قطع السينمائيون السودانيون عهدًا على أنفسهم باستمرار الفنون السينمائية وتقديمها للجمهور، بجانب بحثهم المستمر عن إنتاج سينمائي مستقل في السودان، قبل أن يتوجهوا للإنتاج المشترك لنقل أفكارهم إلى العالم، إذ يبحثون بكل الطرق عن نقل ما بداخلهم وحلم السينما في السودان الذي لا يتوارى عن بالهم.
قرر السينمائيون السودانيون وبالتحديد "جماعة الفيلم السوداني" تنفيذ برنامج أفلام في مركز الصوت والصورة بالقاهرة؛ لتقديم مجموعة من الأفلام التي بدأ عرضها اليوم، بجانب يوم آخر 4 مارس ليكون فرصة لعرض أفلام أخرى، وحول مزيد من التفاصيل، كشف المخرج السوداني سليمان إبراهيم عضو اللجنة التنفيذية لجماعة الفيلم السوداني لـ موقع "القاهرة الإخبارية" عن سعادته بمقابلة الجمهور المصري من خلال أفلام مرممة، إذ يقول: "نعرض اليوم فيلم المحطة للطيب مهدي، بجانب فيلمين "رغبة" و"الطريق للمخرجة مهيرة سليم، بينما نعرض يوم الإثنين فيلم "إفريقيا غابة طبل وثورة"، وفيلم "حفلة صيد" للمخرج إبراهيم شداد، وأرى أن تلك فرصة رائعة ليتعرف الجمهور المصري على جانب جديد من صناع السينما السودانية والأفلام المنتجة هناك.
وتابع سليمان: "حينما عرض علينا مركز الصورة التواجد لم نتردد، وهو مكان غير ربحي؛ لذلك سيكون دخول الجمهور مجانًا بأسبقية الحضور، ونحن متواجدون من أجل أن نتحدث عن كواليس صناعة تلك الأفلام مع الجمهور الحاضر، والتحدث عن صنّاع الفيلم السوداني".
وحول مصير الأرشيف السوداني أو ترميم أفلام جديدة يقول سليمان: "الحقيقة أننا لا نعرف مصير الأرشيف السوداني خصوصًا في ظل الصراعات الكبيرة الموجودة في السودان، فنحن لا نعرف مصير أفلامنا حتى نعرف مصير الأرشيف، وحينما نستطيع الحصول على أعمالنا يمكننا ترميمها وعرضها للجمهور، ولكن في الوقت الحالي الوضع صعب".
يُذكر أن مجموعة من الأفلام المُرممة لجماعة الفيلم السوداني، عُرضت في الدورة الماضية من مهرجان الجونة وهي 3 أفلام للمخرج الطيب المهدي، هي "الضريح" إنتاج 1977، "المحطة" إنتاج 1989، و"4 مرات للأطفال" إنتاج 1979، و3 أفلام أخرى للمخرج إبراهيم شداد هي "الحبل" إنتاج 1985، "حفلة صيد" إنتاج 1964، و"جمل" إنتاج 1981، وفيلمان للمخرج سليمان إبراهيم هما "إفريقيا: غابة، طبل وثورة" إنتاج 1979، و"لكن الأرض تدور" إنتاج 1978.
وكشف المخرج سليمان إبراهيم لموقع "القاهرة الإخبارية" عن كواليس ترميم تلك الأعمال، وقال: "من محاسن الظروف أثناء تصوير فيلم "الحديث عن الأشجار" للمخرج السوداني صهيب الباري، أراد أن يتعرف أكثر على أفلامنا في البدايات، لكن لم تكن لدينا نسخ من الأفلام المرممة حاليًا، فقام بالتواصل مع مؤسسة أرسنال في ألمانيا، التي تعمل على ترميم الأفلام القديمة، وعقد اتفاقًا معهم على ترميم الأفلام التي كان عددها 7 أفلام بدون مقابل، وبجهد كبير حصلوا على الأفلام وخصوصًا فيلمي "ولكن الأرض تدور".