الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

النزاع الدولي جعلها بلا رقابة.. أسماك الثقب الأزرق "مجانا للجميع"

  • مشاركة :
post-title
سفن صيد صينية في طريقها لجزر فوكلاند حيث الأسماك بلا رقابة

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تسبب النزاع القائم بين الأرجنتين والمملكة المتحدة، للسيادة على جزر فوكلاند في المحيط الأطلسي، إلى عرقلة تطوير اتفاق بينهما بشأن صيد الأسماك وحماية الحياة البحرية، ما جعل إحدى المناطق البحرية المهمة التي يطلق عليها "الثقب الأزرق" مكانًا آمنًا لصيد الأسماك المجانية بدون أي رقابة تذكر أو ضرائب مالية، ما هدد التنوع البيولوجي في المنطقة.

ويقع "الثقب الأزرق"، على بُعد نحو 200 ميل قبالة سواحل الأرجنتين وشمال جزر فوكلاند، بامتداد جنوب المحيط الأطلسي في قارة أمريكا الجنوبية، وبسبب النزاع الجيوسياسي بين الأرجنتين والمملكة المتحدة حول السيادة، جعل تلك المنطقة البحرية هي الوحيدة في العالم التي لا تشملها اتفاقية صيد إقليمية، ورغم تصويت أغلبية السكان للبقاء ضمن بريطانيا، إلا أن الأزمة الدبلوماسية بين البلدين لا تزال قائمة، وهو ما عرقل أي اتفاقية حول صيد الأسماك.

أسماك مجانية

وارتفع عدد السفن العاملة في المنطقة في الأشهر الأخيرة، ووفقًا للمراقبة الروتينية التي أجرتها حكومة جزر فوكلاند، في نهاية يناير الماضي، كان أكثر من 400 سفينة تقوم بالصيد في الثقب الأزرق، بينما كانت في نهاية نوفمبر 80 سفينة فقط، وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، معظم تلك السفن تأتي من الصين ويقومون بإيقاف أجهزة تعقبها عند دخول المنطقة، ما جعل من الصعب تحديد أنشطتها.

وغالبًا ما تسعى تلك السفن وراء صيد الحبار والأنواع المربحة الأخرى، ووفقًا لآخر إحصائية نشرتها منظمة أوشيانا، تبين أن أكثر من 800 سفينة قامت على ما يبدو بما يقرب من 900 ألف ساعة من الصيد، ضمن مسافة 20 ميلاً بحريًا من الحدود غير المرئية بين المياه الوطنية للأرجنتين وأعالي البحار، منها 600 ألف ساعة اختفت خلالها السفن، لافتة إلى أنه خلال الثلاث سنوات الماضية، تم رصد 6000 حالة.

300 طن من أسماك القرش، بما في ذلك الأنواع المحمية تم ضبطها
نشاط كارثي

وحذّر سياسيون ونشطاء بيئيون، من أن العدد المتزايد من السفن، الذي وصل إلى مستوى خرافي للصيد غير المنظم، يهدد أعداد الأسماك والتنوع البيولوجي الغني في المنطقة، مشيرين إلى أن الجغرافيا السياسية التي منعت تنظيم المنطقة، أدى إلى خلق بيئة مجانية للجميع، حيث يمكن لأساطيل الصيد أن تجر شباكها في المحيط، دون أي تنظيم أو رقابة إلى حد كبير، بحسب الصحيفة.

ويعتبر هذا النشاط الكارثي للصيد الجائر دون رقابة، لا يهدد أنواع الأسماك المستهدفة فحسب، بل يهدد النظام البيئي الأوسع أيضًا، حيث شدد الخبراء على أن منطقة الأزرق تعتبر نقطة رئيسية للتنوع البيولوجي، ليس فقط في المنطقة فقط، ولكن في جميع أنحاء العالم.

الصيد الجائر يهدد التنوع البيولوجي في المنطقة الزرقاء
استنفاد المخزونات

وأرجع الخبراء تدهور الأمر إلى ذلك الحد، وفقًا لـ"الجارديان"، بسبب الافتقار إلى تبادل البيانات بين الجزر والبر الرئيسي في الأرجنتين، وهو ما جعل من الصعب مراقبة صيد الأسماك بشكل صحيح في جميع أنحاء المنطقة بأكملها، مشيرين إلى أن المؤسف في ذلك هو أن المتضرر الوحيد من تلك السياسة، هي أعداد الأسماك التي تعاني بشكل كبير.

بجانب التهديد الذي يواجهه التنوع البيولوجي في المنطقة، تعاني شركات صيد الأسماك المرخصة من الضرر، حيث نقلت الجارديان عن مسؤولين فيها دعمهم الكامل لإنشاء منظمة إقليمية لإدارة مصايد الأسماك، مشيرين إلى الافتقار إلى الحماية أدى إلى خلق حالة مجانية للجميع، مشددين على أن المخزونات السمكية يتم استنفادها بشكل كارثي بواسطة عدد هائل من السفن من جنسيات عديدة، واصفين الأمر بالوضع السيئ للمنطقة بأكملها، كون السياسة الإقليمية لم تتمع بالذكاء الكافي لاتخاذ ترتيبات معقولة لإدارة المنطقة.