مرة أخرى، خرج آلاف الألمان إلى الشوارع لإظهار معارضتهم للأيديولوجية اليمينية المُتطرفة، تحت شعار "الدفاع عن الديمقراطية"، في الوقت الذي انخفض فيه الدعم لحزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) في استطلاعات الرأي الأخيرة.
وخرج المحتجون مرة أخرى إلى الشوارع في عدة مدن ألمانية، خلال عطلة نهاية الأسبوع. ففي مدينة فولفسبورج الواقعة شمال البلاد، شارك بالاحتجاجات ما يقرب من 6000 شخص، إضافة إلى احتجاجات أخرى في مدن من بينها هانوفر، وماجديبورج، وبوخوم، وريتبرج، وإيسن، وسلسلة من البلدات والمجتمعات الصغيرة.
وفي ماجدبورج، قال رئيس وزراء ولاية ساكسونيا، راينر هاسيلوف، من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي -يمين الوسط- أمام الآلاف الذين تجمعوا في كاتدرائية المدينة: "يجب علينا محاربة جميع أشكال العنصرية واللاإنسانية أينما ظهرت".
ضد الكراهية
السبت الماضي، نشر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، مقطع فيديو قال فيه إنه "فخور ببلاده لاتخاذها موقفًا ضد التطرف"، وأشاد بالمواطنين الألمان لمشاركتهم.
وقال: "اليوم مرة أخرى، عشرات الآلاف من الشباب والمسنين، وعائلات بأكملها، سيخرجون، ويتجمعون سلميًا، ويقفون معًا من أجل شيء يربطنا جميعًا: نريد أن نعيش معًا، بحرية، واحترام".
وتحدث شتاينماير عن "الجوهر الديمقراطي لمجتمعنا"، قائلًا إنه "مستيقظ تمامًا"، وزعم أن "الديمقراطية حية في ألمانيا".
وأشار إلى أن "غالبية المجتمع يجتمعون للوقوف ضد الكراهية والعنف والتطرف".
وقال الرئيس الألماني إن الجانب الأكثر أهمية في الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع هو حقيقة أن الكثير من الناس يقفون لإحصائهم، ويخرجون إلى الشوارع للإدلاء ببيان واضح.
تراجع "البديل"
جاءت رسالة الرئيس شتاينماير في الوقت الذي تدخل فيه الاحتجاجات ضد خطاب الكراهية والرؤية السياسية لليمين المتطرف في ألمانيا شهرها الثاني.
ومنذ بدء الاحتجاجات الأولى في 13 يناير، ينزل مئات الآلاف من الألمان في نهاية كل أسبوع إلى الشوارع بشكل جماعي "للتعبير عن رفضهم الشديد للآراء المتطرفة التي تتسلل إلى السياسة والمجتمع"، كما يُشير تقرير لـDW.
ونهاية هذا الأسبوع أيضًا، شهد حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المناهض للمهاجرين، انخفاض الدعم الشعبي للمرة الأولى منذ أشهر.
وكان حزب البديل من أجل ألمانيا في ارتفاع منذ أشهر، وخضعت مكاسبه في الشعبية لمزيد من التدقيق في وقت مبكر من هذا العام، عندما نشرت مجموعة الصحافة الاستقصائية "كوريكتيف" تقريرًا حول اجتماع لمختلف الشخصيات اليمينية واليمينية المتطرفة، بما في ذلك بعض أعضاء حزب "البديل من أجل ألمانيا"، ما أثار انتقادات شعبية وسياسية واسعة النطاق.
أيضا حضر الاجتماع، اثنان من أحدث حزب سياسي في ألمانيا، وهو حزب "اتحاد القيم"، الذي أسسه رئيس المخابرات الألمانية السابق هانز جورج ماسن، والذي يخضع هو نفسه لمراقبة أجهزة المخابرات الألمانية.
وأظهر استطلاع أسبوعي أجراه معهد INSA أن الحزب خسر نقطة مئوية خلال الأسبوع الماضي، حيث بلغت نسبة تأييده 19% وهي أدنى مستوياتها منذ يونيو 2023.
ويتصدر حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" المعارض والحزب البافاري "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" استطلاعات الرأي حاليًا بنسبة تأييد تبلغ 31%.
لكن، تلفت DWإلى أنه "على الرغم من انخفاض شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا، والانقسام المحتمل لأصوات اليمين بين حفنة من الأحزاب المحافظة الراسخة وأحزاب اليمين المتطرف الأحدث، فإن حقيقة الأمر هي أن أحزاب الائتلاف الحاكم لا تزال لا تحظى بشعبية كبيرة".
وبالفعل، حصل "الحزب الديمقراطي الاشتراكي"، الذي ينتمي إليه المستشار أولاف شولتز، على نسبة تأييد بلغت 14% فقط.
بينما حصل "حزب الخُضر" تحت زعامة نائب المستشار روبرت هابيك على 13%.
كما أن "الحزب الديمقراطي الحر" والذي يوصفه بأنه "صديق لرجال الأعمال"، لن يتمكن حتى من دخول البرلمان إذا أجريت الانتخابات في الوقت الحالي، حيث حصل على نسبة تأييد ضئيلة بلغت 4%.