الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خوفا من حرب عالمية.. محادثات نووية بين أمريكا والصين

  • مشاركة :
post-title
علما الصين وأمريكا

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين الولايات المتحدة والصين على مختلف الجبهات، من التجارة إلى تايوان إلى جنوب الصين البحري، يبدو أن هناك مجالًا واحدًا على الأقل يمكن فيه التعاون بين القوتين العظميين، وهو السيطرة على الأسلحة النووية. حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

الأولى من نوعها

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن الصين وافقت على عقد محادثات مع الولايات المتحدة حول هذا الموضوع الحساس في الأسبوع المقبل، وهي المحادثات الأولى من نوعها منذ عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

وتهدف هذه المحادثات إلى تجنب سباق تسلح خطير بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، لكنها لا تشكل بداية مفاوضات رسمية للحد من الأسلحة النووية. ومع ذلك، فإنها تمثل خطوة مهمة في بناء الثقة والحوار بين الجانبين، التي تفتقر إليها في العلاقات الثنائية في الآونة الأخيرة. وتأتي هذه المحادثات قبل اجتماع محتمل بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينج في سان فرانسيسكو على هامش قمة "أبيك".

وتشكل المحادثات النووية مع الصين فرصة ثمينة للولايات المتحدة للتعبير عن مخاوفها وتوقعاتها واقتراحاتها لتعزيز الاستقرار الاستراتيجي والأمن الدولي.

قدرات الصين النووية

تمتلك الصين أكثر من 500 رأس نووي تشغيلي في ترسانتها النووية ومن المحتمل أن تمتلك أكثر من 1500 سلاح نووي بحلول عام 2035، وفقًا لما ذكرته وزارة الدفاع الأمريكية في أكتوبر المنقضي.

لكن تقول الصين، إن الولايات المتحدة لديها ترسانة أكبر بكثير، إذ تمتلك روسيا والولايات المتحدة معًا ما يقرب من 90% من جميع الأسلحة النووية عالميًا.

انسحاب روسي

وتتعهد الولايات المتحدة وروسيا بموجب معاهدة "نيو ستارت" بعدم نشر أكثر من 1550 رأسًا نوويًا استراتيجيًا، ولكن بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وزيادة المخاطر والتهديدات التي تشهدها موسكو من أمريكا وحلفائها، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين هذ الأسبوع، إن موسكو ستوقف مشاركتها في المعاهدة. ما أثار حالة من القلق للعالم أجمع.

قنوات اتصال مفتوحة

وقد واجه العالم مثل هذه التوترات من قبل، فبعض اللحظات الأكثر إثارة للقلق في الحرب الباردة جاءت نتيجة لسوء الفهم؛ لذلك تم إنشاء خط ساخن بين واشنطن وموسكو في أعقاب أزمة الصواريخ الكوبية، لمنح القادة إمكانية الاتصال الفوري ببعضهم البعض.

وعلى غرار قنوات الاتصال المفتوحة بين موسكو وواشنطن، تمتلك أمريكا والصين خطًا مماثلًا، لكنه غير مستخدم، على الرغم من المحاولات الأمريكية المستمرة.

وجاء هذا التجاهل الصيني للاتصالات الامريكية نتيجة لتوتر العلاقات بين البلدين، بعد أن أسقطت أمريكا المنطاد الصيني الذي حلّق في الأجواء الأمريكية، واعتبرته واشنطن منطاد تجسس، رغم تأكيدات الصين أنه يستخدم لأغراض مدنية، إضافة إلى ذلك، كانت بكين رفضت طلب وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن للقاء نظيره الصيني الأسبق، لي شناجفو، بسبب فرض واشنطن عقوبات على "لي".

بناء الثقة

وتقول "نيويورك تايمز"، إنه من الواضح أن هناك حاجة ماسة إلى تنسيق وتفاهم بين الدول النووية لمنع انتشار الأسلحة النووية وخفض المخاطر الناجمة عنها. وعلى الصين أن تظهر استعدادها للتعاون والمسؤولية كقوة نووية صاعدة، وأن تساهم في صنع قواعد اللعبة في هذا المجال الحيوي.

وأكدت، أنه ينبغي على الجانبين أن يتجنبا التصعيد والمناورة والاستفزاز، وأن يسعيا إلى بناء ثقة متبادلة واحترام متبادل.

تهديدات إقليمية وعالمية

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن العالم يشهد في الآونة الأخيرة توترات وتحديات كبيرة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إذ يشعر الأمريكيون بالقلق من إمكانية تصاعد تلك التوترات إلى حروب، من ناحية الحرب الروسية الأوكرانية التي لم تستبعد موسكو استخدام الأسلحة النووية خلالها حفاظًا على مصالحها الخاصة، بالإضافة إلى تحسين كوريا الشمالية لبرامجها النووية، بعد ما أصبحت قادرة على ضرب الولايات المتحدة.