شكك تقرير استخباراتي أمريكي في مزاعم الاحتلال الإسرائيلي أن 10% من العاملين بالوكالة الإغاثية لشؤون الفلسطينيين يعملون لدى حماس، وأن بعضهم شارك في عملية طوفان الأقصى، إذ كشف التقييم الجديد عن أن الهجوم الإسرائيلي على المنظمة ينبع من كراهيتها لها ومحاولة تشويه سمعتها، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وكشفت التصرفات الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة في غزة، التي يعتمد عليها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، عن استمرار الاحتلال في مساعيه لإفراغ قطاع غزة من كل شيء، إذ لم يكن اتهام الأونروا بمشاركة أعضائها في طوفان الأقصى، سوى واحدة من تلك الخطوات التي ينتهجها الاحتلال لقتل كل مظاهر الحياة في القطاع.
ظلال من الشك
وجاء في التقييم الاستخباراتي، الذي نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقتطفات منه، أنه على الرغم من أن بعض الاتهامات الإسرائيلية للوكالة الإغاثية يمكن أن تكون ذات مصداقية، إلا أنه لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، وهو الأمر الذي يُلقي- بحسب التقييم - ظلالًا من الشك على المزاعم الإسرائيلية بوجود صلات وروابط أوسع بين الأونروا وحركة حماس.
ودفع الاتهام المفاجئ الإسرائيلي لوكالة غوث، العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى قطع التمويل عن الوكالة، التي كانت وسيلة حاسمة لإيصال المساعدات إلى الفلسطينيين، فيما وُصف على نطاق واسع بأنها أزمة إنسانية، في مقابل دول أخرى رفضت تعليق مساعدتها تشمل إيرلندا وتركيا والسعودية.
ثقة منخفضة
ووضع التقييم المخابراتي، الذي صدر الأسبوع الماضي، "ثقة منخفضة" في الادعاء الأساسي الإسرائيلي ضد الوكالة، بأن مجموعة من الموظفين شاركوا في هجوم 7 أكتوبر، وأكدوا أن "الأونروا" بالفعل تُنسق مع حماس من أجل تقديم المساعدات والعمل في المنطقة في الماضي، إلا أنه لا يوجد دليل يشير إلى أنها دخلت في شراكة مع الحركة.
بالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى كراهية إسرائيل تجاه الأونروا، ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، أن هناك قسمًا مُحددًا يذكر كيف يعمل التحيز الإسرائيلي على تشويه الكثير من تقييماتهم للأونروا، وهو ما أدى إلى تصدير تشويهات علنية عن الوكالة للعالم، مشددين على إسرائيل في الوقت ذاته رفضت مشاركة المعلومات الاستخبارية وراء تقييمها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
كارثة في الأفق
ومع نزوح نحو مليوني فلسطيني قسرًا بسبب الهجمات الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر، لجأ أغلب الناجين إلى رفح الفلسطينية، وبينما يعاني الفلسطينيون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والوقود والمساعدات الطبية، حذرت الأمم المتحدة من كارثة صحية عامة تلوح في الأفق، إذا لم يتم إدخال المساعدات بصورة فورية، خاصة إلى شمال القطاع المعزول والمحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
يأتي ذلك في الوقت الذي وجه فيه رؤساء الهيئات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العالمية نداءً جماعيًا لزعماء العالم للمساعدة في منع المزيد من التدهور في الأزمة بغزة، إذ يواجه السكان خاصة الأطفال أزمة سوء تغذية حادة، ودعت الأمم المتحدة إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية"، بينما حذر برنامج الأغذية العالمي من أن انتشار الأمراض بين الأطفال والنساء بصورة كبيرة.