بعد يوم واحد من وصفه بـ "المجنون" في سان فرانسيسكو، اجتمع الرئيس الأمريكي جو بايدن مع عائلة المعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني للتعبير عن "تعازيه القلبية"، ومتوعدًا نظام الرئيس فلاديمير بوتين.
والتقى الرئيس مع يوليا نافالنايا وداشا نافالنايا الخميس، واعدًا بتكريم إرث المعارض الروسي الراحل، حيث "أعرب عن إعجابه بشجاعة أليكسي نافالني غير العادية، وإرثه في مكافحة الفساد، ومن أجل روسيا الحرة والديمقراطية، التي ينطبق فيها حكم القانون على الجميع بالتساوي". كما جاء في بيان البيت الأبيض.
وكان بايدن في حديثه إلى المانحين في سان فرانسيسكو، الأربعاء، قد وصف نظيره الرئيس الروسي بأنه "مجنون"، معربًا عن قلقه بشأن احتمالية صراع نووي.
عقوبات إضافية
خلال اللقاء الذي تمت مشاركة صوره على منصة X، تويتر سابقًا، قال بايدن للصحفيين إنه "شرف" أن يجتمع مع يوليا وداشا نافالنايا، وإن الولايات المتحدة "لن تتوقف عن الضغط على روسيا بشأن وفاة نافالني".
وأضاف: "كان رجلًا يتمتع بشجاعة لا تصدق، ومن المدهش كيف تحاكي زوجته وابنته ذلك"، معربًا عن إعجابه عندما علم أن زوجة نافالني "ستواصل القتال".
وقال البيت الأبيض إن بايدن "أكد أن إرث أليكسي سيستمر من خلال الناس في جميع أنحاء روسيا والعالم، حزنًا على خسارته، والنضال من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان".
وأكد بايدن خلال اللقاء أن إدارته ستعلن عن عقوبات جديدة كبيرة ضد روسيا، اليوم الجمعة "ردًا على وفاة نافالني، والقمع والعدوان الروسي، والحرب الوحشية وغير القانونية في أوكرانيا"، وفق البيت الأبيض.
وقال بايدن في وقت سابق: "لدينا بالفعل عقوبات، لكننا نفكر في فرض عقوبات إضافية"، مشيرًا إلى أنه في حين أن الولايات المتحدة لم تكن متأكدة من أن ظروف وفاة نافالني غير واضحة، إلا أنها كانت "نتيجة لشيء فعله بوتين وبلطجيته".
وقال نائب وزير الخزانة الأمريكي والي أدييمو، الخميس، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على أكثر من 500 هدف، اليوم الجمعة، كما ذكرت "رويترز".
وستستهدف العقوبات، التي تأتي بمناسبة الذكرى السنوية الثانية للحرب الروسية على أوكرانيا، غدًا السبت، المجمع الصناعي العسكري الروسي، والشركات الموجودة في دول ثالثة تساعد روسيا في الحصول على البضائع.
وتضاف حزمة العقوبات الجديدة إلى العدد القياسي من العقوبات المفروضة بالفعل على روسيا في ضوء الحرب في أوكرانيا.
لكن، في حين أدت العقوبات المرتبطة بالحرب إلى عزل أكبر البنوك الروسية والحد من واردات التكنولوجيا والمعدات العسكرية إلى البلاد، إلا أن القيود فشلت إلى حد كبير في ترك تأثير كبير على اقتصاد موسكو.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، قال يوم الثلاثاء، إن حزمة العقوبات "ستحمل روسيا مسؤولية ما حدث للسيد نافالني، وبصراحة تامة، عن جميع أفعالها على مدى الأشهر القليلة الماضية في مسار الحرب الشرسة والوحشية المستمرة منذ عامين".
وأضاف كيربي: "مهما كانت القصة التي تقرر الحكومة الروسية إخبارها للعالم، فمن الواضح أن الرئيس بوتين وحكومته مسؤولون عن وفاة نافالني".
جنازة سرية
في ديسمبر الماضي، تم نقل نافالني من سجنه السابق في منطقة فلاديمير بوسط روسيا، إلى مستعمرة "بولار وولف" العقابية، الواقعة فوق الدائرة القطبية الشمالية، والتي تُعّد أعلى مستوى أمني في السجون في روسيا.
الجمعة الماضي أعلنت إدارة السجون أن نافالني -47 عامًا- فقد وعيه وتوفي فجأة، بعد تريضه سيرًا في السجن الذي كان يقضي فيه حكمًا بالسجن لمدة ثلاثة عقود.
ونفى الكرملين تورطه في وفاة نافالني، وقال مسؤولو السجن في بيان الأسبوع الماضي إنه "شعر بتوعك بعد المشي، وفقد الوعي على الفور تقريبًا، ثم توفي".
ورفض أفراد عائلة نافالني الادعاءات بأن وفاته كانت "طبيعية"، وقالت يوليا نافالنايا إنها تعتقد أن الرئيس بوتين وراء وفاة زوجها الراحل.
وقالت والدة نافالني، ليودميلا نافالنايا، في رسالة فيديو تمت مشاركتها من مدينة سالخارد في القطب الشمالي، على منصات التواصل الاجتماعي، الخميس، إن المحققين الروس سمحوا لها برؤية جثة ابنها، لكنهم ضغطوا عليها لإجراء جنازة سرية.
وقالت نافالنايا -69 عامًا- إنها نُقلت إلى مشرحة المدينة، وإن المسؤولين أخبروها أنها إذا لم توافق على جنازة سرية، فسوف "يفعلون شيئًا" بجثة ابنها.
وقالت وهي ترتدي ملابس سوداء وجالسة: "إنهم يريدون أن يتم ذلك سرًا، دون وداع. يريدون أن يأخذوني إلى أطراف المقبرة، إلى قبر جديد، ويقولون هنا يرقد ابنك".
وأضافت نافالنايا: "يدعي المحققون أنهم يعرفون سبب الوفاة، ولديهم جميع الوثائق الطبية والقانونية جاهزة، والتي رأيتها، ووقعت على شهادة الوفاة الطبية. لا أتفق مع ذلك. أريدكم، يا من تهتمون بأليكسي، والتي كانت وفاته مأساة شخصية بالنسبة لكم، أن تتاح لكم الفرصة لتوديعه".
وتم اعتقال المئات من المواطنين الروس في الوقفات الاحتجاجية التي أقيمت من أجل نافالني خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتلقى بعضهم استدعاءات عسكرية عند إطلاق سراحهم، وفقًا لتقارير محلية.