كشف اجتماع قمة العشرين في "ريو دي جانيرو" هذا الأسبوع عن مدى عزلة واشنطن؛ جراء دعمها المتواصل لجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال القصف المستمر على قطاع غزة، الذي أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف من الضحايا والمدنيين من الجانب الفلسطيني.
وافتتح وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، الاجتماع الذي استمر يومين بإدانة "الشلل غير المقبول" لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة -حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" لرفض قرار ثالث يدعو إلى وقف إطلاق النار- قائلًا إن الوضع يكلف "أرواحًا بريئة".
أمريكا مُدانة في قمة العشرين
وخلال الاجتماع وبسبب خطأ تقني، سربت الميكروفونات تعبير بعض أقرب حلفاء الولايات المتحدة عن إحباطهم من حجم الوفيات في القطاع، مع إشارة الكثيرين إلى أنه يمكن تجنب خسائر أخرى إذا انضمت الولايات المتحدة إلى الدعوات لوقف إطلاق النار، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وأشار التسريب الصوتي في اجتماع العشرين إلى أن الحكومات محبطة مما تراه نفاق واشنطن في دعم أوكرانيا على حساب غزة. وفي قمة العشرين في نيودلهي العام الماضي، تمكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، من كسب تأييد الوفود بشكل كبير من خلال استحضار ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ السيادة لانتقاد هجوم موسكو لأوكرانيا، لكن الدبلوماسيين في ريو قالوا إن الولايات المتحدة تقوض هذه الحجج بالدفاع عن إسرائيل.
وقال ممثل جنوب إفريقيا، إذا كانت مجموعة العشرين "موحدة" حول مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، "لما استمرت المأساة في فلسطين أكثر من ثلاثة أشهر".
وفي الوقت نفسه، قال ممثل استراليا الاجتياح الذي تخطط له إسرائيل في مدينة رفح الجنوبية في غزة: "نقول مرة أخرى لإسرائيل - لا تسلك هذا الطريق".
ميشيجان.. اختبار بايدن الأول
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الانتخابات التمهيدية في ميشيجان الأسبوع المقبل ستكون أول استفتاء حقيقي على سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط. إذ يحث المنتقدون البارزون الناخبين الأساسيين على التصويت "غير الملتزمين" ضده – وهذا يعني التصويت للمندوبين الذين ليسوا ملزمين بالتصويت في المؤتمر الوطني الديمقراطي في أغسطس لترشيح بايدن.
كما أن الهدف النهائي لحملة "استمع إلى ميشيجان" هو إرسال تحذير من أن الديمقراطيين معرضون لخطر خسارة البيت الأبيض، إذا لم يتبن بايدن موقفًا أقوى ضد العدوان العسكري الإسرائيلي.
وقال العديد من طلاب الجامعات والأمريكيين العرب –وهم نسبة كبيرة من ناخبي ميشيجان– لـ "نيويورك التايمز"، إنهم لن يصوتوا لصالح بايدن في الانتخابات العامة في نوفمبر ما لم يدع صراحة إلى وقف إطلاق النار.
الصين تضع قدمًا في الشرق الأوسط
ويسمح الموقف المعزول لواشنطن بشأن إسرائيل لجهات فاعلة مثل الصين بالحصول على موطئ قدم في الشرق الأوسط. لكن المسألة أصبحت أيضًا تحديًا داخليًا للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يواجه سباقًا انتخابيًا صعبًا هذا العام، بسبب جزء من تعامله مع الأزمة.
في حين كان "المحور الأصلي" لنفوذ بكين في الشرق الأوسط اقتصاديًا -ولا سيما في التجارة المتصاعدة بفضل مبادرة الحزام والطريق، وهي خطة بنية تحتية ضخمة لربط الاقتصادات الآسيوية بتلك الأوروبية والإفريقية- فقد أتاحت الحرب في غزة لبكين فرصة لـ "تقديم نفسها كبديل مسؤول عن الولايات المتحدة"، كما كتب عالم السياسة بيتر دبليو سينجر ومحلل الصين كيفن نجوين لموقع "ديفنس ون".