الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"رئة الأرض" تختنق.. غابات الأمازون تنهار بعد 65 مليون عام صمودا

  • مشاركة :
post-title
صورة تكشف التدمير الذي يسببه قطع الأشجار في الأمازون

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

حذر العلماء من أن نحو نصف غابات الأمازون المطيرة، يمكن أن يصل إلى نقطة تحول بحلول عام 2050، نتيجة للإجهاد المائي وتطهير الأراضي واضطراب المناخ، وأظهرت دراسة جديدة أن تلك الغابة التي تعد رئة الأرض، قد تجاوزت بالفعل الحدود الآمنة وتحتاج إلى الترميم.

ومن المنتظر أن يتجاوز العالم العتبة الحرجة المتمثلة في ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، بحلول نهاية العقد الحالي، مع وصول الانبعاثات ذروتها في العالم المتقدم، وهي الأعلى في التاريخ منذ بدء قياس درجة حرارة الأرض، وأشارت توقعات هيئة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، في تقريرها السنوي لعام 2024 أنه ربما يشهد العالم موجات من الحر أكثر تطرفًا، بجانب العديد من الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات.

تدهور سريع

وحذّرت الورقة البحثية، التي تعد الأكثر شمولًا حتى الآن في تحليلها للآثار المركبة للنشاط البشري وأزمة المناخ العالمية، من أن الغابة قد تجاوزت بالفعل الحدود الآمنة، وحثت على اتخاذ إجراءات علاجية لاستعادة المناطق المتدهورة وتحسين قدرة الغابات على الصمود، مشيرين إلى أن التوقعات كشفت عن تحول محتمل من التدهور البطيء للغابة إلى التدهور السريع في أقرب وقت ممكن، بحسب الجارديان البريطانية.

وعلى مدار 65 مليون عام، صمدت غابات الأمازون أمام التقلبات المناخية، لكن المنطقة تتعرض الآن لضغوط غير مسبوقة من الجفاف والحرارة والحرائق وإزالة الأراضي، التي تخترق حتى المناطق المركزية العميقة من المنطقة الإحيائية، ويؤدي هذا كما يقول البحث، إلى تغيير عمل الغابة، التي تنتج في العديد من المناطق أمطارًا أقل من ذي قبل، ويحول مخزن الكربون إلى باعث للكربون.

غابات الأمازون
انهيار الغابات

وذهبت الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة "الطبيعة"، إلى أبعد من ذلك في تعقيدها، حيث قامت بتحليل الأدلة لخمسة دوافع للإجهاد المائي وتحديد العتبات الحرجة التي، إذا تم تجاوزها، يمكن أن تؤدي إلى انهيار الغابات المحلية أو الإقليمية، وقدرت أنه بحلول عام 2050، سيتعرض ما بين 10% إلى 47% من غابات الأمازون لاضطرابات متفاقمة قد تؤدي إلى تحولات غير متوقعة على مستوى النظام البيئي، ويكون لها تأثير سلبي على تغير المناخ الإقليمي.

منطقة عازلة

ولمنع ذلك، وجدت الدراسة أن الحدود الآمنة، التي تشمل منطقة عازلة، ستكون ضرورية للحفاظ على إزالة الغابات بنسبة 10٪ من منطقة الأمازون، والحفاظ على التدفئة العالمية في حدود 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، ويتطلب هذا تحركًا دوليًا، لأن حتى وقف إزالة الغابات محليًا لن يمنع الانهيار من دون خفض عالمي للانبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون التي تسبب خللًا في المناخ، بحسب العلماء.

ووجدت الدراسة، وفقًا للصحيفة، أن 15% من منطقة الأمازون قد تم تطهيرها بالفعل، وأن 17% أخرى قد تدهورت بسبب النشاط البشري، مثل قطع الأشجار والحرائق واستخراج الأشجار تحت المظلة، وبحلول عام 2050، توقعت النماذج ما بين 10 إلى 30 يومًا جافًا أكثر من الآن، مشيرين إلى أن ظاهرة النينيو الأخيرة تُظهر كيف أن كل شيء يحدث الآن بشكل أسرع مما نعتقد.