يسعى حزب العمال الإسكتلندي، إلى العودة من بعيد في عام 2024، خاصة بعد خسارته أغلبية المقاعد في البرلمان خلال انتخابات 2019، وجاء تراجع شعبية الحزب الحاكم في استطلاعات الرأي الأخيرة، كفرصة ذهبية للمعارضة؛ من أجل الانقضاض ومحاولة استقطاب مؤيدي الاستقلال لصفوفه الفترة المقبلة، وعلى الجانب الآخر لا يزال الوطني الإسكتلندي يداعب الحالمين بالاستقلال؛ من أجل الفوز بأصواتهم.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة، التي نشرتها صحيفة التليجراف البريطانية، أن حزب العمال تقدم على الوطني الإسكتلندي، في عدد المواطنين المؤيدين له، في المدينة الإسكتلندية الأكبر "وستمنستر"، وذلك للمرة الأولى منذ ما يقرب من عقد من الزمن، حيث تركهم ما يقرب من نصف الناخبين الذين دعموا الوطني الإسكتلندي في انتخابات عام 2019، بمن فيهم مؤيدو الاستقلال.
خيبة أمل
ومن خلال خطابه اليوم الإثنين، بمناسبة بداية عام الانتخابات المحلية، دعا أنس سروار، زعيم حزب العمال الإسكتلندي، وفق ما نشرته صحيفة تليجراف البريطانية، أنصار الحزب الوطني، الذين شعروا بخيبة أمل بعد فشل استفتاء الاستقلال الماضي عام 2014، إلى إعطائهم أصواتهم في الانتخابات المقبلة؛ من أجل الإطاحة بالمحافظين من الحكومة.
وفشلت مساعي الحزب الحاكم الإسكتلندي في الخروج من تحت عباءة المملكة المتحدة، من خلال استفتاء شعبي على الاستقلال، أجري عام 2014 بعد موافقة بريطانيا، التي وعدت بتقديم مزيد من الصلاحيات للبرلمان إذا جاء التصويت بـ "لا"، وهو ما حدث بالفعل، حيث نشرت هيئة الإذاعة البريطانية النتيجة، وساد التصويت بـ " لا" بنسبة 55%، من إجمالي الناخبين البالغ عددهم 84.5%.
عام التغيير
ومن خلال محاولة الحصول على أصواتهم، وجه زعيم حزب العمال نداءً للمواطنين الذين تخلوا عن الوطني الإسكتلندي، مؤكدًا لهم أن التصويت للحزب، لا يعني بالمرة التخلي عن إيمانهم بالانفصال، طالبًا منهم جعل عام 2024، هو عام التغيير من خلال دعم حزبه، بغض النظر عن طريقة تصويتهم في الماضي.
وتوقع أنس سروار، أن يلجأ الحزب الوطني الإسكتلندي إلى "الحيل القذرة" في حملة الانتخابات العامة؛ لمحاولة إبقاء حزب المحافظين في السلطة، مُشيرًا إلى أنهم يقضون كل يوم قبل الانتخابات لمهاجمة حزبه، لافتًا إلى أنهم أفسدوا سياساتنا، وعلينا أن نتوقع الكثير من الحيل القذرة والهجمات من خصومنا.
أيضًا هاجم الزعيم العمالي، قيام الحكومة بزيادة ضريبة الدخل في ميزانية الشهر الماضي، مُشيرًا إلى أن الحزب الوطني الإسكتلندي يجعل ما يقرب من مليون ونصف المليون مواطن يدفعون فاتورة عدم كفاءتهم، ومن المؤسف -من وجهة نظره- أنهم يستخدمون ضريبة الدخل كبديل للنمو الاقتصادي.
تبدد آمال الاستقلال
من جانبه، يحاول الحزب الوطني الإسكتلندي استعادة الأصوات التي خسرها قبل انتخابات البرلمان في 2026، ونقلت تليجراف عن أعضائه، مطالبتهم للمواطنين بتنحية الخلافات جانبًا، لأن خسارتهم للأغلبية تعني تبدد آمال الاستقلال، مشيرين إلى أن النقاش حول الاستقلال سيتوقف بالتأكيد.
وأكد الحزب أنه الوحيد القادر على التغلب على المحافظين والعمال، والوقف أمام قوانينهم، سواءً كان الأمر يتعلق بفرض قرارات تقشفية ضارة، أو دعم سياسات الهجرة القاسية، أو دعم الخروج من الاتحاد الأوروبي، مؤكدين أن حزب العمال لم يعد يتظاهر حتى بالنضال من أجل التغيير.
ويعد الحزب الإسكتلنديين بأنه سيكون لديهم تفويض لفتح مفاوضات مع حكومة المملكة المتحدة؛ لإجراء استفتاء آخر على الاستقلال إذا فاز بأغلبية المقاعد الـ 57 المتوقع التنافس عليها في إسكتلندا بعد تغييرات الحدود، مشيرين إلى أن التصويت هذا العام يدور حول ما إذا كانت الرحلة ستستمر، وما إذا كان بإمكاننا خلق الظروف للتحرك نحو استقلالنا.
رئيس حزب المحافظين الإسكتلندي، هاجم أيضًا زعيم حزب العمال، مؤكدًا أنه يواصل إعادة تدوير نفس الخطوط القديمة، وربما يقدم كلمات مكتوبة بعناية حول محاربة الوطني الإسكتلندي، لكن الناخبين يعرفون أن حزبه في الواقع معارضة بالاسم فقط عندما يتعلق الأمر بالقضايا الرئيسية في البلاد.
تأرجح وطني
في انتخابات 2019 البرلمانية، فاز الحزب الوطني الإسكتلندي بـ 48 مقعدًا من أصل 59 مقعدًا إسكتلنديًا، مقارنة بمقعد واحد فقط لحزب العمال، إلا أن تليجراف كشفت عن حصوله على 20% من الأصوات، والتي وصفتها بالنسبة المذهلة في الانتخابات الفرعية في 3 مدن، مبتعدًا عن الحزب الوطني الإسكتلندي.
وعن ذلك، أكد جون كيرتس أبرز علماء النفس في المملكة المتحدة لـ "تليجراف"، أن تلك النتيجة يُمكن أن تؤدي إلى تأرجح وطني مماثل، خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي يمكن أن تشهد فوز حزب العمال بـ 42 مقعدًا.