استهدف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بعدما ذكر خلال خطاب له في حملته الانتخابية أنه سيشجع روسيا على مهاجمة البلدان التي تدفع أقل من التزاماتهم المالية، في تصريحات وصفها البيت الأبيض بأنها "مروعة وتضر بالأمن القومي".
تصريحات ترامب
وقال ترامب، الذي يسعى للحصول على ترشيح الجمهوريين لخوض انتخابات الرئاسة 2024، إنه "سيشجع" روسيا على مهاجمة أي من حلفاء الولايات المتحدة في الناتو الذين يعتبرهم لم يفوا بالتزاماتهم المالية".
أدلى ترامب بهذا التصريح، أمس السبت خلال تجمع انتخابي في كونواي بولاية ساوث كارولينا، قبل الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري في الولاية في 24 فبراير الجاري، كما أعرب عن مخاوفه بشأن المساعدات المقدمة لأوكرانيا ضد روسيا، وكذلك بشأن التحالف المكون من 31 دولة والذي تلتزم الولايات المتحدة بالدفاع عنه عند الضرورة.
وقال ترامب إنه خلال اجتماع غير محدد أبلغ رئيس دولة أن الولايات المتحدة تحت قيادته لن تدافع عن أي دولة منحرفة، وذكر أنه " تساءل أحد رؤساء الدول الكبرى أنه في حالة أنهم لم يدفعوا وتعرضوا لهجوم من روسيا، فهل ستحميهم الولايات المتحدة"، فأجبت: ولماذا لم تدفع؟ لا لن أحميك وعليك الدفع أولًا".
تعليق البيت الأبيض
ووصف البيت الأبيض التصريحات بأنها "مروعة ومضطربة"، وقال متحدثه أندرو بيتس، عند سؤاله عن تعليقات ترامب، إن "أسلوب العداء ضد أقرب حلفائنا أمر مروع ومضطرب ويعرض الأمن القومي الأمريكي والاستقرار العالمي واقتصادنا في الداخل للخطر".
قلق السياسيين
وسرعان ما أثارت تصريحات ترامب قلق العديد من السياسيين في الولايات المتحدة. وقال ديفيد كورن محلل MSNBC على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "يبدو كما لو أن ترامب يشجع روسيا نوعًا ما على مهاجمة حلفائنا في الناتو".
وفي الوقت نفسه، قالت المعلقة السياسية المحافظة أليسا فرح جريفين، إن تعليقات ترامب كانت بمثابة "موسيقى لآذان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
جاءت تعليقات ترامب في الوقت الذي لا تزال فيه أوكرانيا غارقة في جهودها لمواجهة روسيا، ومع تزايد تشكك الجمهوريين في الكونجرس في تقديم مساعدات إضافية للبلاد.
أزمات ترامب
وخلال حملته الانتخابية عام 2016، أثار ترامب انزعاج الحلفاء الغربيين، عندما حذر من أن الولايات المتحدة، تحت قيادته، قد تتخلى عن التزاماتها بموجب معاهدة الناتو وتلجأ فقط إلى الدفاع عن البلدان التي تحقق هدف الحلف بنسبة 2%.
وبدءًا من عام 2022، أفاد الحلف بأن 7 من الدول الأعضاء كانت تفي بهذا الالتزام وأدت الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022 إلى تحفيز الإنفاق العسكري الإضافي من قبل بعض أعضاء الحلف.
وفي ظل مواجهته أكثر من 90 تهمة جنائية والتي ينفي ضلوعه في جريمة منه، حقق ترامب أداءً قويًا في استطلاعات الرأي العام ضد الرئيس الحالي جو بايدن، الذي هزمه الرئيس السابق في انتخابات 2020.