الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غزة في المقدمة.. حرب العالم على الأطفال "انتهاك صارخ" للقانون الدولي

  • مشاركة :
post-title
طفل من غزة يبحث عن الماء لأسرته

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

في الصراع المُسلح الحديث، أصبح التجاهل الصارخ لحياة المدنيين وسلامتهم، سمة مُثيرة للقلق، فمن أوكرانيا وغزة إلى السودان وميانمار، يتآكل احترام قوانين الحرب شيئًا فشيئًا، بل يعتبر لا وجود له في كثير من الأحيان؛ بسبب استهداف العزل عمدًا، خاصة الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأطفال، والتي تُشكل صدمة لا تغتفر، خاصة في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وأدت الحرب الأهلية في ميانمار إلى زيادة بنسبة 140% في الانتهاكات الجسيمة، وفي جنوب السودان، أدى العنف القبلي إلى تدمير حياة الأطفال، وكانت البلدان التي شهدت أعلى إجمالي للانتهاكات المسجلة لدى الأمم المتحدة هي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وإسرائيل وفلسطين، والصومال، وسوريا، وأوكرانيا، وأفغانستان، واليمن، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.

أطفال غزة

في التقرير الأخير عن الأطفال والصراع، حذرت الأمم المتحدة من أن الأطفال لا يزالون يتأثرون بشكل غير متناسب، بالعنف والانتهاكات المرتبطة بالحرب، حيث يتعرضون للقتل والتشويه والاغتصاب والعنف الجنسي والاختطاف، بجانب الهجمات على المدارس وتجنيد الأطفال، وهي الأمور الآخذة في الارتفاع يوميًا.

أطفال غزة الرضع يعانون أشد المعاناة

وفي غزة، كما تقول الصحيفة البريطانية، فقد استشهد أكثر من 11500 فلسطيني تقل أعمارهم عن 18 عامًا، بينما أُصيب عدد أكبر بكثير، كما فقد حوالي 24000 طفل أحد والديهم أو كليهما؛ بجانب 17,000 شخص منفصلون أو غير مصحوبين بذويهم، مشيرين إلى أن ما يريد جيش الاحتلال الإقدام عليه في رفح يعتبر كارثة جديدة تلوح في الأفق.

الفشل المستمر

وفي ظل الفشل المستمر في الاتفاق على وقف إطلاق النار، تشير التقديرات إلى أن طفلًا لا يزال يموت كل 15 دقيقة في غزة، وأن "أمين" تموتان كل ساعة، كما كان للحرب تأثير شديد على الصحة العقلية، لأكثر من مليون طفل في غزة، الذين أصبحوا يحتاجون إلى الدعم ضد القلق المستمر، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على النوم، والإصابة بنوبات من الذعر في كل مرة يسمعون فيها التفجيرات.

ووفقًا لصندوق الأمم المتحدة للطفولة، سوء التغذية والأمراض المرتبطة بالحرب، من أهم الأعداء الإضافيين لأطفال غزة، ولفتت الصحيفة إلى أن ما وصفته بـ تسونامي البؤس في غزة، يُشكل استهزاءً بالقانون الدولي، وعلى وجه التحديد اتفاقيات جنيف، حيث لا يجوز حرمان أي طفل من الخدمات الأساسية وستتحمل الأجيال القادمة التكلفة التي يتحملها الأطفال، وفقًا للصحيفة البريطانية.

أسرة إثيوبية هربت من الصراع المميت في تيجراي
جوع وتجنيد

أيضًا يواجه أكثر من 3 ملايين شخص في شمال إثيوبيا جوعًا حادًا؛ بسبب الجفاف في أعقاب الحرب في تيجراي، حيث يعد الأطفال الأصغر سنًا والرضع هم الأكثر عرضة للخطر، وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 20 مليون إثيوبي بحاجة إلى مساعدات غذائية، كما يعد التجنيد القسري للأطفال من قبل الجماعات المسلحة والإرهابيين والعصابات الإجرامية مجالًا آخر للنمو العالمي.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد شارك أكثر من 105 آلاف طفل، صبي وفتاة، في صراعات عنيفة بين عامي 2005 و2022، ويتم استخدامهم كحراس ونقاط مراقبة وسعاة، وفي الإكوادور اعتقل 1326 طفلًا لارتكابهم جرائم مثل القتل، بعد تجنيدهم قسريًا من قبل الجماعات الإجرامية، وهي التهديدات التي تواجه الأطفال على مجموعة من الجبهات في جميع أنحاء العالم.