انطلقت الانتخابات العامة في مراكز الاقتراع لدولة بنجلاديش، من أجل اختيار نواب الشعب، مع إعلان قوى المعارضة لمقاطعتها للاستحقاق، الذي يتنافس خلاله 2000 مرشح على 300 مقعد، بينهم 436 مرشحًا مستقلًا، ، بجانب 1546 مرشح آخر ضمن قوائم الأحزاب، إذ يسعى خلالها تحالف ما يسمى "رابطة عوامي" الحاكم من أجل نيل الولاية الرابعة على التوالي.
ويعتبر هذا العدد من المرشحين، وفقًا لـ"رويترز" هو الأكبر منذ أكثر من 20 عامًا، ومن المنتظر أن تستمر عملية الاقتراع لمدة يوم واحد فقط، ثم يتبعها فرز الأصوات، على أن يتم الإعلان عن النتيجة صباح غد الاثنين على أقصى تقدير، وذلك وسط مخاوف من اندلاع اشتباكات بين أنصار المعارضة والسلطة الحاكمة.
ودفعت السلطات بما يقرب من مليون فرد من قوات الأمن لحماية مراكز الاقتراع في جميع أنحاء بنجلاديش، ويأتي الخوف من الصراع بسبب إضرام النيران قبل أيام في عدة مراكز اقتراع داخل بعض المدارس، بجانب اشتعال النيران في دير تابع للبوذيين، وهو الأمر الذي وصفته الحكومة بالمتعمد من قبل المخربين.
دولة ذات سيادة
وخلال الإدلاء بصوتها في الانتخابات اليوم، قالت الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنجلاديش، (76 عامًا) إن بنجلاديش دولة ذات سيادة والشعب هو مصدر القوة، رافضة الاتهامات الموجهة من المعارضة، مؤكدة أنها لا تحتاج إلى إثبات لمصداقيتها لأي شخص.
ونقلت "رويترز" عن بعض الناخبين تأكيدهم على اختيارهم للحزب الحاكم لما فعله خلال الفترات الماضية من أجل البلاد، منهم معلمة جامعية 55 عامًا، أعلنت مشاركتها في الانتخابات وسعادتها بالمشاركة فيها والتصويت لصالح حزب رئيسة الوزراء، التي نسبت لها الفضل في التقدم الذي تحرزه البلاد، من تحول في الاقتصاد وصناعة الملابس.
مقاطعة المعارضة
وترفض المعارضة المتمثلة في الحزب الوطني البنجلاديشي، المشاركة في الانتخابات البرلمانية، إذ دائمًا ما تطالب رئيسة الوزراء بالاستقالة والتنازل عن السلطة، من أجل ما وصفوه بانتهاكات في حقوق الإنسان وقمع حرية التعبير، والتضييق على المعارضة.
كما طالبت المعارضة - التي لم تشارك في انتخابات 2014 أيضًا- الشيخة حسينة، بالدعوة لسلطة محايدة تقوم بالإشراف على العملية الانتخابية، ودعت المواطنين إلى تجنب النزول والمشاركة اليوم في الانتخابات، بجانب دعوتها لإضراب شامل في جميع أنحاء البلاد خلال الانتخابات، بحسب رويترز.
تجاذب أمريكي روسي
ودخلت بنجلاديش دائرة صراع النفوذ "الأمريكي الروسي"، ويدعم كل منهما طرفًا على حساب الآخر، حيث تتمتع السلطة الحاكمة بعلاقات اقتصادية وسياسية قوية مع الكرملين، التي توفر لجيشها الطائرات والدبابات والمروحيات القتالية والصواريخ الهجومية، بجانب المعدات العسكرية، كما يتعاون البلدان على بناء محطتين للطاقة النووية بتمويل روسي يصل إلى 90% من التكلفة.
أما الولايات المتحدة الأمريكية التي تخشى تنامي النفوذ الروسي والصيني هناك، فتسعى للتخلص من الحزب الحاكم وتمكين المعارضة، إذ كانت آخر توصية أصدرها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ومعه الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، اللذان طالبا بتشكيل حكومة انتقالية قبل انطلاق تلك الانتخابات تكون محايدة، إلا إن روسيا وصفت تلك الأنشطة بأنها استعمار جديد.
تباطؤ في الاقتصاد
وتأتي تلك الانتخابات بعد أن دفعت الحرب الروسية الأوكرانية، اقتصاد دولة بنجلاديش إلى التباطؤ بشكل حاد، مما أدى إلى الارتفاع في أسعار الوقود والأغذية المستوردة من الخارج، وهو ما دفع الدولة التي كانت تسمى قديمًا بباكستان الشرقية، إلى وضع خطة إنقاذ بقيمة 4.7 مليار دولار، بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي.