صفحة جديدة تشهدها كل من مصر وتركيا، اليوم الأربعاء، وذلك من خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى العاصمة المصرية القاهرة، في حدث تاريخي يتابعه العالم العربي والدولي عن كثب، إذ تعد الزيارة الأولى من نوعها منذ 12 عامًا.
أردوغان في مصر
ووفٌا لموقع" TRT" الإخباري التركي، توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على متن طائرة خاصة قادمًا من دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الأربعاء، بزيارة للعاصمة المصرية القاهرة تستغرق يومًا واحدًا، ومن المقرر أن يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نظيره الرئيس رجب طيب أردوغان بمراسم رسمية في قصر الاتحادية، وسيعقدان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا بعد الاجتماع الثنائي.
وسيحضر الرئيس أردوغان العشاء الرسمي الذي سيقيمه السيسي على شرف الوفد المرافق له. وسيتم خلال اللقاء مناقشة العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى الحرب على غزة، والقضايا الإقليمية، وتعزيز العلاقات بين البلدين.
نتائج مرجوة
وخلال اللقاء بين الرئيسين، ستتم مناقشة الخطوات الواجب اتخاذها في نطاق تنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى، وتقييم الفرص في مجالات مختلفة مثل التجارة والدفاع والطاقة والسياحة. على أن يتم فتح صفحة جديدة بين البلدين بعد التوتر الذي شهدته منذ فترة.
وبحسب الرئاسة التركية، فإن مباحثات القاهرة ستتناول الخطوات الممكنة التي يمكن اتخاذها في إطار تطوير العلاقات بين تركيا ومصر وتفعيل آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى. وسيتم خلال الزيارة تبادل وجهات النظر حول القضايا العالمية والإقليمية الراهنة، وخاصة القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة والانتهاكات ضد الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي في يوليو الماضي وبعد سنوات من الخلاف الدبلوماسي، رفعت الدولتان العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى السفراء. وبينما كانت هناك مناقشات على مستويات مختلفة في العامين الماضيين، فقد تصافح السيسي وأردوغان عند افتتاح بطولة كأس العالم في قطر نهاية عام 2022، والتقيا في الاجتماع الثنائي في قمة مجموعة العشرين في سبتمبر الماضي.
وأعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأسبوع الماضي، أن تركيا وافقت على تقديم طائرات بدون طيار إلى مصر، وذكر أن الاتفاق تم "في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين". وأفادت تقارير إعلامية محلية أن مصر وتركيا تعملان على التداول بالعملات المحلية ضمن المفاوضات بين البنك المركزي المصري ونظيره التركي. وبحلول نهاية العام الجاري، من المتوقع أن يتم تنفيذ ما بين 20 إلى 25 % من حجم التجارة المشتركة بالعملات المحلية، وفقًا لـ"ذا اندبندنت".
الزيارة بعين "الأناضول" التركية
ووفقًا للتحليل المنشور في وكالة الأناضول التركية، فإن زيارة أردوغان ليست مجرد لفتة دبلوماسية فحسب، بل هي أيضًا خطوة استراتيجية نحو الاستقرار والتعاون الإقليميين. ومع زيارته إلى مصر، أصبحت إمكانية تطبيع العلاقات بين أنقرة والقاهرة، التي ظلت متوترة لسنوات عديدة أقوى.
ومن بين القضايا المهمة على جدول الأعمال خلال زيارة أردوغان، البحث عن فرص لجهود الوساطة المشتركة في النزاعات الإقليمية. حيث تلعب كل من مصر وتركيا أدوارًا هامة في التوازنات الإقليمية، وتحظى المواقف والحوارات المشتركة بين الطرفين بشأن فلسطين بأهمية كبيرة بالنسبة للمساعدات الإنسانية والوساطة ومستقبل الدولة الفلسطينية ذات السيادة، وكذلك لمشاريع التنمية في مرحلة ما بعد الصراع وجهود إعادة الإعمار.
علاوة على ذلك، يمكن للعلاقات بين البلدين أن تساهم في توازن ديناميكيات الخليج والمنطقة الإفريقية، ما يؤدي إلى نتائج إيجابية لاستقرار دول مثل ليبيا والسودان. كما تشترك مصر وتركيا في علاقة دبلوماسية واقتصادية وثقافية واجتماعية غنية تطورت على مر السنين. وما لا شك فيه أن الزيارة ستعزز العلاقات في هذه المجالات.
إعادة هيكلة العلاقات
ومن بين مجالات التعاون المتوقعة في الفترة الجديدة إعادة بناء العلاقات الاقتصادية والجهود الرامية إلى زيادة التجارة الثنائية، التي يبلغ حجمها الحالي 10 مليارات دولار، ومن المستهدف أن تصل إلى 15 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة.
وتبلغ الاستثمارات التركية في مصر ما يقارب 2 مليار دولار، ويعمل المقاولون على مشاريع تبلغ قيمتها حوالي 1.2 مليار دولار. ومن شأن مواصلة تعزيز العلاقات التجارية القائمة باتفاقيات جديدة وتنويع الاستثمارات المتبادلة وإنشاء مشاريع في مجالي النقل والطاقة أن يحسن التعاون الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، فإن السياحة والتبادل الثقافي، وهما نقطتان محوريتان لكلا البلدين.