أعلنت رونا ماكدانيال، ثاني امرأة تشغل رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، استقالتها رسميًا من منصبها بعد 7 سنوات، وهو الأمر الذي استقبله أنصار حركة "أمريكا أولًا" التابعة لدونالد ترامب باحتفالات كبيرة على السوشيال ميديا، إذ يأتي ذلك في الوقت الذي تنتظر فيه زوجة ابن ترامب الصعود للمنصب كرئيس مشارك؛ مما يعزز قبضة الرئيس السابق على الحزب الجمهوري قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.
وحقق ترامب انتصارًا كاسحًا في السباق التمهيدي الذي أجراه الحزب الجمهوري حتى الآن، بهدف اختيار المرشح الأوفر حظًا لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، والتي تجرى كل أربع سنوات، ومن المتوقع انطلاقها الثلاثاء 5 نوفمبر المقبل، حيث تأتي الانتخابات العامة في أمريكا، بحسب شبكة "إي بي سي" نيوز الأمريكية، بعد المؤتمرات الحزبية والانتخابات الأولية التي تجريها الأحزاب الرئيسية لتحديد مرشحيها، على أن يتم إعلان الفائز في يناير 2025.
من هي ماكدانيال؟
قادت رونا ماكدانيال، الحزب الجمهوري خلال سبع سنوات من التحول العميق، بما في ذلك معظم فترة ولاية ترامب في البيت الأبيض، وبحسب شبكة "إي بي إس نيوز" الأمريكية، فلقد شاركت في الانتخابات العامة لعام 2020، وانتخابات التجديد النصفي لعام 2022، والانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2024، بما في ذلك التصويت المبكر في ولايات أيوا ونيوهامبشاير ونيفادا وكارولينا الجنوبية.
وتشمل بعض إنجازاتها خلال تلك الفترة، إقالة نانسي بيلوسي، والفوز بالتصويت الشعبي في عام 2022، وإنشاء إدارة نزاهة الانتخابات، وبناء أول برنامج للمانحين على مستوى القاعدة الشعبية الصغيرة للجنة، وتوسيع الحزب، وعملت على التواصل مع الأقليات من خلال إطلاق برنامج "بنك صوتك" لحمل الجمهوريين على الالتزام بالتصويت مبكرًا.
خليفة رونا
وتخضع اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري تاريخيًا للتغيير بمجرد أن يكون هناك مرشح لمنصب الرئاسة، حيث أيد ترامب المستشار العام للجنة الوطنية للحزب الجمهوري مايكل واتلي؛ ليحل محل ماكدانيال كرئيس جديد للجنة، كما أيد زوجة ابنه، لارا ترامب، لتحل محل الرئيس المشارك الحالي درو ماكيسيك، وذلك وفقًا للقواعد التي تنص على أن يكون الرئيس والرئيس المشارك من جنسين مختلفين.
وستدخل استقالة ماكدانيال حيز التنفيذ قبل أيام فقط، بحسب الشبكة الأمريكية، من يوم الثلاثاء الكبير، عندما يصوت عدد من الولايات الغنية بالمندوبين في الانتخابات التمهيدية الرئاسية، وبعد أكثر من أسبوع من اتخاذ ولاية ميشيجان قرارها بشأن مرشح جمهوري.
أنصار ترامب
وعلى الرغم من أن ترامب اختارها بعد فترة وجيزة من فوزه عام 2016، إلا أن ماكدانيال، بحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، لم تعد تحظى بشعبية لدى الرئيس السابق، حيث احتفل أنصار حركة "أمريكا أولًا" بتنحي ماكدانيال، مؤكدين أنها واحدة من أسوأ القادة في تاريخ الحزب، حيث لم يواجه الجمهوريون شيئًا سوى البؤس خلال رئاستها -على حد قولهم- متسائلين عن سبب انتظارها لما بعد الثلاثاء الكبير.
وتعرضت ماكدانيال، التي تأتي استقالتها في وقت حرج للحزب الجمهوري، لانتقادات لاذعة من لارا زوجة ابن ترامب، بسبب ما وصفته باستخدام تبرعات الحزب الجمهوري على المستشارين السياسيين، مشيرة إلى أن "كل قرش" من أموال اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري سيتم تخصيصه لإعادة انتخاب والد زوجها، وهو الأمر الذي أثار مخاوف من استخدام تلك الأموال لدعم قضايا ترامب القانونية.