شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات على أهداف تابعة لحزب الله اللبناني في أعماق لبنان، في أعنف هجوم إسرائيلي منذ سنوات، على حد تعبير وكالة "رويترز" للأنباء.
ويتبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله إطلاق النار بانتظام عبر الحدود بين البلدين منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر؛ مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص، في معظمهم مقاتلو حزب الله، ولكن أيضًا يسقط مدنيون من الجانبين.
تصعيد خطير
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، قتل شخصان على الأقل اليوم الإثنين في ثلاث غارات إسرائيلية قرب معقل لحزب الله في شرق لبنان. وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي الهجمات، قائلًا إنها جاءت "ردًا على إطلاق صاروخ أرض جو" أصاب طائرة إسرائيلية بدون طيار في وقت سابق اليوم في جنوب لبنان.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت قوله، إن إسرائيل "تخطط لزيادة القوة النارية ضد حزب الله"، متعهدًا بمواصلة استهداف حزب الله حتى لو تم تنفيذ هدنة مؤقتة في غزة.
وبحسب مسؤولين أمريكيين، فقد توصلت إسرائيل والولايات المتحدة وعدة دول في الشرق الأوسط إلى "تفاهم" بشأن شروط وقف إطلاق النار في غزة، لكن لا يزال غير واضح ما إذا كانت حماس ستوافق على شروطه. ويشمل إطار الاتفاق متطلبات لحماس لإطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل هدنة تستمر عدة أسابيع وكذلك إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
تأييد شعبي
ورغم الهجمات اليومية تقريبًا من قبل حزب الله وإسرائيل، يعتقد الخبراء أنه لا يريد أي من الطرفين تصعيد الصراع إلى حرب شاملة، حسبما ذكرت صحيفة " Le Monde" الفرنسية.
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنه حكومة نتنياهو تواجه ضغوطًا من 80 ألف ساكن في شمال إسرائيل الذين تم إجلاؤهم من منازلهم بعد ضربات حزب الله، وكثير منهم لن يعودوا إلا إذا تم دفع قوات حزب الله بعيدًا عن الحدود.
وأظهر استطلاع حديث أن 71% من الإسرائيليين يؤيدون اتخاذ إجراء عسكري واسع النطاق لإبعاد حزب الله عن الحدود، بحسب ما ذكرت صحيفة "معاريف".
مهمة معقدة
وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن أي عملية عسكرية في جنوب لبنان لن تكون سهلة؛ بسبب استعدادات حزب الله التي استمرت عقودًا لهجوم إسرائيلي وقدرته على الانسحاب مؤقتًا إلى الشمال حتى ينسحب الجيش الإسرائيلي، كما كتب الخبير الأمني المقيم في بيروت نيكولاس بلانفورد لـ " Atlantic Council of United States"، وهي مؤسسة بحثية أمريكية.
ويمتلك حزب الله قوة قتالية أكبر من حماس ومخزونًا قدر بنحو 150 ألف صاروخ، مما يعني أن لديه القدرة على "إلحاق تكلفة فادحة بإسرائيل".
ومع استمرار التبادل الناري، "سيكون من الصعب مقاومة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لشن نوع من الهجوم على جنوب لبنان"، كما كتب بلانفورد.