خلال 24 ساعة فقط، كان أنصار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد تمكنوا من جمع ما يقرب من 100 ألف دولار، بعد إطلاق حملة شعبية لدعمه ماليًا، ردًا على الحكم ضده في قضايا احتيال وتغريمه ملايين الدولارات، وذلك في المحاكمة التي وصفت بأن لها دوافع سياسية.
وحكم القاضي الأمريكي، آرثر إنجورون، على الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وشركاه بدفع أكثر من 350 مليون دولار، كغرامة، وإدانتهم بارتكاب جرائم احتيال مالي متعمدة، بجانب مديرين تنفيذيين سابقين في إمبراطوريته العقارية، في المحاكمة التي استمرت أشهرًا، وفقًا لما أفادت به صحيفة "الجارديان" البريطانية.
احتيال وصفقات
وكان الهدف من المحاكمة، وفقًا لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، تحديد المبلغ الذي سيدفعه ترامب ورفاقه، بعد أن رفعت المدعية العامة في نيويورك ليتيتيا جيمس دعوى قضائية في سبتمبر 2022 تتهم فيها الرئيس السابق وابنيه البالغين، دونالد جونيور وإريك، ومنظمة ترامب واثنين من المديرين التنفيذيين للشركة، بالمبالغة في تقدير قيمة الأصول بشكل احتيالي للحصول على قروض مصرفية وصفقات ضريبية أكثر ملاءمة.
كما مُنع الرئيس السابق من ممارسة الأعمال التجارية في نيويورك لمدة ثلاث سنوات، كما واجه متهمون آخرون في القضية عقوبات مالية، وتم منعهم من ممارسة الأعمال التجارية في نيويورك لفترات من الوقت، إلا أنه في الوقت نفسه، نفى ترامب -المرشح الأوفر حظًا للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية لعام 2024- ارتكاب أي مخالفات، وادعى أن القضية لها دوافع سياسية.
حملة تبرعات
على موقع حملة التبرعات "جو فاوند مي"، أنشأت زوجة رجل أعمال عقاري شهير تدعى إيلينا كاردوني، صفحة بعنوان "قف مع ترامب، قم بتمويل الحكم الظالم بقيمة 355 مليون دولار"، حيث وصفت كاردوني نفسها بأنها "مؤيدة متحمسة للقيم الأمريكية ومدافعة عن العدالة"، والتي تقف "بثبات مع الرئيس دونالد ترامب"، لافتة إلى أن تلك المعارك القانونية تهدف، من وجهة نظرها، إلى إسكات الصوت الذي كان في طليعة الدعوة إلى القوة والازدهار والأمن الأمريكيين.
وفي غضون 24 ساعة، جمعت الصفحة مبلغ 170,094 ألف دولار أمريكي من 3,800 متبرع، وكان أعلى تبرع تم إرساله هو 5000 دولار، كما كان هناك أيضًا، وفقًا لمجلة نيوزويك، عدد لا بأس به من التبرعات بقيمة 100 دولار وحوالي 200 دولار من التبرعات، وفي الوقت نفسه، تبرع آخرون بمبالغ أصغر مثل 5 إلى 25 دولارًا.
الدعم والقتال
ووصفت صاحبة حملة التبرعات، الهجوم بأنه ليس موجهًا إلى ترامب، بل إنه هجوم على مُثُل العدالة والإجراءات القانونية الواجبة التي يستحقها كل أمريكي، مشيرة إلى أنه وقوفهم بجانب الرئيس السابق، يأتي بهدف دعم قضية كل صاحب عمل ورجل أعمال يؤمن بالكفاح ضد نظام يسعى بشكل مُتزايد إلى معاقبة المعارضة وكبح حرياتنا، مؤكدة أن الحملة لا تتعلق بالمال، بل لتقديم الدعم والقتال ضد ما وصفته بنظام يقوض أسس الجمهورية الأمريكية.
وفي السياق ذاته، نقلت المجلة الأمريكية عن محامي ترامب، كريستوفر كيس، أن موكله الرئيس السابق يعتزم استئناف حكم القاضي في الحملة السياسية، التي وصفها بغير العادلة التي تتم ضد المرشح الأوفر حظًا لمنصب رئيس الولايات المتحدة.