الحرب" لم يرصد تأكيدًا بصريًا لذلك.
وأظهرت خريطة أخرى الوضع حول باخموت، أيضًا في محافظة دونيتسك، مع لقطات موقعية تظهر تقدم الروس على أطراف إيفانيفسكي الشرقية، جنوب المدينة.
وأظهرت خرائط أخرى تقدم الروس نحو روبوتين في محافظة زابوريزيا جنوبا ومكاسب نحو كرينكي في منطقة خيرسون.
تراجع أوكراني مقلق
دفعت المكاسب الحديثة التي حققتها موسكو على ساحة المعركة معهد الحرب إلى الاستنتاج بأن القوات الروسية استعادت "المبادرة على مستوى المسرح" وستتمكن من متابعة العمليات الهجومية هذا العام حيثما اختارت، طالما أنها تحتفظ باليد العليا.
وأكد المعهد، أن أوكرانيا بإمكانها أن تحرم القوات الروسية من هذه الفرصة من خلال حملاتها الهجومية الخاصة. ومع ذلك، يتطلب ذلك وجود وسائل كافية لشن هجوم مضاد، في حين تواجه كييف نقصًا واسعًا في الذخيرة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أول أمس الاثنين إن روسيا تستعد لهجوم آخر في الربيع أو بداية الصيف، وقال في منتدى في كييف: "سنستعد للمعركة".
تفوق طفيف
ومع ذلك، تمكنت كييف من التفاخر أمس الثلاثاء بأحدث حادثة جذبت العناوين، قائلة إن قواتها أسقطت طائرة روسية أخرى.
وقال قائد القوات الجوية الأوكرانية، ميكولا أوليشوك إن الطائرة المقاتلة الروسية من طراز Su-34 تم استهدافها على الجبهة الشرقية في حادث تم الإبلاغ عنه. ويأتي ذلك بعد إسقاط طائرتين للإنذار المبكر والسيطرة من طراز A-50 بقيمة 300 مليون دولار في الشهرين الماضيين.
وفي الوقت نفسه، بعد اجتماع لزعماء العالم في باريس يوم الاثنين، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن إمكانية إرسال قوات غربية على الأرض في أوكرانيا لم يتم استبعادها. وبينما لا يوجد حتى الآن "إجماع" على مثل هذه الخطوة، أكد ماكرون على ضرورة "فعل كل ما هو مطلوب حتى لا تتمكن روسيا من الفوز في الحرب".