الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يهرب من التكريم وينتمي للمهمشين.. خيري بشارة: أنا متمرد.. وأفلامي حققت نجاحا كبيرا

  • مشاركة :
post-title
خيري بشارة

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

خيري بشارة المحب للسينما المنغمس دائما في مشاهد حياتية يرصدها أمام الكاميرا، يجوب الأرض بحثًا عن الأفكار، يفتش في التفاصيل ويسير وراء قلبه ورؤيته فتنفتح أمامه عوالم مختلفة، ليُسجل كل اللحظات حوله، يحكي للناس ما يراه في حياته بالسينما، عشقه الذي ورثه من خاله المُحب لهذا العالم، يقرأ ويشاهد ويستمتع بالموسيقى ويحضر وجدانه لأن يقتحم الحياة الأخرى.

لم يكتف ابن مدينة طنطا الذي نشأ في حي شبرا وولد عام 1947، بموهبته فقط، بل حرص على دعمها بالعلم، فالتحق بالمعهد العالي للسينما، وعقب تخرجه اندمج مع السينما التسجيلية والقصيرة، وقدّم عددًا من الأعمال البارزة والمهمة، لتظل السينما هي همه الأول التي يُفضّلها عن أي شيء حوله.

اندمج "بشارة" مع الفن، ولم يكتف بتقديم الأفلام التسجيلية والقصيرة، بل انخرط مع الناس وقدم لهم أعمالًا شعبية يشاهدونها في السينما ويستمتعون بها، من أبرزها "إشارة مرور"، "حرب الفراولة"، "قشر البندق"، "الطوق والأسورة"، "يوم حلو.. يوم مر"، "كابوريا"، "رغبة متوحشة"، "أيس كريم في جليم"، "أمريكا شيكا بيكا"، وكل هذا كان دافعًا لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية لتكريمه وإهداء الدورة باسمه.

حول رحلته في عالم السينما تحدث "بشارة" لـ موقع "القاهرة الإخبارية" لنتعرف فيها بشكل أكبر عن عالم هذا الساحر الذي أسر الجميع بأعماله، كما تطرق إلى السر وراء اهتمامه بـ الأغنيات في أفلامه، وحكاياته مع عمرو دياب، وسر اتجاهه للرواية.

تكريمات

"لا أحبذ التكريمات وأهرب منها".. هكذا يبدأ خيرى بشارة حديثه حول تكريمه بمهرجان الأقصر ويحكي أسباب عدم حبه للتكريمات ويقول: "ما زلت أمارس حياتي وأستطيع تقديم ما هو أكثر، لذلك لا أحب التكريمات وعُرضت عليّ تكريمات كثيرة ورفضتها، حتى أن السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان يحاول إقناعي منذ سنوات ولكن لم أوافق حتى استغل تكريمي في أحد المهرجانات الدولية وأقنعني، والحقيقة مهرجان الأقصر يختلف عن التكريمات التقليدية التي أبغضها ولا أحب التواجد بها، كما أنني أحب أن أفيد من حولي بخبرتي لذلك أحب تقديم العديد من الماستر كلاس في مختلف المهرجانات.

خيري بشارة
تمرد

حقق "بشارة" نجاحًا منقطع النظير بأفلامه عبر أجيال مختلفة وحول هذا يقول: "أنا متمرد، لذلك بحثت عن أفكار مختلفة عن المطروحة في الثمانينيات من القرن الماضي، ورغم أنه نتيجة لذلك هناك أفلام لم تحقق نجاحات في دور العرض إلا أنها بعد فترة حققت النجاح المطلوب منها في التلفزيون على سبيل المثال "حرب الفراولة" و"إشارة مرور"، واليوم أنا أحصد نتاج ما قدمته في مشواري، وسعيد أن الجيل الجديد يُحب أعمالي، وينتظرها وهذا ما ظهر حينما أعلنت سينما زاوية عن أسبوع لأعمالي ووجدت إقبالًا كبيرًا من الجمهور على الأفلام.

صعوبات

مشوار خيري بشارة لم يكن مفروشًا بالورد وقابل خلاله صعوبات كثيرة ويحكي قائلًا: "أصيبت زوجتي بمرض نادر وشلل كامل لمدة 4 سنوات وهذا ما جعلني أبحث عن أي عمل يغطي تكاليف علاجها، حتى لو بعيدًا عن السينما، وفعلت هذا واستغرق الأمر بعض الوقت ولجأت للإعلانات وغيرها ليأتي لي أموال، وشعرت باليأس في تلك المرحلة وهاجرت عام 2007، ولكن أخذني الحنين للعودة.

المهمشون

سلطت أعمال خيري بشارة الضوء على عالم المهمشين إذ يقول: "أكره الظلم الذي يتعرض له الضعفاء، واخترت أن أكون إلى جانب المهمشين، فأنا لا أحب الاعتداء على الفلاحين كما كان يحدث قديمًا من الأثرياء، وأردت أن أكون نصيرًا لكل المظلومين وأخذت هذا الاتجاه منهجًا لي".

يحب "خيري" بشارة تقديم أعمال غنائية في أفلامه، والسبب وراء ذلك يحكي عنه قائلا: "لدي حب شديد للغناء بسبب والدتي وشقيقتي، ودائما أشعر بولع بالأغاني وقد يكون هذا هو السبب في اهتمامي بالطرب والغناء في أفلامي، وأحب فيلم "أيس كريم في جليم"، فهو عمل يتحدث عن مهمشين بشكل مختلف، وبه موسيقى رائعة.

خيري بشارة
الرواية

اتجه خيري بشارة إلى عالم الروايات وقدم رواية تحمل اسم "الكبرياء الصيني"، كما يشرع في كتابة مجموعة شعرية وحول هذا يقول: "الأمر جاء صدفة فأنا كتبت عددًا من الروايات لكن لم تكتمل، حتى طرحت واحدة بعد فترة من الكتابة، وأستعد لكتابة نص شعري يطرح خلال الفترة المقبلة".

ممثل

حرص خيري بشارة أن يدخل عالم التمثيل وشارك في أكثر من عمل كممثل قبل أن يتجه لإخراج، وحول ذلك يقول: "كانت هوايتي في البداية هي التمثيل، ولم يكن في ذهني أن أصبح مخرجًا، ولكن المرة الأولى التي يلفت نظري فيها اسم مخرج كان في فيلم "نداء العشاق" للمخرج يوسف شاهين، ووجدت كنزًا من الكتب عند خالي، كانت جميعها باللغة الإنجليزية، تحتوي على صور رائعة للمسرح والسينما، واكتشفت أن جدي كان ممثلًا ومخرجًا ومترجمًا، وهذا ما حمسني لمشواري، واشتريت كتابًا مترجمًا للإنجليزية حول صناعة الفيلم، واستخلصت منه أن أهم عنصر لنجاح الفيلم هو المخرج، فقررت أن أصبح مخرجًا، ودخلت معهد السينما عام ١٩٦٤".

بعد هذا المشوار الطويل يؤكد" بشارة" أنه راضٍ تمامًا عما قدمه حيث يقول "أرى أن الله كافأني بشكل كبير وحققت نجاحات كبيرة لذا أنا راضٍ عن مشواري الفني".

خيري بشارة