الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رسالة "حزب جاليسيا" للإسبان بعد الفوز بالانتخابات: "لا نحب الابتزاز"

  • مشاركة :
post-title
حزب الشعب المحافظ الإسباني في أحد المؤتمرات الانتخابية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

مخالفًا التوقعات، تمكّن حزب الشعب المحافظ المعارض في إسبانيا من الاحتفاظ بأغلبيته المطلقة في إقليم جاليسيا الواقع بالمنطقة الشمالية الغربية لإسبانيا، التي حكمها لما يقرب من 35 سنة، وهو ما عزّز مكانة زعيم الحزب ألبرتو نونيز فيجو، الرئيس السابق للحكومة الإقليمية.

وتعد جاليسيا، الواقعة في شمال غرب إسبانيا، تاريخيًا واحدة من أفقر مناطق البلاد وأكثرها محافظة، وكانت مسقط رأس الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو، وقد أنتجت العديد من أبرز السياسيين اليمينيين في إسبانيا، إضافة إلى ألبرتو فيجو نفسه، وغالبًا ما توصف بأنها بلد النساء، حيث دفع الفقر الرجال، بحسب "الجارديان" البريطانية، على مدى أجيال إلى الهجرة أو قضاء معظم العام في العمل بالمصانع في شمال أوروبا، ولا يعودون إلى ديارهم إلا لقضاء العطلات.

احتمالية الهزيمة

كانت استطلاعات الرأي تشير إلى أن الحزب المحافظ المعارض في إسبانيا، يواجه احتمالية الهزيمة في المنطقة التي ينتمي إليها زعيمه، حيث أشارت الاستطلاعات إلى أن 46% من الناخبين يفضلون تشكيل حكومة ائتلافية، في حين يريد 29% فقط أن يحكم حزب الشعب، حتى أن نسبة أقل، 7.5%، تؤيد تشكيل ائتلاف بين "حزب الشعب" و"حزب فوكس" اليميني المتطرف.

كما كان المغتربون الإسبان في الأرجنتين والبرازيل وكوبا، وفقًا للصحيفة البريطانية، الذين يشكلون 20%، عاملًا غامضًا تسبب في صعوبة التنبؤ بنتائج الانتخابات، التي أجريت أمس، كما كانت تصريحات "فيجو" المؤيدة للعفو عن المشاركين في حملة استقلال كتالونيا، وهو ما تسبب في هجوم كبير عليه، ما أجبره على التراجع عن تلك التصريحات.

زعيم حزب الشعب المحافظ ألبرتو نونيز فيجو
لا نحب الابتزاز

لكن يبدو أن الإسبان في جاليسيا، مرتبطون أكثر بزعيمهم، الذي يعد وفقًا لـ"يورو نيوز"، أقوى زعيم إقليمي ولم يخسر أي انتخابات في البلاد حتى الآن، حيث فاز حزب الشعب بأربعين مقعدًا، أي أقل بمقعدين فقط مما كان عليه قبل أربع سنوات، بينما فقد الاشتراكيون خمسة مقاعد، وخسروا الأصوات لصالح الكتلة القومية الجاليكية، التي زاد تمثيلها من 19 إلى 25 مقعدًا.

ولم يتمكن حزب "اتحدوا" اليساري ولا حزب "فوكس" اليميني المتطرف من الفوز بمقعد واحد، وهو ما وصفه مرشح حزب الشعب الفائز للرئاسة الإقليمية، بأن جاليسيا أرسلت رسالة إلى إسبانيا، مفادها أننا لا نحب الابتزاز هنا، وذلك في إشارة إلى الاتفاق الذي أبرمه بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، مع القوميين الكاتالونيين مقابل استقلالهم.

صعود وهبوط

وعكست نتيجة الانتخابات حالة من الصعود والهبوط للأحزاب في المنطقة، حيث مثّلت ضربة للجماعة اليسارية "اتحدوا" ولحزب "فوكس" الذي فشل في تحويل السخط في المناطق الريفية إلى أصوات، وبعد سنوات من البقاء على الهامش السياسي، أصبحت قوات الحرس الوطني الآن القوة الثانية في المنطقة، بحسب الصحيفة البريطانية.

وعكست النتيجة أيضًا تحسن أداء الأحزاب القومية وشعبيته المتزايدة في المناطق الحضرية، حيث حصل على أصوات أكثر من حزب الشعب أو الاشتراكيين، وهو ما دفع زعيمة أحد تلك الأحزاب للتصريح بأن جاليسيا تغيرت، وغيرت الانتخابات كل شيء، مشددة على أن هذا يمثل ما قبل وما بعد الانتخابات، وليس هناك عودة إلى الوراء.

وسوم :