بسبب تصريح حول "تدبير إسرائيل مؤامرة في 7 أكتوبر لاتخاذها ذريعة لغزو غزة"، كانت كفيلة بأن تحدث أزمة سياسية في حزب العمال البريطاني المعارض، وصلت إلى التضحية بمرشح الحزب في الانتخابات الخاصة التي ستجرى في 29 فبراير لمقعد في مجلس العموم.
واختير "أزهر علي" الشهر الماضي للترشح عن حزب العمال في الانتخابات الخاصة التي ستجرى في 29 فبراير لمقعد مجلس العموم بشمال إنجلترا ليحل محل عضو متوفى، وهي دائرة انتخابية في شمال غرب إنجلترا.
تصريحات أزهر
وبعد فترة وجيزة، نشرت إحدى الصحف تصريحات أدلى بها "أزهر علي" عضو حزب العمال البريطاني المعارض خلال اجتماع حزبي محلي العام الماضي، التي قال فيها إن "إسرائيل خففت من إجراءاتها الأمنية في الفترة التي سبقت الهجوم الذي شنته حركة حماس في العام الماضي لتمهد الطريق إلى غزو غزة"، وفق "تايمز إسرائيل" العبرية.
وتبرأ حزب العمال البريطاني من مرشحه للانتخابات، وقال متحدث باسم حزب العمال، "إن الحزب سحب دعمه لعلي، ولن يتمكن من العثور على مرشح آخر لأن الموعد النهائي لتقديم بديل انقضى، نحن نتفهم أن هذه ظروف غير عادية إلى حد كبير، لكن من المهم أن يمثل أي مرشح يقدمه حزب العمال أهدافه وقيمه بشكل كامل".
واعتذر علي، الذي كان الأوفر حظا للفوز في الانتخابات، بسبب وفاة النائب العمالي السابق، ووصفت شخصيات بارزة في حزب العمال هذه التصريحات بأنها "غير مقبولة على الإطلاق"، لكن الحزب لم يوقفه عن العمل على الفور. وبعد ضغوط متزايدة، قال حزب العمال يوم الاثنين إنه على الرغم من أن الوقت قد فات لاستبدال علي في الاقتراع، إلا أن الحزب "سحب دعمه" له.
أهداف حزب العمال
وتم إيقاف علي عن العمل في حزب العمال على ذمة التحقيق، ما يعني أنه سيجلس كنائب مستقل في حال انتخابه، ولا يستطيع الحزب الآن أن يحل محل علي بعد إغلاق باب الترشيحات.
منذ توليه قيادة حزب العمال في عام 2020، قاد الزعيم كير ستارمر الحزب الديمقراطي الاجتماعي مرة أخرى نحو الأرضية السياسية الوسطى بعد فترة الانقسام التي خلفها سلفه جيريمي كوربين، وهو اشتراكي قوي دعا إلى تأميم الصناعات والبنية التحتية الرئيسية.
ويتمتع الحزب الآن بفارق كبير في استطلاعات الرأي على حزب المحافظين الحاكم، ومن المقرر إجراء الانتخابات هذا العام.
القضاء على معاداة السامية
وقام ستارمر أيضًا بإصلاح العلاقات مع الجالية اليهودية في بريطانيا وتعهد بالقضاء على معاداة السامية التي يُزعم أنها شوهت الحزب في عهد كوربين، وهو مؤيد قوي للقضية الفلسطينية. تم تعليق عضوية كوربين في حزب العمال في عام 2020 بعد أن ادعى أن المعارضين بالغوا في حجم معاداة السامية في الحزب "لأسباب سياسية".
ومن بين المرشحين الآخرين جورج جالواي، النائب العمالي السابق المعروف بخطاباته الساخنة المناهضة لإسرائيل، والذي يمثل الآن حزب العمال الصغير ويقوم بحملة ضد موقف حزب العمال بشأن الحرب في غزة، والذي أثاره الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، وانتقد حزب العمال سلوك إسرائيل في الحرب وأثر ذلك على المدنيين الفلسطينيين لكنه لم يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وأعلنت حكومة المحافظين البريطانية اليوم الاثنين أنها ستفرض عقوبات على أربعة مستوطنين إسرائيليين متهمين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.