في زيارة توجت عودة العلاقات بين البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة للتعاون، شهد قصر الاتحادية، بالعاصمة المصرية القاهرة، اليوم الأربعاء، زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي وصفها بنقطة تحول استهدفت العديد من المجالات، لا سيما التجاري.
أردوغان في قصر الاتحادية
استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقرينته انتصار السيسي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعقيلته أمينة أردوغان، بمطار القاهرة لدى وصولهما العاصمة.
ولدى وصول أردوغان إلى قصر الاتحادية، تضمنت المراسم إطلاق 21 طلقة مدفعية كتقليد رسمي لاستقبال كبار الزوار، وأداء السلام الجمهوري لكلا البلدين، واستعرض الرئيسان حرس الشرف في باحة القصر. وبعد تحية الرئيس التركي لحرس الشرف ومصافحة الرئيس السيسي بدأت الاجتماعات الثنائية.
وانضم إلى الوفد التركي العديد من مسؤولي الحكومة التركية، أبرزهم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ومدير دائرة الاتصالات الرئاسية فخر الدين ألتون ووزير الخزانة والمالية محمد شيمشك، ووزير الدفاع الوطني يشار جولر، ووزير الصحة فخر الدين قوجه، وكبير مستشاري الرئيس عاكف تشاتاي كلتش.
السيسي في تركيا
وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تلبية دعوة نظيره التركي رجب طيب أردوغان، لزيارة تركيا في أبريل المقبل، لمواصلة العمل على ترفيع علاقات البلدين في شتى المجالات، بما يتناسب مع تاريخهما، وإرثهما الحضاري المشترك.
وجاءت الحرب على غزة وشرق البحر الأبيض المتوسط والعلاقات الاقتصادية الثنائية والوضع في ليبيا وسوريا من أهم البنود المطروحة على جدول الأعمال. ووقّع الرئيسان السيسي وأردوغان على البيان المشترك حول إعادة هيكلة اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، وبعد توقيع الاتفاقيات أدلى كل من الرئيسين بتصريحات في المؤتمر الصحفي المشترك.
كلمة الرئيس السيسي
وقال الرئيس السيسي، خلال المؤتمر المشترك: "سنعمل على زيادة هذه العلاقات التجارية وخلق مجالات جديدة. ونرى أن الشراكة الاستراتيجية مهمة للاستقرار المركزي وكذلك الرخاء والتنمية في البلدين. نحن نفخر بالعلاقات ونعلق أهمية كبيرة على المساعدات لغزة. وخاصة عندما نتحدث عن وقف إطلاق النار، فإننا نريد إعلان دولة فلسطين وعاصمتها القدس. وسنعمل على رفع هذه العلاقات إلى مستويات أفضل".
وأكد السيسي اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية مع تركيا وما تشهده العلاقات التجارية من نمو خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق على رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة.
كلمة الرئيس أردوغان
وفي المؤتمر الصحفي المشترك قال الرئيس التركي: "يسعدني أن أكون في القاهرة بعد 12 عامًا. وأود أن أشكر جميع إخوتي المصريين، وفي مقدمتهم الرئيس السيسي. لدينا أكثر من 1000 عام من التاريخ والثقافة المشتركة مع مصر. ونحن نسعى جاهدين لرفع العلاقات إلى المستوى الذي تستحقه. ونفس الإرادة موجودة على الجانب المصري. لقد نقلنا مجلسنا إلى مستوى الرؤساء".
وتمثل العلاقات الاقتصادية مع مصر، أكبر شريك تجاري لتركيا في إفريقيا، أهمية بالنسبة لكلا البلدين. ورغم أن حجم التجارة بين مصر وتركيا وصل إلى 10 مليارات دولار العام الماضي، إلا أنه يهدف إلى زيادته أكثر.
وذكر أردوغان أنه: "اتفقنا على زيادة حجم التجارة بيننا إلى 15 مليار دولار. وتبادلنا خلال الاجتماعات الأفكار حول خطوات إضافية. وكذلك ناقشنا مجال الدفاع إذ تجري مصر استثمارات كبيرة في هذا القطاع. وأعتقد أننا سوف نعمل معًا في مشاريع مشتركة، كذلك قيمنا فرص الطاقة المتجددة"، وفقًا لصحيفة "حريتت" التركية.
الحرب على غزة
وذكر الرئيس التركي أن المأساة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تأتي على رأس جدول أعمالنا. إذ استشهد أكثر من 28 ألفًا وتم قصف المساجد والكنائس، التي لا ينبغي أن تمس حتى في حالات الحرب. وتواصل إدارة نتنياهو سياسة الاحتلال والمجازر رغم كل ردود الفعل.
وأضاف أردوغان: "إن إرسال المساعدات الإنسانية هو أولويتنا. قمنا بشحن أكثر من 34 ألف طن من مواد الإغاثة. وأود أن أعرب عن امتناني لدعم السلطات المصرية في توصيل المساعدات. وكذلك أحضرنا أكثر من 700 من إخواننا الفلسطينيين إلى بلادنا عبر مصر، خبراؤنا يعملون على بناء مستشفى ميداني. ونحن نعتمد على دعم إخواننا المصريين".
رفض التهجير
وصرّح أردوغان: "نحن على استعداد للعمل مع مصر لوقف إراقة الدماء. إن إخلاء غزة من السكان أمر غير مقبول. ونحن نقدر ونؤيد موقف مصر بشأن هذه القضية. ويجب على المجتمع الدولي ألا يسمح بمحاولة كهذه عند بوابة رفح. ونحن على استعداد للعمل مع مصر".
واختتم أردوغان: "كذلك قمنا بتقييم القضايا في ليبيا والسودان والصومال. إننا نؤيد بشكل كامل وحدة وسلامة أراضي الدول الثلاث الشقيقة وسلامها". وسيحضر الرئيس التركي العشاء الرسمي الذي سيقيمه الرئيس السيسي على شرف الوفد المرافق له.