لأول مرة منذ عامين، تجاوز معدل البطالة في أستراليا عتبة الـ 4%، وهو الأمر الذي وصفه الاقتصاديون بـ"القفزة الحادة"، ويرجع ذلك إلى تباطؤ سوق العمل في استجابة سريعة لأسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي، متوقعين زيادة أخرى هذا العام.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاءات "أي بي سي"، تدهورًا حادًا في الاقتصاد الاسترالي قرب نهاية العام الماضي، حيث انخفض التوظيف بأكثر من 65 ألف وظيفة، وباستثناء عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا، كان هذا أكبر انخفاض شهري منذ عام 1993، والأسوأ من ذلك انخفاض التوظيف بدوام كامل بمقدار 106.600، وهو ما يعد ثاني أكبر انخفاض خلال شهر واحد.
أسعار الفائدة
وارتفع عدد الأشخاص العاطلين عن العمل رسميًا في أستراليا بمقدار 22000 الشهر الماضي، وبحسب شبكة "إي بي إس نيوز" الأسترالية، فقد انخفضت ساعات العمل بنسبة 2.5 في المئة، ما أدى إلى استمرار التباطؤ العام في ساعات العمل منذ منتصف عام 2023، مشيرين إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ يناير 2022، التي يتجاوز فيها معدل البطالة 4 في المئة.
وفسر الاقتصاديون السرعة الأخيرة التي ارتفع بها معدل البطالة، بأنها ستثير قلق صناع السياسات إذا استمرت خلال الأشهر المقبلة، معربين عن شكوكهم في أن ذلك المعدل مرشح للزيادة بسرعة أكبر مما توقعه البنك المركزي هذا العام.
نتيجة حتمية
أما وزير الخزانة الأسترالية، جيم تشالمرز، فأكد أن تلك الأرقام "نتيجة حتمية" لرفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الأسترالي، وارتفاع التضخم، وعدم اليقين الاقتصادي، مشيرًا إلى أن الطريقة التي انخفضت بها إعلانات الوظائف وانقطاع ساعات العمل، تكشف أن السوق العمل الأسترالي يضعف على الرغم من وجود قاعدة قوية ومرنة بشكل لا يصدق.
ومن ضمن الأسباب التي ساهمت في ارتفاع معدل البطالة إلى حد كبير، من وجهة نظر الوزير الأسترالي، الضغوط التي يتعرض لها الناس، والضغوط التي يتعرض لها الاقتصاد الأسترالي، بل والاقتصاد العالمي أيضًا.
ارتداد قوي
ويحتاج الاقتصاد الأسترالي، وفقًا للخبراء الاقتصاديين، الذين تحدثوا مع الشبكة الأسترالية، إلى توليد 33 ألف فرصة عمل شهريًا، لمنع معدل البطالة من الارتفاع عند معدل مشاركة ثابت، متوقعين عدم تخفيض أسعار الفائدة حتى سبتمبر القادم، إلا أنهم في الوقت نفسه اعتقدوا أن بنك الاحتياطي الأسترالي قد يضطر إلى التخفيض في أقرب وقت في يونيو.
وتوقع الاقتصاديون "ارتدادًا" قويًا في التوظيف بسبب العوامل الموسمية، والتي قد تشهد انخفاض معدل البطالة مرة أخرى الشهر المقبل، لكنهم ما زالوا يتوقعون أن يرتفع معدل البطالة ببطء خلال هذا العام إلى 4.3 في المئة، وهو ما سيكون متوافقًا مع خفض بنك الاحتياطي الأسترالي لأسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، مع انخفاض التضخم إلى حوالي 3.5 في المئة من 4.1 في المئة الحالية.