ارتفعت عمليات إجلاء الأمريكيين عن منازلهم، فيما يُعرف باسم "حبس الرهن"، خلال عام 2023 بصورة كبيرة في العديد من الولايات بنسبة 136%، بسبب تخلفهم عن سداد القروض والأقساط المستحقة، ما دفع البنوك الأمريكية لاستعادة المنازل وعرضها للبيع مرة أخرى عن طريق المزادات.
البيانات العقارية
وفقًا لتحليل البيانات العقارية الذي نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، فقد قفزت طلبات "حبس الرهن"، العام الماضي، وارتفعت بنسبة 136% عن عام 2021، إذ كان هناك أكثر من 357 ألف منزل ضمن الحبس خلال عام 2023، في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
وسجلت ولايات "نيوجيرسي وإلينوي وديلاوير وميريلاند وأوهايو"، أعلى معدلات حبس الرهن في عام 2023، وشملت المناطق الحضارية التي أبلغت عن معظم أنشطة حبس الرهن "أتلانتيك سيتي" في ولاية نيوجيرسي، و"ليكلاند" بولاية فلوريدا، و"كولومبيا" في ولاية ساوث كارولينا، و"فايتفيل" بولاية نورث كارولينا.
وكشفت المجلة أن المقرضين من البنوك فعلوا أنشطة حبس الرهن في أكثر من 270 ألف منزل بالولايات المتحدة، خلال عام 2023، بزيادة قدرها 9% عن 2022، إذ تتصدر ولايات كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا، بينما انخفضت عمليات إعادة ملكية المنزل مرة أخرى للمواطنين، بنسبة 2% العام الماضي مقارنة بـ2022، وشهدت ولايات ميشيجان وبنسلفانيا وكاليفورنيا أعلى رقم.
أسعار الفائدة
يعود ارتفاع عمليات رهن منازل الأمريكيين إلى مسار أسعار الفائدة التي ارتفعت منذ أن رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لمحاربة التضخم، وكذلك أسعار المنازل ومعدلات البطالة، الذي كان سببًا في تطور نشاط حبس الرهن، لافتين إلى أنه مع ارتفاع أسعار الفائدة ارتفعت أقساط الرهن العقاري.
ونقلت المجلة عن مسؤولين في شركة تحليل البيانات العقارية، إن الارتفاع الأخير في نشاط حبس الرهن يشير إلى العودة للنمط التقليدي بعد سنوات من التقلبات التي شهدها سوق الإسكان، إذ تشير البيانات إلى أنه على الرغم من أن نشاط حبس الرهن قد يتقلب، فمن غير المرجح أن يقترب من أعلى المستويات التي شاهدناها في العقد الماضي.
معدلات البطالة
وأكد المحللون أن انخفاض أسعار المنازل يمكن أن يؤثر سلبيًا على أسهم سوق الإسكان، لافتين إلى أنه إذا استمرت معدلات البطالة في الارتفاع، فقد نرى المزيد والمزيد من الأمريكيين غير قادرين على سداد أقساط الرهن العقاري الخاصة بهم، إذ يعكس نشاط حبس الرهن في عام 2023 الاتجاهات الاقتصادية لسوق الإسكان، التي أصبحت أقل قابلية للتنبؤ بها.
وحول إمكان ازدياد عمليات حبس الرهن خلال العام الحالي، أكد المحللون أن البيانات الاقتصادية الأوسع ستجعل من السهل التنبؤ بحالات حبس الرهن، خاصة المنازل التي لديها رهون عقارية ذات سعر قابل للتعديل، التي تزيد من خطر حبس الرهن، مشيرين إلى أن تحليلاتهم تتم بناء على السجلات العامة وإيداعات حبس الرهن في أكثر من 3000 منطقة بجميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.