يحمل الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية جيمي كارتر، البالغ من العمر 99 عامًا، كثيرًا من الأرقام القياسية، فهو أكبر رئيس أمريكي على قيد الحياة في التاريخ، وأطول فترة زواج لأي رئيس وسيدة أولى في تاريخ الولايات المتحدة، والعام الحالي يسجل رقمًا جديدًا.
رقم قياسي جديد لـ"كارتر"
الرقم القياسي الجديد لـ"كارتر" كشفته الجمعية التاريخية للبيت الأبيض، حينما أزاحت النقاب عن زينة عيد الميلاد السنوية الخاصة بها، الأربعاء الماضي، التي تضم كارتر هذا العام، وهو أول رئيس أمريكي يتم تكريمه بزخرفة رسمية لعيد الميلاد في البيت الأبيض، وهو لا يزال على قيد الحياة.
ويحتوي كل من الجانب الأمامي والخلفي من الزخرفة على حمامة سلام، وهو رمز لعمل كارتر من أجل السلام في الشرق الأوسط، وربما كان الأهم معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة في الحديقة الشمالية للبيت الأبيض في 26 مارس 1979، وفق جمعية البيت الأبيض على موقعها الإلكتروني.
غواصة كارتر
يتميز الجزء الخلفي من الزخرفة بصورة "يو إس إس جيمي كارتر"، آخر فئة من الغواصات النووية "سي وولف" التي تم تصميمها للبحرية والتي تم تشغيلها عام 2005، وهي الغواصة الوحيدة التي تم تسميتها على اسم رئيس على قيد الحياة.
وتشير الكرة الأرضية الموجودة في مركز كارتر الرئاسي -المنظمة غير حكومية غير الهادفة للربح- إلى عمل كارتر مدى الحياة في الحفاظ على البيئة، ويزين الفول السوداني وأزهاره الجزء السفلي من الزخرفة، وهو بمثابة تذكير بالسنوات التي قضاها مزارعًا للفول السوداني ورجل أعمال في السهول، وفق شبكة راديو "صوت أمريكا".
المرة الأولى
وقال ستيوارت ماكلورين، رئيس الجمعية التاريخية، إن هذا التكريم يمثل "المرة الأولى في تاريخ برنامج الزخرفة لدى الجمعية التي تمكنت فيها من إبراز رئيس حي، والتي تتميز بسلسلة من الزخرفة لتكريم رئيس مختلف كل عام حسب ترتيب خدمتهم".
وأضاف "ماكلورين"، "إن كارتر الذي يحتل المركز 39 في القائمة، هو الرئيس الوحيد الذي التحق بالأكاديمية البحرية الأمريكية، وتزوج من زوجته روزالين بعد تخرجه عام 1946، واستمر في الخدمة في البحرية لمدة سبع سنوات قبل أن يعود إلى مسقط رأسه في بلينز بولاية جورجيا".
دار مسنين
واحتفل الرئيس الأسبق بمرور عام على إيداعه دار رعاية المسنين، الأحد الماضي، بعد احتفاله بعيد ميلاده التاسع والتسعين في أكتوبر الماضي، وكان آخر ظهور علني له في 29 نوفمبر الماضي لحضور جنازة زوجته روزالين كارتر.
ونجا كارتر من سرطان الدماغ النقيلي وسرطان الكبد وعدد من المخاوف الصحية، بما في ذلك جراحة الدماغ بعد سقوطه في عام 2019، ودخل رعاية المسنين في فبراير 2023 بعد سلسلة من الإقامة في المستشفى.
وقال المؤلف جوناثان ألتر، الذي سجل حياة كارتر في كتاب "أفضل ما لديه"، "إنه كبير في السن وضعيف للغاية، فعندما تبلغ من العمر 99 عامًا، تبدأ أنظمة مختلفة في جسمك في الانهيار، ولكن من المهم جدًا أن تفهم أنه لا يعاني من أي حالة صحية كامنة مثل قصور القلب أو السرطان".
حرب غزة
في الأشهر الأخيرة، دعا مركز كارتر إلى وقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية على غزة، الأمر الذي يهدد بالتراجع عن أحد أعمدة تراث جيمي كارتر، وقال ألتر: "أن ذلك يؤكد حلم كارتر غير المحقق بتحقيق سلام أوسع في الشرق الأوسط"، مضيفًا: "لو كان عمر جيمي كارتر أصغر ببضع سنوات فقط، لكان موجودًا في المنطقة الآن محاولًا صنع السلام".