أقر جيش الاحتلال بالتصعيد ضد لبنان وسوريا، خلال الأيام الـ120 الماضية، بذريعة ضرب أهداف لحزب الله، وهو الأمر الذي ينذر بحرب مدمرة بين الجانبين.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانييل هاجاري، إن القصف الإسرائيلي أصاب أكثر من 3400 هدف لحزب الله في جنوب لبنان، وأكثر من 50 هدفًا في سوريا، منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023.
وفي مؤتمر صحفي، أمس السبت، زعم "هاجاري" أن جيش الاحتلال يحاول وقف سلسلة إمداد حزب الله بالذخيرة والصواريخ، التي يتم تهريبها من إيران إلى سوريا ثم إلى لبنان، قائلًا: "نحدد موقع هذه الشحنات وندمرها.. لقد تم تدميرها قبل أن تصل إلى حزب الله".
ولفت المتحدث باسم جيش الاحتلال إلى مواصلة التصعيد ضد حزب الله، قائلاً: "سنواصل العمل أينما يتواجد حزب الله.. سنواصل العمل حيثما كان ذلك مطلوبًا في الشرق الأوسط".
وأضاف أن جيش الاحتلال نشر ثلاث فرق، على طول الحدود اللبنانية منذ 7 أكتوبر، بدلًا من الفرقة الوحيدة المعتادة، لمحاولة تقليص قدرات حزب الله، وحماية سكان المستوطنات الشمالية قرب الحدود الجنوبية اللبنانية.
ولفت هاجاري إلى أن جيش الاحتلال، خلال الأشهر الأربعة الماضية، إلى جانب الحرب على غزة، يخوض معركة شديدة للغاية على الجبهة الشمالية، بهدف إعادة تشكيل الواقع الأمني، وتمكين سكان المستوطنات الشمالية من العودة إلى منازلهم.
وقال: "لقد هاجمنا حتى الآن أكثر من 150 وحدة إرهابية- وقضينا على أكثر من 200 إرهابي وقائد"، على حد زعمه.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، يتبادل حزب الله وجيش الاحتلال الضربات اليومية عبر الحدود، وتتصاعد تدريجيًا. كما نفذ جيش الاحتلال عمليات استهدفت شخصيات من حزب الله وحماس في لبنان.
وأدت الضربات المتبادلة بين جيش الاحتلال وحزب الله على الحدود اللبنانية، إلى استشهاد أكثر من 200 شخص في الجانب اللبناني، ومقتل 18 في الجانب الإسرائيلي. ونزح عشرات الآلاف من الجانبين، ولا توجد احتمالات فورية لعودتهم، وفق تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الإخبارية الأمريكية.
ويهدد مسؤولو الاحتلال بالتصعيد ضد لبنان، ما لم ينسحب مقاتلو حزب الله من الحدود، بينما عزز الاحتلال قواته على الحدود الجنوبية للبنان.
وقال يوآف جالانت، وزير جيش الاحتلال، الأسبوع الماضي، إن قواته ستبدأ العمل قريبا جدًا على الحدود مع لبنان، حيث يتصاعد التوتر مع حزب الله.
ويرجح تقرير "أسوشيتد برس"، أن الحرب واسعة النطاق بين حزب الله وجيش الاحتلال، سوف تنتشر إلى جبهات متعددة بين الطرفين، ما يؤدي إلى تصعيد مشاركة وكلاء إيران في سوريا والعراق واليمن، وربما حتى جر إيران نفسها.
كما يمكن للحرب أن تجر الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، إلى عمق الصراع.
وأرسلت الولايات المتحدة بالفعل سفنا حربية إضافية إلى المنطقة، لكنها أكدت أن ذلك لمنع اتساع نطاق الحرب على غزة إلى جبهات جديدة. فيما أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن مبعوثه إلى لبنان وإسرائيل، لتهدئة التوترات بين جيش الاحتلال وحزب الله، ومنع الحرب بين الجانبين.
ونقلت "أسوشيتد برس"، عن أورنا مزراحي، من مركز الأبحاث الإسرائيلي "معهد دراسات الأمن الوطني"، إن حزب الله يمتلك بين 150 ألفًا إلى 200 ألف صاروخ وقذيفة متعددة المدى.
وأضافت أن هذه الترسانة أكبر بخمس مرات على الأقل من ترسانة حماس وأكثر دقة بكثير، ويمكن أن تصل مقذوفات حزب الله الموجهة إلى مرافق المياه والكهرباء والاتصالات والمناطق السكنية ذات الكثافة السكانية العالية.
أما في لبنان، فترجح "أسوشيتد برس" أن تتسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، حال اندلعت الحرب الواسعة، في تدمير في البنية التحتية وربما قتل الآلاف، مشيرة إلى تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بـ"تحويل بيروت إلى غزة"، حيث تسبب العدوان الإسرائيلي في دمار واسع النطاق وأودى بحياة أكثر من 27 ألف شخص، وفقًا للسلطات الصحية في غزة.